صحافة وإعلام

مجاهد لـ”مدار21″: إعلام باريس تسيره “تيليكومند” وصحافيون فرنسيون نبهوا للخروقات ضد المغرب

مجاهد لـ”مدار21″: إعلام باريس تسيره “تيليكومند” وصحافيون فرنسيون نبهوا للخروقات ضد المغرب

استغرب يونس مجاهد، رئيس المجلس الوطني للصحافة، “المنهجية الموحدة” في نشر وسائل إعلام فرنسية أخبار مسيئة للمملكة أثناء تغطية زلزال الحوز، حيث اعتمدت منهجا واحدا في متابعة الأخبار بنفس الموثق ونفس التعليقات، “مما يوحي بأن هناك ‘تيليكومند’ تسيرهم”.

واعتبر مجاهد “الحملة الممنهجة” أمرا غريبا، خاصة أن وسائل الإعلام الفرنسية تستمر في رفع شعارات تشير إلى توفرها على مجالس داخلية تحريرية، تناقش الخط التحريري والأخلاقيات، “لكن لما يتعلق الأمر بالمغرب وإفريقيا والمسلمين وعالم خارج العالم الغربي، نجدهم يتوحدون في المواقف، كأن هناك مدير تحرير لكل الوسائل الإعلام ‘موحدا’ وهذا أمر خطير”.

وأوضح رئيس المجلس الوطني للصحافة في تصريح مصور لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أنه وخلال تغطية زلزال الحوز، سجل الجميع، وفي المغرب خاصة، عددا من الممارسات المخلة بأخلاقيات الصحافة من طرف أغلب الإعلام الفرنسي، لافتا إلى أن أغلبية وسائل الإعلام الفرنسية ركزت على “لماذا لم يستجب المغرب لعرض المساعدات التي قدمته فرنسا وتم تجاهل القضايا الأخرى، رغم أن تغطية الزلازل فيها فواجع وآلام وضحايا وجب الاهتمام بها”.

وذكر أن عددا من الصحافيين الفرنسيين نبهوا إلى هذا الخرق، وأيضا شخصيات معروفة، منها فرنسيون وآخرون من أصول مغربية أو مغاربية أو إفريقية، مضيفا “لكن رغم ذلك أصروا، وخاصة الصحافيون الذين كانوا يسيرون النقاشات باستديوهات القنوات الفرنسية وأيضا العاملون في بعص الجرائد والصحف الورقية أو الإلكترونية، على التركيز على قضية واحدة، وكانوا يريديون إيصال رسالة أن عدم الاستجابة للدعم الفرنسي سيخلق مشكل بالنسبة لإنقاذ الضحايا”.

وأضاف في السياق ذاته:”بل وصل الأمر، أنه قيل بكل وضوح إن المغرب وبعدم قبوله للمساعدات الفرنسية، سيساهم في رفع عدد ضحايا الزلزال، وستكون صعوبات في الإنقاذ وانتشال الضحايا، وهذه كلها ترهات، لأن المغرب بلد ذو سيادة، وطبعا عنده القدرات والطاقات الكافية لمعالجة إشكالياته”.

وسجل أن المغرب يرحب بالدعم، لكن له كامل الحق في تحديد شروط الدعم وظروفه، “لكن العقل الفرنسي أو أغلبية المتدخلين لم يقبلو هذا الأمر”.

وقال إن المجلس الوطني للصحافة قدم شكاية بعد رصده لخروقات لمجلس الأخلاقيات في فرنسا، طبعا للقواعد المنصوص عليها، وننتظر ردة الفعل، مشيرا إلى أن المجلس سيتواصل مع نقابات الصحافة في فرنسا، وأيضا مع شارلي إيبدو وليبراسيون “وسنرسل لهم ملاحظاتنا”.

وكان المجلس قد أوضح في بلاغ صباح اليوم الأربعاء أن جريدة “شارلي إيبدو” نشرت يوم الجمعة 15 شتنبر 2023، كاريكاتير يتضمن تحريضا على عدم التضامن والمساهمة في دعم ضحايا الزلزال، الذي عرفه المغرب، “وهذا فعل غير مقبول، لأنه يمس بمبدأ مؤازرة ضحايا الكوارث الطبيعية، في مخالفة تامة للمبادئ الإنسانية”.

ولفت المجلس إلى أنه وفي مثل هذه الظروف، ينبغي أن تعطى الأولوية لإنقاذ الضحايا ودعم المتضررين، بغض النظر عن أي خلاف دبلوماسي أو مشكل سياسي، لأن الأسبقية هي للمبادرات التطوعية ذات الطبيعة الإنسانية، التي تتعالى على كل الاعتبارات الثانوية الأخرى.

واعتبر أن كاريكاتير “شارلي إيبدو” يضر بضحايا الزلزال وبالعائلات المنكوبة، التي هي في أمس الحاجة إلى الدعم والمساندة، خاصة وأن الكثير منها فقد أسرته ومعيله ومن بينهم أطفال يتامى لا علاقة لهم بالخلافات الدبلوماسية وبالمشاكل السياسية.

وبخصوص جريدة “ليبيراسيون”، أشار بلاغ المجلس، أنها قامت يوم الاثنين 11 شتمبر 2023 بنشر صورة على غلافها لامرأة من ضحايا الزلزال، بعنوان ”Aidez nous, nous mourrons en silence”، حيث أنه بعد التحقق من مضمون كلام المرأة، الذي راج في شبكات التواصل الاجتماعي، في فيديو مصور، فإن المجلس سجل أن ما نشر في الغلاف ونسب للمرأة الضحية، يتنافى مع حقيقة ما كانت تقوله، مما يشكل ضربا لمصداقية العمل الصحفي والمهنية المفروض التحلي بها عند معالجة القضايا التي تكتسي طابعا إنسانيا ولاسيما في لحظات الكوارث الطبيعية.

وقد سجل المجلس أن صحيفة “ليبيراسيون” قامت بخرق أخلاقيات الصحافة، على عدة مستويات، أولها نشر صورة على الغلاف، لسيدة مسنة، من ضحايا الزلزال، ومصاحبتها بتصريح لم تدل به، بل هو من اختلاق الجريدة، بهدف تمرير موقف يضرب في المجهودات التي تبذلها السلطات المغربية، وباقي فرق الإنقاذ من دول صديقة، والمتطوعين.

وأكد المجلس أن “ليبيراسيون” خالفت أخلاقيات المهنة عبر نشرها أخبارا كاذبة وتُزوِّر الحقائق، في ظروف من المفترض أن يحصل فيها تآزر إنساني وأن تتحلى الصحافة فيها بقيم المهنية والتضامن والتعاطف، بدل تصفية الحسابات السياسية، مبرزا أن “من المعروف في مبادئ أخلاقيات الصحافة أن التعامل مع ضحايا الكوارث الإنسانية، يكون مشروطا بعدة احترازات، من أهمها عدم استغلال صورهم قصد الإثارة الرخيصة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News