مجتمع

أخصائية نفسية تطالب بتوفير أخصائيين نفسيين بالمدارس للأطفال المتضررين من “زلزال الحوز”

دعت  بشرى المرابطي، أخصائية نفسية وباحثة في علم النفس الاجتماعي، الأخصائيين النفسيين من خريجي الجامعات المتعددة بالمغرب إلى الانخراط بادرات القوافل الطبية الإنسانية للتخفيف من أثار الزلزال الذي ضرب العديد من مناطق المغرب ليلة الثامنة من شتنبر الجاري، مشددة على أن المخلفات النفسية للكارثة الطبيعية تبقى حية في أذهان من عاشوا تلك الصدمة

وأوضحت المرابطي في تصريح خصت به جريدة “مدار 21” أن تأثير قلق ما بعد الصدمة؛ أي صور الزلزال والضحايا وما إلى ذلك مما خزن في ذاكرتهم، قد لا يكون على المستوى الذهني فقط، وإنما يمتد إلى الجانب الشاعري والإحساسي أيضا”، موضحة “الطفل يعيش تلك المشاهد المخزنة بشكل متجدد بين الفينة والأخرى كما ولو قد حدثت للتو”.

وترفض الأخصائية النفسية إسقاط  التأثيرات النفسية والعاطفية للزلزال على فئة سنية معينة دون أخرى، إذ ترى أنها “تمتد لتشمل الكبار كما الصغار”، مستدركة “غير أن هذه الفئة السنية الأخيرة (الأطفال) لا يمكننا أن ننفي تضررها الكبير”.

وتضيف “ناهيك عن الأطفال الذين قدر لهم أن يروا أبويهم أو أحد أفراد عائلتهم يموت أمام أعينهم أو تحت الأنقاض، وتتوسع لتقول بأن “التأثيرات النفسية تطول لتصل حتى الفئات السنية الكبرى من الشيوخ، فقد استضفت في الدعم النفسي شيوخا بكوا بكاء مريرا لفقدانهم زوجاتهم وأفراد عائلتهم”.

وأكدت المتحدثة ذاتها أن “الأطفال يعانون عموما في هذه الظرفية الحرجة مما يعرف باضطرابات الهلع، بمعني أن أي حركة أو تغير في المناخ من حيث الشتاء أو الرياح سيكون بمثابة فزع كبير لهؤلاء الأطفال، ذلك لأن هناك خوف دفين من أن يعود الزلزال مرة أخرى”، متابعة بالقول: “هناك ارتفاع مخيف في منسوب القلق، لأن الإنسان هناك أصبح يعيش في ترصد وتوتر دائم حتى وإن لم يفقد فردا من عائلته”.

وشددت المرابطي في السياق نفسه على مسؤولية الدولة في هذا الجانب الأمر الذي يفرض عليها “التدخل لتوفير دعم نفسي متناسب مع ما تعرضوا له من ضرر، سواء من خلال الأطباء والأخصائيين النفسيين المعتمدين لديها في إطار ما يعرف بالقوافل، وأيضا على مستوى المدارس”، مردفة أنه “من المنطقي بعد هذه الظرفية الحرجة التي تمر منها المملكة أن يوفر بالوسط المدرسي أطباء ومتخصصون نفسيون، فكلياتنا بالمغرب تشهد كل سنة تخرج الآلاف من الشباب خريجي علم النفس، وبالتالي فقد آن الأوان للدولة لكي تستثمر في مواردها البشرية المؤهلة، ذلك على طول السنة عموما وفي وقت الأزمات بشكل خاص، وهو الحال الذي يتطلبه زلزال الحوز اليوم”.

واسترسلت الباحثة في علم النفس الاجتماعي في تصريحها للجريدة قائلة: “أتوقع من الأساتذة أن يراقبوا حالات الأطفال المتأثرة وأن يعرضوهم على الأخصائيين النفسيين في الآن الذي يلحظون عليهم اضطرابات أو تصرفات أو تشتت في التفكير دخل الحصص”، مشددة على أن “هؤلاء الأطفال وبدون أدنى شك، ستظهر عليهم مستقبلا نوبات من أحلام اليقظة والكوابيس التي لا تغادرهم والتبول اللاإرادي، علاوة على ضعف التركيز وهذا ما ينبغي أن يستحضره الأساتذة بدقة”.

وبخصوص تزامن الزلزال مع الدخول المدرسي الجديد، أكدت المرابطي أن الحديث عن تأثر المدرسة حاليا ينحصر على الدواوير القريبة من المدن الكبرى، أو تلك التي شهدت تضررا طفيفا، بعدما ظلت المدارس قائمة على حالها، مضيفة “أما الحديث عن الدواوير التي خسرت وللأسف الشديد معظم أستاذتها وتلامذتها، علاوة على الساكنة، فسيكون صعبا جدا التكلم عن رجوع مدرسي طبيعي وممكن، لذلك سيكون على الدولة أن تقوم بتدبير خاص وأن يتم التركيز فقط على الدروس الأساسية، وأن تستفيد هذه المناطق من تدبير كوراث ملائم كما هو الشأن بالنسبة للدول التي تشهد كوارث طبيعية بشكل موسمي ومستمر”.

وناشدت بشرى المرابطي، في ختام حديثها لجريدة “مدار21″، الأخصائيين النفسيين من خريجي الجامعات المتعددة بالمغرب، بالانخراط في مبادرات القوافل الطبية الإنسانية، مؤكدة أنه “بعدما شهدت المملكة تضامنا شعبيا كبيرا بقيادة عاهل البلاد توج بتوفير مخزون كبير من المؤن واللباس، فإننا اليوم نحتاج أيضا وبنفس القدر من الأهمية أو أكثر إلى قوافل طبية ونفسية لهؤلاء الأطفال، ذلك بعد أن وقفت على الحاجة الملحة إليها من خلال مشاركتي في إحدى هذه القوافل موخرا”.

تعليقات الزوار ( 1 )

  1. مجرد تساؤل.
    هل كوَّن المغرب أطباء نفسانيين !!!؟؟؟
    المغرب أهمل تكوينهم رغم أن نصف رعايا أمير المؤمنين في حاجة إليهم.
    في حوار لوسيلة إعلامية مغربية قال عمر بطاس، الأستاذ بكلية الطب بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء ما نصه:
    “لا يتعدى عدد الأطباء النفسانيين في المغرب 430 طبيبا، بينما تفيد معطيات دراسة سابقة أنجزتها وزارة الصحة بأن 42.1 في المائة من المغاربة الذين تفوق أعمارهم 15 سنة عاشوا اضطرابا نفسيا أو عقليا في فترة من الفترات، ويعاني 26 في المائة منهم من الاكتئاب، بينما يعاني الباقون من أمراض نفسية أخرى، مثل القلق والاضطرابات الذهنية والفصام، ما يعني وجود حاجة ماسة إلى الأطباء النفسانيين.” انتهى الاقتباس.
    أما المتضررين من الزلزال فلم يجدوا حتى الإسعافات الأولية، الإسعافات المتخصصة فيكفي الفيديو الذي نشره الموقع اليوم تحت عنوان:
    ” تعرض ابنه لكسور.. مغربي متضرر من زلزال الحوز يطلب مساعدة المغاربة في رسالة مؤثرة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *