صحة

أخصائي يُحذِّر من خطر شاشات الأجهزة الإلكترونية على الحياة النفسية لأطفال المغاربة

أخصائي يُحذِّر من خطر شاشات الأجهزة الإلكترونية على الحياة النفسية لأطفال المغاربة

تعمد العديد من أسر الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد إلى إلحاق أبنائهم بمؤسسات غير مختصة، في وقت تشير أغلب الأبحاث النفسية والسلوكية إلى أنه لا يوجد سبب معين للإصابة بالتوحد لدى الأطفال.

وأكد الأخصائي النفسي العصبي والمدير التربوي بمعهد الأميرة لالة مريم للأطفال الانطوائيين بطنجة، محمد موفق، في تصريح لجريدة “مدار21″، أن الدليل التشخيصي والإحصائي الخامس للاضطرابات النفسية الصادر عن الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين، يعرف اضطراب طيف التوحد بأنه اضطراب عصبي نمائي يتميز بقصور على مستور التفاعل والتواصل الاجتماعي.

وتشير الاضطرابات العصبية حسب موفق، إلى مجموعة من الاختلالات التي تبدأ خلال فترة النمو المبكر، والتي غالبا ما تكون قبل سن التمدرس، والتي تتميز بعجز في النمو وتؤدي إلى تشوه أو انحراف في الأداء الوظيفي والاجتماعي والأكاديمي والمهني.

وأكد الأخصائي أن الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب يحتاجون إلى تدخل مبكر فور ملاحظة الأعراض، “فكلما كان التدخل مبكرا كلما كانت هناك إعادة تأهيل جيدة وأسرع واكتسب الطفل مجموعة من المعارف”.

وبخصوص الجهة التي تعنى بالتشخيص، شدد موفق على ضرورة توجه الأهل عند الإحساس أو الشك في وجود اضطراب طيف التوحد، إلى طبيب نفسي ليقوم بإحالته بعد ذلك إلى المختصين، سواء الأخصائي النفسي أو الأخصائي النفسي العصبي، أو الطبيب النفسي للطفل، مؤكدا أن “من غير هؤلاء المختصين لا يمكن لأحد أن يمنح تشخيصا معينا لاضطراب طيف التوحد”.

وأضاف الأخصائي النفسي العصبي أن المصابين بهذا الاضطراب يحتاجون إلى تدخل طبي وشبه طبي، مثل تدخل المختص النفسي العصبي، ومقوم النطق، والاخصائي النفسي الحركي، وأطر التربية الخاصة، إضافة إلى بعض الأطباء الذين يشكلون خلية تشرف على حالة معينة، وتقترح برنامجا تأهيليا أو علاجيا للطفل المستفيد.

ونبه موفق الآباء إلى ضرورة حماية الأطفال من خطر الشاشات الزرقاء مؤكدا أن الدراسات العلمية أشارت إلى وجود مشاكل في النمو تواجه الطفل جراء استعماله بشكل مباشر لشاشات الهاتف، اللوحة الرقمية، الحاسوب وغيرها من الأجهزة.

وأشار الأخصائي إلى أن مشاهدة التلفاز واستعمال الأطفال للهاتف في سن مبكرة تؤثر في نموه سيما في تأخر النطق واكتساب اللغة، كما تؤثر على التواصل والتفاعل الاجتماعي، إضافة إلى تأخر المشي والحركات.

بداية شتنبر الجاري، دقت دراسة يابانية ناقوس الخطر بخصوص كثرة التعرض لشاشات الأجهزة الإلكترونية من طرف الأطفال، مؤكدة أنه يقترن بتأخر نمو الوظائف العقلية في مراحل لاحقة.

وقامت الدراسة التي أجراها فريق بحثي مشترك من جامعتي “هاماماتسو” و”توهوكو” بقياس النمو العقلي للأطفال في الفئة العمرية ما بين سنتين إلى أربعة سنوات في خمس مجالات رئيسية تتعلق بالتواصل والمهارات الحركية والحركات الدقيقة وحل المشكلات ثم المهارات الشخصية والاجتماعية.

واختبر الفريق البحثي 7 آلاف و97 أما وأطفالهن لقياس زمن تعرض هؤلاء الأطفال لشاشات الأجهزة الإلكترونية في مرحلة الطفولة المبكرة من خلال استبيان لتحديد زمن مشاهدة هؤلاء الأطفال للتليفزيون والكمبيوترات اللوحية والهواتف المحمولة وشاشات ألعاب الفيديو وغيرها.

وتبين من خلال الدراسة التي نقلها الموقع الإلكتروني “ميديكال إكسبريس” المتخصص في الأبحاث، أن نسبة الأطفال الذين تعرضوا لشاشات الأجهزة الإلكترونية أقل من ساعة يوميا بلغت 48.5 بالمئة، ونسبة من تعرضوا للشاشات أقل من ساعتين بلغت 29.5 بالمئة، ثم من ساعتين إلى أربع ساعات 17.9 بالمئة، بينما بلغت نسبة من تعرضوا للشاشات لفترات أربع ساعات فأكثر 4.1 بالمئة.

وأظهرت الدراسة وجود صلة بين النمو العقلي في هذه المجالات وزمن تعرض الأطفال للشاشات في مرحلة الطفولة المبكرة، حيث تبين أن مشاهدة الأجهزة الإلكترونية بالنسبة للأطفال في عمر سنة واحدة، يؤدي إلى تأخر نموهم العقلي في عمر عامين في جميع المجالات باستثناء المهارات الحركية، وعندما يبلغون سن أربع سنوات، يحدث لهم تأخر في عدة مجالات من بينها التواصل وحل المشكلات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News