مجتمع

بعد واقعة “بيدوفيل الجديدة”.. استمرار “متوجس” للمخيمات الصيفية للأطفال إثر تراجع ثقة الأسر

بعد واقعة “بيدوفيل الجديدة”.. استمرار “متوجس” للمخيمات الصيفية للأطفال إثر تراجع ثقة الأسر

بالرغم من الضجة التي أحدثها “بيدوفيل” الجديدة، والخوف الذي خلّفه في نفوس الآباء والأمهات المغاربة، عقب ظهوره في مقطع فيديو يعتدي جنسيا على أحد الأطفال بمخيم من تنظيمه، إلا أن بعض المنظمات والجمعيات استمرت في نشاطها بالمخيمات الصيفية بشكل طبيعي، إذ من المرتقب أن ينتهي خلال الأسبوع المقبل، من أجل عودة الأطفال إلى المدارس.

فبعدما كان المخيم فضاء للتعلم واكتساب مهارات جديدة للأطفال، وفرصة للاستجمام والترفيه في جو يطبعه الاعتماد على النفس بتأطير من قائدي المنظمات، بات رعب التحرش والاغتصاب يلاحق سمعة هذه الجمعيات، بسبب وقائع الاعتداء على الأطفال تحت مظلة “التأطير”.

وأجمع مؤطرون بمخيمات صيفية، في حديث لجريدة “مدار21″، على أن واقعة الجديدة أثرت في نشاطهم التطوعي، وأفقدت الأسر جزءا من الثقة التي بنيت على مدى سنوات.

أزمة واهتزاز ثقة الأسر

في هذا الإطار، تقول المؤطرة بمنظمة “الطلائع أطفال المغرب”، زهور الشريفي، إن المخيم “فرصة لجعل الطفل يكتسب مهارات جديدة، منها الاعتماد على النفس، ومزاولة أنشطة تربوية ترفيهية، من شأنها المساهمة في تخطي الأطفال لمشاكلهم النفسية”، مبرزة أن “سلامة الطفل هي الأهم بالنسبة لهم”.

وكشفت الشريفي، في حديث إلى “مدار21″، أن واقعة اغتصاب “بيدوفيل” الجديدة للأطفال “خلقت لهم أزمة مع أسر الأطفال المنخرطين في المنظمة حيث تشتغل”، مردفة: “كانت الأسر تثق بنا، لكن الواقعة زادت من خوفها، إذ أصبح الآباء يتصلون بنا في كل لحظة للاطمئنان على أطفالهم، وأظن أنه لو لم يكونوا على معرفة شخصية بنا لما سمحوا لأطفالهم بالتخييم”.

وأكدت المؤطرة بالمنظمة ذاتها أنه لم يشهد برنامجها “انسحاب أي طفل من المخيم”، متمنية “تنزيل أشد العقوبات على الجاني، لاسيما وأن مقطع الفيديو المنتشر أضر بنفسية الأطر واهتزت معه قلوب الأطفال”، وفق تعبيرها.

“لا يجب إلصاق تهمة التحرش بجميع المؤطرين”

من جهته، يفيد قائد منظمة الكشاف الوطني، رحو، بأن المخيم “كان وسيظل فضاء للترفيه والتعلم والممارسة”، مشددا على أنه “لا يجب إلصاق تهمة التحرش بجميع الجمعيات بمجرد مخالفة شخص واحد القانون”.

وأضاف رحو، في حديث إلى “مدار21″، أن المؤطرين “يضحون بوقتهم وحياتهم من أجل الأطفال بشكل تطوعي دون تلقي أي أموال”، عادا أنهم “يقومون بوظيفة اجتماعية ويحملون رسالة تربوية خالصة”.

ويرى القائد نفسه أن سمعة منظمته، التي تأسست سنة 1985 ولديها عدة فروع على صعيد المملكة، “سند الأسر التي تسجل أطفالها بها”، موضحا بالقول: “نحن لدينا المخيم بالوراثة، فالآباء يثقون بنا ثقة عمياء، ولا نستقبل الأطفال بعشوائية، إنما تكون لعائلتهم علاقة وطيدة بالمنظمة ومنهم من كانوا منخرطين سابقا بها، إضافة إلى أن عملنا ليس مرتبطا بفترة الصيف، بل ننشط طيلة السنة”.

وتعليقا على واقعة الجديدة، أشار رحو، في حديثه إلى الجريدة، إلى أنها “لا تمت للتربية بصلة”، محملا جانبا من المسؤولية للجهة المسؤولة عن الجمعيات الرياضية، التي كان يجب عليها توقيف نشاط منتحل صفة “رئيس الجمعية” قبل وقوع الحادث الأليم.

ولفت المتحدث عينه إلى أن المؤطرين أصبحوا يعملون على توعية الأطفال خلال أنشطتهم حتى لا يكونوا ضحية التحرش، بعد واقعة “بيدوفيل الجديدة”.

اشتغال وسط استنفار الآباء

أما حمزة الكهوز، وهو قائد “الأشبال والزهرات” بمنظمة الكشاف الوطني، فصرح للجريدة بأن الجمعية التي ينشط بها “منظمة شبه عسكرية، تربي الأطفال على عادات ومهارات تضبط سلوكهم وتعلمهم الاعتماد على النفس والالتزام في جميع مناحي الحياة”.

ويردف: “الواقعة أثرت في نفسيتنا وعملنا، وتحسرنا كثيرا على ما وقع للأطفال الذين سقطوا ضحايا في شباك الجاني”.

وتابع: “أصبح الآباء يتصلون بنا في كل لحظة، خوفا على أطفالهم، الأمر الذي لم يكن يحصل من قبل”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News