تربية وتعليم

بُعد المسافات وسوء البرمجة الزمنية لمباريات ولوج المعاهد العليا يُحبط حاصلين على البكالوريا

بُعد المسافات وسوء البرمجة الزمنية لمباريات ولوج المعاهد العليا يُحبط حاصلين على البكالوريا

يعم استياء كبير وسط الطلبة الذين يقبلون على مباريات ولوج المعاهد العليا والجامعات ذات الاستقطاب المحدود، وذلك جراء التخبط الذي يصاحب تنظيم مبارياتها، بسبب بعد المسافات بينها وغياب برمجة زمنية موحدة لتمكين الطلبة من اجتياز أكبر قدر من المباريات، ما حرك مطالب فاعلين جمعويين لتدخل الحكومة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار لإطلاق مبادرة توفير السكن والنقل للمتبارين لإحقاق مبدإ تكافؤ الفرص.

وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي انتقادات واسعة للبرمجة الزمنية لمباريات الولوج إلى المؤسسات الجامعية والمعاهد ذات الاستقطاب المحدود، في سياق الاستعداد للموسم الجامعي المقبل، ذلك أن العديد من الطلبة الراغبين باستكمال تكوينهم العالي، خاصة الحاصلين منهم على ميزات، يجدون صعوبات بسبب عدم تمكنهم من التنقل بين المدن التي تبرمج المباريات بشكل متزامن، إضافة إلى الإعلان عن لوائح المدعوين للمباراة قبل يوم واحد، إضافة إلى مطالبة المتبارين بواجبات التسجيل التي لا يتم استرجاعها في حال عدم قبولهم.

وقدم أحد المدونين مثالا لطالب من جهة درعة تافيلالت حاصل على شهادة الباكلوريا بميزة، يلزمه أن ينتقل إلى مدينة أكادير يوم الجمعة قصد المشاركة في مباراة المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير (ENCG)، وينتقل إلى الرشيدية يوم السبت لمباراة الطب والصيدلة، ويوم الأحد إلى وجدة لمباراة المدرسة الوطنية للهندسة، وسيكون له موعد يوم الإثنين في المدرسة العليا للفنون والمهن بمكناس (ENSAM)، وتأتي بعدها مباراة المدرسة الوطنية العليا للإدارة بمراكش (ENSA) يوم الثلاثاء، والمدرسة الوطنية العليا للكيمياء بالقنيطرة (ENCK) يوم الخميس، وهو ما سيلزم هذا الطالب بقطع 2552 كلم في أسبوع واحد قصد المشاركة في هذه المباريات.

هذا الوضع جعل رئيس الشبكة المغربية للتحالف المدني للشباب، عبد الواحد الزيات، إلى صف تدبير مباريات الولوج إلى الكليات والمعاهد ذات الاستقطاب المحدود بـ”الكارثي”، مشيرا، في تصريح لجريدة “مدار21″، إلى “تأخر الإعلان عن لائحة المقبولين في الانتقاء الأولي لاجتياز المبارايات، إذ لا تتجاوز أحيانا ليلة واحدة بين الإعلان ويوم الامتحان”.

وأشار الزيات إلى أن المترشحين يطلب منهم في بعض المدارس والمعاهد تأدية مصاريف لعملية التسجيل في الإنتقاء، تتراوح بين 100 و150 درهما، وفي حالة عدم قبولهم بسبب عتبة الانتقاء لا يتمكن الطلبة من استرجاع مصاريف التسجيل، مؤكدا أن هذا الأمر “يثقل كاهل المترشحين وعائلاتهم، خصوصا وأن الطالب يسعى إلى ضمان إكمال مساره في التعليم العالي عبر التعبير عن رغبات متعددة لتقوية حظوظه، مما يلزمه بمضاعفة مصاريفه سواء في التسجيل أو التنقل”.

وأكد الزيات أن الظروف الاجتماعية لعدة عائلات مغربية “ظروف صعبة، إذ لا تستطيع توفير إمكانيات التنقل والإقامة في عدة مدن تتوفر فيها هذه الكليات والمعاهد، الى جانب ضيق الوقت في الإعلان عن الاستدعاءات”.

وأضاف الزيات في السياق نفسه أن “العديد من الأسر تعيش الهشاشة وهو ما يوجب مبادرة نوعية من طرف الحكومة والجماعات الترابية قصد تسهيل تنقلهم وتوفير الإقامة لهم”، معبرا عن استيائه لحال الطلبة المتفوقون الذين لا يستطيعون اجتياز مباريات، موضحا “من غير المقبول أن يتحصل الطالب على نقاط متميزة ولا يستطيع أن يجري المباريات بسبب ضعف في إمكانياته المادية”.

وفي السياق نفسه، اعتبر رئيس الشبكة المغربية للتحالف المدني للشباب أن “الدولة هي الخاسر الوحيد من ضياع هذه الكفاءات”، مشدد أن هذه “الكارثة” لها تأثير على مصير أفراد فاعلين، مما يكسب هذا الموضوع أهمية بالغة نظرا لجسامة الأزمة التي يطرحها، من ناحية ضرب مبدإ تكافؤ الفرص.

هذا وشدد المتحدث على أن “الحكومة ووزارة التربية الوطنية والتعليم العالي يفترض فيها، أن تقوم بمبادرة لمعالجة هذه الأعطاب”، وتمكين الطلبة الحاصلين على شواهد البكالوريا من فرص اجتياز أكبر عدد من المباريات لتمكينهم من متابعة دراستهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News