امتحانات الباكلوريا.. معايير التقييم تسبب “تضخما” في النقط مقابل “تدني” تقييم التعليم بالمغرب
على غرار السنوات الماضية، شهدت معدلات النجاح في امتحانات الباكلوريا ارتفاعا كبيرا دفع الكثيرين للتساؤل حول هذه النقط ومدى تمثيلها لمستوى التلاميذ المغاربة، في الوقت الذي تعاني فيه المنظومة التربوية من اختلالات كبيرة تشهد بها الجهات الرسمية نفسها وتؤكدها مستويات تقييم المغرب في التقييمات الدولية.
وقد سجلت مجموعة من الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، معدلات عالية في نتائج امتحانات الباكالوريا برسم الموسم الدراسي 2022/ 2023، فقد سجلت جهة الشرق أعلى معدل بالجهة بمسلك العلوم الرياضية -أ- خيار فرنسية حيث تمكن تلميذ من الحصول على معدل 19.45.
وفي جهة الرباط سلا القنيطرة، حصلت التلميذة هبة القاسمي على أعلى معدل في امتحان الباكلوريا على صعيد الجهة بمعدل 19.51 في شعبة علوم فيزيائية – خيار فرنسية. فيما حازت التلميذة بسمة بوعشيق على أعلى معدل في الباكلوريا بجهة بني ملال خنيفرة بمعدل 19.38 بمسلك العلوم الفيزيائيةّ- خيار فرنسية.
وبجهة كلميم واد نون، بلغ أعلى معدل على مستوى الجهة في هذه الدورة 18.38 بمسلك العلوم الفيزيائية خيار فرنسية حصل عليه التلميذ إسماعيل كوجان من الثانوية التأهيلية الحسن الثاني بالمديرية الإقليمية لكلميم.
وعلى مستوى جهة الدار البيضاء سطات، تمكنت التلميذة شيماء البوحياوي من الحصول على أعلى معدل في امتحانات نيل شهادة الباكالوريا برسم موسم 2022/2023 في شعبة علوم فيزيائية خيار فرنسية بثانوية الرازي التأهيلية في مدينة سطات. ومن الثانوية التأهيلية أحمد بن محمد الراشدي بمديرية بوجدور، حصلت على أعلى معدل في نتائج الباكالوريا (شعبة علوم فيزيائية –خيار فرنسية) على صعيد هذه الجهة.
وتعليقا على ارتفاع معدلات امتحانات الباكلوريا وارتباطها بالمستوى التعليمي بالمغرب، توقف الباحث في سوسولوجيا التربية عبد الله الخياري، على المفارقة التي يطرحها ارتفاع نسبة الناجحين في الباكالوريا، في الوقت الذي تعرف فيه نتائج المكتسبات المدرسية تدنيا في التقييمات الدولية والوطنية.
وأوضح الخياري في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن “نتائج التقييمات الدولية والتقييمات الوطنية كالتي يصدرها المجلس الأعلى للتربية والتكوين، تظهر أن نتائج التعلمات والمكتسبات المدرسية للتلاميذ تقريبا جد متدنية ولا تصل حتى للمستوى المتوسط في التقييمات الدولية”.
وأضاف الخياري: “لاحظنا في السنوات الأخيرة، أن معدلات النجاح في امتحان الباكلوريا دائما ما تكون مرتفعة”.
وأشار المصدر ذاته إلى أن هذا الوضع يستلزم التشخيص والتقييم لمعرفة أسباب هذا “التضخم” ومبرراته لمعالجته، وأرجع الخياري هذه “الظاهرة” إلى معايير التقييم ونمط الأسئلة وغيرها من المؤشرات التي تستلزم التشخيص والتقييم.
ودعا الباحث في سوسيولوجيا التربية إلى إعادة النظر في النظام التقييمي بشكل عام في المغرب، معتبرا أن “الاختلالات” التي يعرفها هذا النظام هي سبب هذه المفارقة، وأضاف المتحدث ذاته، أنه “من حيث المنطق، ينبغي أن تكون نتائج الباكلوريا في علاقة مع نتائج التقيييمات الدولية وأن لا تصل لمستوى 80 بالمئة مثلا”.
وأشار الخياري إلى نتائج المسابقة الدولية في تطور الكفايات القرائية “PERLS” التي أظهرت أن التلاميذ المغاربة في المرتبة ما قبل الأخيرة في هذه المسابقة، إذ احتل الرتبة 57 من بين 57 دولة مشاركة. حيث حصل التلاميذ المغاربة على معدل أداء بلغ 372 نقطة، بفارق 128 نقطة مقارنة بالمتوسط الدولي المحدد في 500 نقطة.
