مجتمع

الزلزال يؤزم وضعية السياحة بالحوز والآمال معلقة على اجتماعات البنك الدولي بمراكش

الزلزال يؤزم وضعية السياحة بالحوز والآمال معلقة على اجتماعات البنك الدولي بمراكش

يعيش قطاع السياحة بالمغرب في الآونة الأخيرة على واقع أزمة حرجة جديدة بعد تداعيات أزمة الزلزال الذي ضرب في الثامن من شتنبر الجاريمناطق مختلفة بالمغرب، كان إقليم الحوز أكثرها ضررا.

وفي وقت بدأ قطاع السياحة يتعافى من آثار جائحة كورونا بارتفاع ملموس لعائدات العملة الصعبة من الخارج، ببلوغها ما يقارب 41 مليار درهم خلال الأشهر الستة الأولى من سنة 2023، أعاد الزلزال القطاع إلى “عنق الزجاجة”، مخلفا قلقا وتخوفا وسط الفاعلين والسياح الأجانب الراغبين في زيارة مجموعة من المناطق السياحية بالمغرب.

“المدينة الحمراء” مراكش، واحدة من أبرز الوجهات السياحية بالمغرب والعالم، والحاضنة للعديد من المآثر التاريخية المتضررة، تشهد اليوم نوعا من الركود النسبي نتيجة “الهزات الارتدادية” لزلزال الحوز عبر مختلف وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.

مصطفى، هو واحد من المرشدين السياحين النشطين بمدينة النخيل، يحكي في تصريح خص به جريدة “مدار21″، كيف أضحى يعايش قطاع السياحة تأزما بعدما كان مورد الرزق الوحيد له وللعديد من زملائه.

يقول مصطفى: “بطبيعة الحال أثر هذا الحادث على المجال السياحي بشكل عام، ومدينة مراكش على وجه الخصوص، لأن العديد من السياح للأسف غادروا بالفعل المغرب والبعض الآخر منهم أصبح متخوفا جدا من السفر إلى المغرب، نتيجة ما يصلهم من أخبار عبر وسائل الإعلام، التي طغى عليها أخبار وصور المأساة التي حدثت وهولت بشكل مبالغ فيه ما حدث”، مشدد على أن هناك العديد من المناطق غير المتضررة بالزلزال يمكن للسياح التوافد عليها.

رغم الزلزال، أكد المرشد السياحي للجريدة أنه صادف العديد من السياح ببعض المناطق المتضررة بالكارثة الطبيعية، وقال بهذا الصدد “أغلب السياح الوافدين على المدينة الحمراء إما قادمون من وجهات مختلفة من وسط المغرب لم يصلها بالفعل أثر الزلزال، سيما الأقاليم الجنوبية للصحراء المغربية، وإما أنهم قد قرروا طواعية شد الرحال قادمين للمغرب وإلى مراكش على وجه التحديد لأنهم سبق وأن عايشوا أزمات مماثلة ببلدانهم، ويرون أن زلزال الحوز واحد من الكوارث الطبيعية والعادية”.

ونبّه المتحدث نفسه إلى “مآرب مبطنة” تسعى إليها بعض الوسائل الإعلامية الأجنبية التي حلت بمناطق الزلزال “لإنجاز تغطيتها الإعلامية الشاذة والبعيدة عن المصداقية في نقل الخبر، بحملات إعلامية تغريضية”.

وتعرضت العديد من المناطق الأثرية التي كانت قبلة مفضلة للسياح الأجانب، لدمار كلي أو جزئي بسبب الزلزال، أبرزها أسوار مراكش ومسجد تنميل، علاوة على مسجد الكتبية الذي شهد تصدعات بالجدار الموجود بجانب المحراب، والأضرار التي لحقت السور الخارجي المحيط بالجامع.

ويراهن المغرب على استضافة الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي من 9 إلى 15 أكتوبر المقبل بمراكش لتأكيد التعافي السريع لقطاع السياحة، ومنحه دفعة قوية بتعويض ما خلفه الزلزال من قلق للراغبين في زيارة المغرب.

أمس الخميس، أكد الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، أن “المؤشرات ذات الصلة بالنشاط السياحي بالمناطق المتضررة من زلزال الحوز عادت إلى وضعيتها السابقة”، مشددا على “هناك طلبا على هذه الوجهات من جديد”، مسجلا أن “المملكة ستحتضن حدثا كبيرا مطلع أكتوبر المقبل، وله رمزية كبيرة جدا”، في إشارة إلى الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News