مجتمع

إعادة الإعمار.. إرادة ملكية راسخة لـ”بعث” المناطق المنكوبة بالزلزال من تحت أنقاضها

إعادة الإعمار.. إرادة ملكية راسخة لـ”بعث” المناطق المنكوبة بالزلزال من تحت أنقاضها

منذ أن اهتزت المملكة على وقع زلزال الحوز في الثامن من شتنبر الجاري، ترأس الملك محمد السادس 3 جلسات عمل بأبعاد مختلفة تمثل جميعها إرادته الراسخة بالنهوض بالأقاليم المتضررة بشكل يفوق الأضرار التي خلفها الزلزال.

وحرص الملك في جلسات العمل التي ترأسها يومي 9 و14 شتنبر على التدابير الاستعجالية المرتبطة بعملية الإغاثة والإيواء، ليتم بعد ذلك تحديد وحصر طبيعة الدعم المرتقب توفيره للضحايا على أساس عمليات تشخيص وتقييم للأضرار التي لحقت المنطقة، مع إعطاء الأولوية لاحتياجات ساكنتها.

أما جلسة العمل التي ترأسها العاهل المغربي بعد زوال يوم أمس الأربعاء، فتأتي امتدادا للتوجيهات الملكية خلال الاجتماعين الأولين، وترسي قواعد برنامج مدروس ومندمج وطموح لإعادة الإعمار وبعث المناطق المنكوبة من رمادها.

البرنامج الذي من المتوقع أن يمتد على فترة 5 سنوات يدعو إلى إرساء نوع من الانسجام بين جميع المتدخلين والفاعلين فيه، بشكل يتماشى وتعليمات الملك، الذي مهد لتوحيد مجموع التدخلات عبر إحداث لجنة بين وزارية اضطلعت بمهمة تشخيص الضرر وتقديم استجابة تأخذ بعين الاعتبار احتياجات وانتظارات ساكنة المناطق المتضررة.

وتبلغ تكلفة برنامج إعادة البناء والتأهيل العام 12 ألف مليار سنتيم ويستهدف حوالي 4.2 ملايين نسمة، كما يقوم على مقاربة تراعي الالتقائية وتهدف إلى إعادة إعمار المناطق المتضررة وتأهيل البنية التحتية وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية وتسريع امتصاص العجز الاجتماعي، وهي تدابير متعددة الأبعاد وذات امتداد زمني، ستساهم في إعادة بعث المنطقة وتنميتها لمواكبة السير التنموي للمملكة.

ولم يغفل الملك خصوصيات المناطق المتضررة وساكنتها، إذ أكد، من جديد، أهمية الإنصات الدائم للساكنة المحلية، قصد تقديم الحلول الملائمة لها، مع إيلاء الأهمية الضرورية للبعد البيئي والحرص على احترام التراث المتفرد وتقاليد وأنماط عيش كل منطقة، الأمر الذي سيجعل برنامج إعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة نموذجا للتنمية الترابية المندمجة والمتوازنة، عبر اعتماد حكامة نموذجية مقوماتها السرعة والفعالية والدقة والنتائج المقنعة.

ويعد برنامج إعادة البناء والتأهيل وغيره من الإجراءات والتدابير التي سخرت في سبيل المناطق المتضررة وساكنتها، دليل على العناية الملكية الموصولة برعاياه والوصل الذي يربطه بهم، فمنذ أولى الساعات التي أعقبت الزلزال، عمد الملك إلى الإلمام بجميع الجوانب في تعليماته، مسطرا الأولويات من إيواء وإعادة إعمار وتكفل بالأطفال وصون لكرامة المتضررين، والنتيجة تعبئة لكافة الوسائل والإمكانيات واستجابة قوية، منسجمة، سريعة، وإرادية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News