سياسة

الجزائر تواصل إحراج نفسها بعد محاولات لثني صربيا عن دعمها لوحدة الأراضي المغربية

الجزائر تواصل إحراج نفسها بعد محاولات لثني صربيا عن دعمها لوحدة الأراضي المغربية

مباشرة بعد إعلان دعم صربيا لوحدة أراضي المغرب، سارع السفير الجزائري في بلغراد فتاح مهراز لطلب لقاء وزير الشؤون الخارجية الصربي إيفيكا داتشيتش، وهي خطوة غير مفهومة وتنذر بفشل دبلوماسي للجارة.

وزارة الخارجية الصربية وبعد مباحثات مهراز وداتيشتش، قالت في بيان إن المحادثات ركزت على “الحاجة إلى تعزيز الحوار السياسي، وتبادل الزيارات على أعلى مستوى، وتحسين التعاون الاقتصادي والثقافي والتعليمي وغيره، وفقا لخارطة الطريق المتفق عليها بين البلدين”.

أما الجانب الجزائري فأكد على زيارة الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش للجزائر، داعيا لوجوب أن تتم “في أقرب وقت ممكن” من أجل “إعطاء دفعة قوية للتنمية الشاملة للعلاقات، ولا سيما على الصعيد الاقتصادي” حسب تعبيره.

ورغم محاولاتها المستميتة، فشلت الجزائر، في الحصول على دعم واضح من بلغراد لأطروحات البوليساريو الانفصالية، حيث أشار رئيس الدبلوماسية الصربية إلى أن بلاده تدعو إلى “ضرورة التسوية السلمية لجميع النزاعات، بما في ذلك قضية الصحراء”.

وجدد المسؤول الصريي دعم بلاده لجهود العملية التي تقودها الأمم المتحدة لحل هذه القضية وفقًا للقانون الدولي والقرارات ذات الصلة الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، بهدف تحقيق حل عادل ودائم” حسب المصدر نفسه.

وفي الوقت الذي أكدت فيه الجزائر، ولأكثر من مرة، دعمها لصربيا في قضية كوسوفو، والذي جدده السفير مهراز، تواصل بلغراد تجاهل “تقرير المصير” و”إنهاء استعمار الصحراء”، كما دعا إليه وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف خلال مؤتمر صحافي، تم تنظيمه الأسبوع الماضي في بلغراد مع نظيره الصربي.

وفي 26 يونيو، أصر إيفيكا داتشيتش، خلال مكالمته الهاتفية ومع زير خارجية المغرب ناصر بوريطة، على “دعم صربيا لجهود الأمم المتحدة بهدف تحقيق حل سياسي واقعي وعملي ودائم لقضية الصحراء، بروح من الواقعية والتوفيق، والاحترام الكامل لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة”. وجدد “دعم صربيا لوحدة أراضي المملكة المغربية، فضلا عن موقفها المبدئي ضد الانفصالية”.

نوفل البعمري، باحث باحث قانوني متخصص في قضية الصحراء المغربية، اعتبر أن المحاولات الأخيرة التي تقوم بها الجزائر لمحاولة استمالة عدد من الدول الأوربية لموقفها المناوش للمغرب والمتعارض مع الشرعية الدولية باءت بفشل دبلوماسي بحيث أن وزير خارجية الجزائر أحمد عطاف أدلى بتصريحات كاذبة باسم صربيا مدعيا فيها أن هذه الأخيرة تعتبر قضية الصحراء مثل قضية كوسوفو في محاولة لتوريط صربيا في موقف سياسي مناهض للمغرب.

ويرى الباحث المغربي، أن محاولة الجزائر تشبيه قضية وملف كوسوفو الذي كانت له أبعاد دينية، عرقية أدت لحرب أهلية راح ضحيتها الكثير من المدنيين قبل أن يتم طيها بشكل نهائي بملف وقضية الصحراء، باءت بالفشل، خاصة عقب انتباه صربيا للأمر ومعالجته على الفور من خلال المكالمة الهاتفية التي جرت بين نائب رئيس الوزراء ووزير خارجيتها ايفيتسا داتشيش بوزير خارجية المغرب ناصر بوريطة.

وأشار المتحدث ذاته في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، إلى أن هذا الموقف الرسمي الصربي جاء ردا على محاولات تشويه الرؤية السياسية لصربيا لحل نزاع الصحراء من طرف وزير خارجية الجزائر الذي عمد إلى تحريف الموقف الصربي مما اضطرت معه صربيا للرد عليه تفاديًا لأي أزمة مفتعلة مع المغرب في ظل التعبير عن مواقف على لسانها لا تعبر عن رؤيتها السياسية الداعمة لوحدة وسيادة الدول على رأسها المغرب.

وذكر البعمري أن صربيا عاشت نفس الأزمة السياسية وكان المغرب داعما لوحدتها الترابية ولسيادتها على كامل التراب الصربي وهو الموقف الذي لم ولن تنساه بلغراد للرباط وظلت وفية له في تعاطيها مع ملف الصحراء.

ووصف محاولات الجزائر في دفع الدول الأوروبية إلى التعبير عن مواقف مناهضة للمغرب عبر اختلاق وتزوير تصريحات مسؤوليها على مرأى ومسمع من العالم بـ”الفضيحة السياسية”، ومعتبرا ذلك تجسيدا للفشل الكبير لهذه الدبلوماسية وسقوطها الأخلاقي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News