سياسة

تصدير “الأفوكا” يجلب انتقادات ضد وزير الفلاحة وتحذيرات برلمانية من استنزاف مياه المملكة

تصدير “الأفوكا” يجلب انتقادات ضد وزير الفلاحة وتحذيرات برلمانية من استنزاف مياه المملكة

أثار استنزاف حوالي 40 مليار لتر من المياه في زراعة “لافوكا” المصدرة في ظل شح الأمطار التي تواجهها المملكة منذ سنوات متتالية، انتقادات لاذعة ضد وزير الفلاحة و الصيد البحري واالمياه والتنمية القروية والمياه والغابات محمد صديقي، وذلك في أعقاب تحطيم المغرب رقما قياسيا في تصدير فاكهة “الأفوكادو” بين يونيو 2022 إلى يناير 2023 بزيادة 60 في المائة مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي

وحسب معطيات صادرة عن منصة “إيست فروست”  فإن صادرات الأفوكادو تضاعفت تقريبا خلال المواسم الخمسة الماضية من المغرب، وبلغت في موسم 2021/22 حوالي 42 ألفا و300 طن. وفي نهاية عام 2022، أصبح أيضا تاسع أكبر مصدر للأفوكادو على مستوى العالم، على الرغم من أنه كان الثاني عشر منذ خمس سنوات.

وسجلت فاطمة التامني النائبة البرلمانية عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، أنه في الوقت الذي يواجه فيه المغرب ما ينذر بأزمة حقيقية في الماء، دفعت بعض المواطنين للهجرة من قراهم والمناطق التي يعيشون فيها بحثا في شريان ماء، خرجت تقارير تتحدث عن تصدير المغرب ل 45 ألف طن من الأفوكادو لدول أوروبية.

وأكد التامني ضمن سؤال كتابي وجهته إلى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، حول زراعة فاكهة الأفوكادو المستنزفة للمياه، أن الجميع يعرف أن هذه الفاكهة من أكثر الفواكه والخضروات استنزافا للماء، بحيث تتحدث التقارير العلمية أن كل كيلوغرام منها يستنزف أكثر من ألف لتر من الماء.

وأشارت التامني، إلى أن المغرب يحتل المرتبة التاسعة دوليا في تصدير هذه الفاكهة، في الوقت الذي حذرت فيه حركات بيئية وفعاليات مدينة من استنزاف الثروات المائية، والدعوة لزراعة فواكه وخضر أخرى يمكن تصديرها دوليا، بما يضمن الترشيد السليم للثروة المائية.

ودعت البرلمانية وزير الفلاحة إلى إطلاع البرلمان عن التدابير التي تعتزم الوزارة القيام بها من أجل مواجهة أزمة المياه المتربصة بالمغاربة، والعمل على إيجاد بدائل لهذه الزراعات المستنزفة للفرشة المائية، والتي لا تعود بالنفع على المغاربة.

وبرأ وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية محمد صديقي فاكهة “الأفوكا” من استنزاف الفرشة المائية في ظل ارتفاع مطالب بمنع زراعاتها خاصة بالمناطق التي تعاني من خصص كبير في المياه، مؤكدا أن المزاعم القائلة بأن زراعات فاكهتي “لافوكا” تسببت في أزمة المياه “مغالطة كبيرة”.

ويرى الوزير أن ربط مشكلة ندرة المياه بهذه الزراعة “أصبحت شعارا يستعمل لمعارضة السياسات المائية، بينما الحقيقة أن هذه الزراعات لا تشغل سوى مساحات زراعية محدودة”، مشيرا إلى فاكهة لافوكا تشغل 9 آلاف هكتار فقط من المساحات الفلاحية بالمغرب، بينما فاكهة الدلاح لا تشغل سوى 19 ألف هكتار.

وسجل المسؤول الحكومي أن مشكلة نقص الموارد المائية ليست مقتصرة على هذا العام، بل تعود إلى سنوات ماضية، لافتا إلى  أن السدود لم تكن مملوءة عن آخرها منذ سنوات، لأن الأمطار لم تكن كافية أبدا لعمل ذلك.

في غضون ذلك، سجل تقرير منصة “إيست فروست”  أن صناعة إنتاج الأفوكادو وتصديره في المغرب تدخل، الآن، “أوقاتًا صعبة تنطوي زراعة الأفوكادو على استخدام كمية هائلة من المياه، والتي تعتبر بسبب موقعها، موردًا نادرًا للمغرب”.

وأجبر تغير المناخ وآثار موجة الجفاف الشديد في صيف 2022 وزارة الفلاحة المغربية على اتخاذ إجراءات جادة للحد من استخدام المياه في البلاد”.

وأوضحت المنصة المتخصصة في أسواق الخضر والفواكه، أنه قبل تجاوز إجمالي صادرات الموسم السابق ، لم يكن لدى المصدرين المغاربة سوى 7000 طن من الأفوكادو لتصديرها إلى الأسواق الخارجية.

وبالنظر إلى اتجاهات السنوات الماضية، من المرجح أن يتحقق هذا الهدف بسلاسة تقريبا في الأشهر المتبقية، وسيحقق المغرب بالفعل رقمًا قياسيًا جديدًا في الصادرات في نهاية موسم 2022/23.

وكشفت الأرقام أن حوالي 75 في المائة من صادرات المغرب من الأفوكادو في موسم 2017-2018 ذهبت إلى إسبانيا، التي تعد واحدة من أكبر المستثمرين في الأعمال التجارية الزراعية المغربية وأهم شريك تجاري للمغرب.

ورصدت الوثيقة ذاتها أنه فقط بعض البلدان في أمريكا الجنوبية (بيرو وتشيلي وكولومبيا) وأوروبا (هولندا وإسبانيا) وإفريقيا (كينيا وجنوب إفريقيا) تصدر الأفوكادو أكثر من المغرب؛ في حين أن المكسيك هي الرائدة بلا منازع في الصادرات العالمية بإمداد سنوي قدره 1.4 ملايين طن.

واحتلت الأفوكادو المرتبة الثامنة في قائمة فئات الفواكه والخضروات ذات أعلى عائدات تصدير في المغرب في عام 2021.

وذهبت حوالي 75 في المائة من صادرات المغرب من الأفوكادو في موسم 2017-2018 إلى إسبانيا؛ إلا أن سياسة تنويع صادرات الأفوكادو من قبل المصدرين المغاربة أدت إلى خفض حصة إسبانيا إلى 39 في المائة بحلول موسم 2021/22.

واحتلت فرنسا المرتبة الثانية في هيكل الصادرات المغربية بحصة 26 في المائة، تلتها هولندا (19بالمئة) وألمانيا (10بالمئة) والمملكة المتحدة (3بالمئة). وشملت قائمة البلدان الأصغر التي استوردت الأفوكادو المغربي في موسم 2021/22 روسيا (600 طن)، سويسرا (300 طن)، بلجيكا (200 طن)، البرتغال (100 طن)، وكذلك بعض دول الشرق الأوسط (300 طن)، ثم دول إفريقيا جنوب الصحراء (200 طن).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News