مثير للجدل

عبد السلام الزاير وصراع الأجنحة بالكونفدرالية الديموقراطية

عبد السلام الزاير وصراع الأجنحة بالكونفدرالية الديموقراطية

لا تقف أزمة الكونفدرالية الديموقراطية للشغل، عند مشكل تأخر عقد مؤتمراتها فحسب، بل تهم كيفية تحضير هذه الاستحقاقات ‏ومضمونها، إذ تحولت في السنوات الأخيرة إلى طقوس شكلية، تنتصر للمصالح والرهانات الضيقة، بدل الترافع عن مشاكل وهموم ‏الطبقة العاملة.‏

فالكونفدرالية الديموقراطية للشغل، التي لطالما كانت مرجعا في الممارسة النقابية في بلادنا منذ عقود، بقيادة زعيمها التاريخي نوبير ‏الأموي، باتت أشبه بـ “الرجل المريض” لكونها تعيش على وقع الصراعات الداخلية وتنخرها التناقضات، في ظل غياب كاتبها العام ‏عبد القادر الزاير عن الساحة النقابية بسبب ظروف صحية. الأمر الذي جعل النقابة عرضة لصراع الأجنحة والرغبة الجامحة ‏لبعض قياداتها في اعتلاء الزعامة، إذ تحضر لجلسات الحوار الاجتماعي ممثلة برأسين، وتصر عقب هذه الاجتماعات على تقديم ‏تصريحين لوسائل الإعلام.

ولدفع الأنظار بعيدا عن المشاكل التي تنخر بيتها الداخلي، مع محاولة تقمص دور النقابة “الشعبية”، لا تجد الكونفدرالية أي حرج ‏في الركوب على الأزمات المرحلية التي تجتاح العالم، من خلال الدعوات المتواصلة للمسيرات والاحتجاجات، والحث على ‏إضراب وطني لم تتعد نسبة المشاركة فيه سوى 4 في المائة داخل قطاع الوظيفة العمومية. ‏

ووفق مراقبين فممثلو الكونفدرالية الديموقراطية للشغل لم يعد يهمهم الدفاع عن مصالح الشغيلة، بقدرما باتت بوصلتهم هي ‏الامتيازات المرتبطة بالتفرغ النقابي، ومنافع الأسفار الخارجية، وفرص التدخل لقضاء أغراض مصلحية للأقارب والأتباع في زمن ‏البحث عن الزعامة ناهيك عن الدافع السياسي لبعض قادة هذه النقابة، والرامي إلى تكريس وضعية “البلوكاج” التي كانت عنوان الحوارات القطاعية ‏مؤخرا، على غرار قطاع المطارات، الذي حيث خيمت على مفاوضاته الصراعات الداخلية للكونفدرالية، الشيء الذي ساهم في ‏هدر زمن الحوار لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر.‏

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News