صحة

بعد دعوة منظمة الصحة الحكومات لمواجهته..حمضي لـ”مدار21″: مرض “إكس” تهديد مجهول المصدر

بعد دعوة منظمة الصحة الحكومات لمواجهته..حمضي لـ”مدار21″: مرض “إكس” تهديد مجهول المصدر

دعت منظمة الصحة العالمية الحكومات إلى الاستعداد لوباء مقبل يحتمل أن يكون أشد فتكا من فيروس كورونا أطلقت عليه اسم “المرض X”، مشددة على ضرورة إجراء الإصلاحات اللازمة لمواجهة أي خطر يمكن أن يهدد صحة وسلامة المواطنين.

يأتي هذا عقب أسابيع قليلة من إعلان منظمة الصحة العالمية، في الخامس من ماي الجاري، أن تفشي فيروس كورونا لم يعد يشكل حالة طوارئ صحية تثير قلقا عالميا، لتعلن بعد ذلك عن احتفاظها بقائمة قصيرة من “الأمراض ذات الأولوية” التي يمكن أن تسبب وباء قاتلا في المستقبل، من بينها مرض X الذي قالت المنظمة أنه ينذر بوباء قادم جديد يمكن أن يكون أشد فتكا من كورونا.

ويشرح الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية الطيب حمضي، في تصريح لجريدة  “مدار21″،  أن منظمة الصحة العالمية باعتبارها هيئة دولية مكلفة بالصحة وإلى جانبها الدول والحكومات والسلطات الصحية وجميع الفاعلين الصحيين، لا تنتظر ظهور الأمراض والمخاطر الصحية للتفكير في كيفية مواجهتها، بل يتم بناء سيناريوهات للأخطار المقبلة والمحتملة لهذه الأمراض لإيجاد حلول بشكل استباقي بالاعتماد على تاريخ البشرية في مجال الطب وتطور الأمراض والمعطيات العلمية.

ويضيف حمضي، أن منظمة الصحة العالمية لديها لائحة من الأمراض التي تراقب تطورها، وتسعى مع الحكومات للبحث عن سبل لمواجهتها، منها ما هو موجود عالميا كفيروس كوفيد 19، وإيبولا والسارس وحمى لاسا الذين تصنفهم المنظمة من بين أخطر عشر أمراض.

ويقول حمضي إن “مرض X هو ليس مرضا، بل تهديد وخطر مجهول المصدر، تتعدد احتمالاته، فقد  يكون فيروسا أو بكتيريا أو إرهابا بيولوجيا. لكن الخبراء يرجحون أن يكون فيروسا من مصدر حيواني ينقل للإنسان، مستشهدا بحالة كوفيد 19، وجنون البقر، والسيدا، وأنفنونزا الطيور، ويضيف حمضي أن هذا  الاحتمال هو الأكثر جدية لكون الإنسان أصبح يضايق الحيوانات في بيئتها نتيجة سلوكاته الضارة بالبيئية.

وأوضح المتحدث نفسه أن هذه التصرفات هي السبب في ظهور العديد من الأمراض ذات الأصل الحيواني مثل كوفيد 19 وإنفلونزا الطيور وزيكا وإيبولا وجنون البقر التي شهدتها البشرية في العقود الأخيرة.

ويتابع الباحث في السياسات والنظم الصحية، أنه “تبين من خلال دراسة أجريت سنة 2008، أنه من بين 335 مرضا ظهر بين عامي 1960 و2004، يعود أصل 60% من هذه الأمراض إلى الحيوانات، أي أن ثلاثة أرباع الأمراض التي ظهرت خلال العقود الأخيرة أصلها حيواني” يضيف حمضي.

شدد ذات المصدر على ضرورة إصلاح علاقة الأفراد مع البيئة كأول خطوة يمكن القيام بها لوقف انتشار الأوبئة ذات الأصل الحيواني، بالإضافة  لتهيئ الدول عن طريق المراقبة والاستجابة بسرعة في حال التوصل بإنذار حول أي وباء قادم.

وأكد حمضي على ضرورة التسريع في إعداد اللقاحات لتصل لـ100 يوم فقط للتمكن من مواجهة هذه الأوبئة على الرغم من التكلفة الاقتصادية الكبيرة لهذا العملية، مضيفا أن  معدل إنتاج اللقاح كان يستغرق 10 سنوات، وسجلت أقصر مدة لإنتاجه في 5 سنوات، قبل ظهور فيروس كورونا الأخير الذي فرض على البشرية إنتاج لقاح في ظرف 326 يوما فقط.

ويرى الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، أن الظرفية الحالية تستدعي منظومة صحية مؤهلة للاستجابة لتحدي أي مرض X، سواء على مستوى المستشفيات أو الأطر الصحية بالنظر لتحذيرات الخبراء بأن الجوائح المقبلة ستكون أكثر انتشارا وأكثر خطورة، كما أن كلفتها الاجتماعية والاقتصادية ستكون باهظة.

وإلى جانب دور الحكومات، أكد حمضي على ضرورة استمرار الأفراد في الوقاية والحذر من هذه الأمراض عبر اتباع أسلوب حياة نظيف وصحي والالتزام بوضع الكمامة في حال الإحساس بأي مرض معد. مشددا على ضرورة الحفاظ على النظام البيئي، والسعي إلى عدم تدمير البيئة التي تعيش فيها الحيوانات للحد من تكاثر الفيروسات، وأخذ الاحتياطات اللازمة تجاه الحيوانات مجهولة المصدر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News