فن

أفلام عيد الأضحى استراتيجية تحقق إيرادات عالية.. لماذا تغيب هذه الظاهرة بالمغرب؟

أفلام عيد الأضحى استراتيجية تحقق إيرادات عالية.. لماذا تغيب هذه الظاهرة بالمغرب؟

في الوقت الذي تعيش فيها القاعات السينمائية المصرية انتعاشة وتحقق إيرادات عالية من وراء الأفلام المخصصة لموسم عيد الأضحى، إذ يستقطب هذا الموعد الآلاف من عشاق الفن السابع، يتساءل بعض المهتمين حول أسباب عدم اعتماد أهل السينما في المغرب هذه الطريقة، عوض اتباع استراتيجيات “غير مجدية” وعدم استثمار المناسبات التي تحظى بإقبال واسع.

وطرحت القاعات السينمائية المصرية في يوم عيد الأضحى عددا من الأفلام التي دخلت في منافسة لتصدر شباك التذاكر، مراهنة على التفوق بقصص مختلفة بقيادة نجوم الصف الأول في الشاشة الكبيرة، لتجني بذلك إيرادات تقدر بالملايين.

ولم تقتصر مصر على العرض في قاعات بلدها، وإنما وسعت رقعة الانتشار بتوزيع أفلام العيد في مختلف القاعات السينمائية بالوطن العربي، إذ منذ سنوات عديدة تفرض هذه الدولة نفسها على مستوى الإنتاج السينمائي والدرامي لاتخاذها هذا المجال تجارة وصناعة مربحتين.

وببدو أن القاعات السينمائية المغربية “لا تثق” في جمهورها، وتفضل عرض الأفلام الأجنبية في مناسبات العيد، حيث تستقبل هذه السنة فيلمين مصريين خاصين بالعيد وهما “تاج” للفنان المصري تامر حسني، و”بيت الروبي” للفنان كريم عبد العزيز، إلى جانب مواصلة عرض أفلام مغربية طرحت في دور العرض قبل أسابيع، وأخرى أجنبية غير حديثة.

يفسّر الناقد السينمائي عبد الكريم واكريم غياب هذه الظاهرة في المغرب بأنه “إلى حدود بداية التسعينيات من القرن الماضي كانت القاعات السينمائية في المغرب تعرف رواجا كبيرا، وبالتالي كانت هناك مواسم للأعياد يجلب فيها الموزعون وأصحاب القاعات أفلام هندية ومصرية وأمريكية حديثة الإنتاج”.

وأضاف واكريم في تصريح لجريدة “مدار21” أن هذه الأفلام كانت تشهد خلال هذه المواسم إقبالا جماهيريا كبيرا إلى درجة أن التذاكر كانت تنفذ من الكثير من شبابيك القاعات السينمائية وتباع بعد ذلك في السوق السوداء بأثمنة مرتفعة.

ويرى الناقد السينمائي أنه بخلاف القاعات السينمائية في مصر التي لم تؤثر في رواجها بدائل المشاهدة الذاتية والمنزلية التي ظهرت تباعا، فإن المشاهدة الجماعية في القاعات التجارية المغربية “تعثرت كثيرا” ابتداء من ظهور الفيديو ثم ما تلاه من” ديفيدي” و”أنترنيت” وقنوات تلفزية متخصصة في عرض أفلام حديثة.

ويضيف المتحدث ذاته، في السياق نفسه، أن مصر كانت “محمية بتقاليدها العريقة في الإنتاج والترويج السينمائيين”، وأشار إلى أنه رغم الأزمة التي شهدتها السينما المصرية، والتي طالت، إلا أن القاعات التجارية ظلت “محافظة على جماهيرها خصوصا في المواسم، وبالذات مواسم الأعياد التي تصنع أفلاما خصيصا لها وعلى أذواق جماهيرها”، مؤكدا أنه في المغرب “لم تكن أبدا هناك استراتيجية واضحة في هذا السياق”.

ووواصل تحليله قائلا: “وللمفارقة فإنه ولحدود بداية التسعينيات حيث كانت هناك مواسم للأعياد لعرض الأفلام، لم تكن توزع خلالها أفلام مغربية عكس مصر التي كان دائما الأساس في هذه المواسم هو عرض الفيلم المصري، ويرجع السبب في المغرب لكون الموزعين وأصحاب القاعات لم يكونوا يثقون في أن الفيلم المغربي قادر على جذب الجمهور كما كان الأمر بالنسبة للأفلام الهندية والمصرية والأمريكية”.

ولفت واكريم إلى أن” الإنتاج السينمائي المغربي كان ضئيلا جدا مقارنة بما هو عليه الآن”، مردفا: “أغلب الأفلام، إن لم تكن كلها من نوعية سينما المؤلف التي لا يضع مخرجوها الجمهور العريض في حسبانهم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News