مجتمع

بوكوس: ليس ضروريا اللجوء إلى لغة أجنبية في تعاملاتنا والأمازيغية لم تحقق أهدافها

بوكوس: ليس ضروريا اللجوء إلى لغة أجنبية في تعاملاتنا والأمازيغية لم تحقق أهدافها

تتجدد الدعوات في مناسبات كثيرة إلى التخلي عن الفرنسية في التدريس والتخلص من استخدامها في الإدارات العمومية، والاعتماد على اللغتين العربية والأمازيغية الدستوريتين، إلى جانب جعل الإنجليزية اللغة الأجنبية الأولى في المملكة، لكن إعادة النظر في الهندسة اللغوية بالمغرب يصطدم، حسب خبراء، بتحديات عدة.

“موضوع شائك وواقع مفروض”

في هذا السياق، قال الأستاذ أحمد بوكوس، إن موضوع التخلي عن الفرنسية “شائك ويصعب الحسم فيه”، كون اللغة الفرنسية “فرضت نفسها في المغرب، بالمجتمع ودواليب الدولة، والمصالح الاقتصادية”، وأبرز أن المقاولات اليوم تعمل بالأساس بهاته اللغة ولا تتعامل باللغة العربية إلى جانب المؤسسات التي لها صلة بالبحث العلمي والتقني والتكنولوجي، مردفا:” الفرنسية باتت أمرا واقعيا”.

ويرى بوكوس، في تصريح لجريدة “مدار21″، أنه ليس “من الضروري اللجوء إلى لغة أجنبية ما في تعاملاتنا، لأن وضع اللغة الفرنسية اليوم، في نظره، لا يسمح لها بأن تتبوأ مكان اللغة العالمية، ولا تستطيع أن تنافس اللغة الإنجليزية، التي هي لغة العلم والتكنولوجيا والنفوذ السياسي والاقتصادي”، مشدّدا على أن الدول جميعها أصبحت “تخضع لهذا النفوذ”.

وأضاف عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أن الشباب المغاربة يجب أن يحصلوا على تكوينات باللغة الإنجليزية التي تسيطر على العالم، وخاصة منهم المتخصصون في العلوم والمعلوميات.

الأمازيغية لم تحقق الأهداف المرسومة لها

في المقابل، وأمام “تغول” اللغة الفرنسية وتوغلها، يرى بوكوس أنه رغم إدماج اللغة الأمازيغية في المنظومة الوطنية للتربية والتكوين منذ سنة 2003، والمجهودات التي قامت بها وزارة التربية الوطنية بمساعدة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، إلا أنها “لم تسمح بتحقيق الأهداف المرسومة لها لعدة عوامل”.

وأضاف المتحدث ذاته في تصريحه للجريدة أن “العامل الأساسي الذي حال دون تعميم تدريس الأمازيغية هو ضعف الموارد البشرية أي عدم وجود أساتذة وأستاذات ومفتشين ومفتشات بشكل يغطي الخصاص أو يحقق هذا الهدف المرسوم، والسماح بتعميم تدريس الأمازيغية، على أرض الواقع”.

ويقترح أحمد بوكوس رصد موارد مالية كافية لتوظيف ما يكفي من الأساتذة وتكوينهم، متمنيا استفادة وزارة التربية الوطنية من دعم استثنائي في إطار قانون المالية.

يذكر أن المغرب سيشرع في تدريس اللغة الإنجليزية بشكل تدريجي بدءا من السنة الأولى للتعليم الإعدادي، وفق ما أعلن عنه وزير التربية شكيب بونموسى.

وكان المغرب قرر سنة 2003 قانون كتابة الأمازيغية بحرف تيفيناغ بعد صراع طويل قطعته بعض الحركات بشأن كتابتها بالحرف العربي أو اللاتيني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News