فن

كبور يَكسِرُ الطابوهات.. وحسن الفد: المُشاهِد يَقبَلُ في الويب ما يرفضه في التلفزيون

كبور يَكسِرُ الطابوهات.. وحسن الفد: المُشاهِد يَقبَلُ في الويب ما يرفضه في التلفزيون

دافع حسن الفد في حديث مع “مدار21” عن فتحه مواضيع تدخل ضمن المسكوت عنه في سلسلة “مدام السميرس”، متوقعاً رغم ذلك أن عرض السلسلة في التلفزيون كان ليثير ضجة.

وأكد الفد أن عرض سلسلة “مدام السميريس” هذه السنة في التلفزيون كانت ستشكل حرجا بسبب عدد من المواضيع المسكوت عنها، والتي تفرض عليها نوع من “الرقابة الذاتية” في شاشة التلفاز من طرف الجمهور.

وقال الفد  في تصريح لجريدة “مدار21″، إنه لم يُدخل أي تغييرات على سلسلته، إذ حافظ على شخوصها وموضوعها وطابعها، باستثناء انتقال عرضها من التلفزيون إلى “الويب”، لكنه شدّد على أن هذا المُتغيّر الوحيد غيَّر أيضا نظرة المشاهد، إذ شعر بأنه في مكان بعيد عن التلفزيون مما لا يخوّل له “الحق في الصرامة”، وفي “الحساسية” أمام يشاهده.

فئة من الجمهور أصبحت “مدجنة”

ويُفسّر حسن الفد ذلك بالقول: “طيلة عقود، تم توجيه الجمهور ليكون صارما في انتقاده للأعمال التلفزية لاعتبارات كثيرة، بمنحه أسلحة وأدوات للدفاع عن هذه المواقف بصرامة تصل إلى حد الرقابة المجتمعية”.

ويرى الفد أن فئة من الجمهور أصبحت “مدجنة بخطاب فحواه طالما أننا في التلفزيون يجب أن نكون صارمين مع المواضيع”، مبرزا أن “تجربة الويب أكدت أن ذلك مجرد عادة، فالمشاهد الذي يتابع الويب هو نفسه الذي يتابع التلفزيون، لكنه لم يمتعض من هذه المواضيع في الأنترنت، وهي المواضيع ذاتها التي كانت ستحدث ضجة لو قدّمت إليه في التلفزيون”.

وأشار الفد إلى أن “الخلل يكمن في نظرة المتلقي للتلفزة والصرامة والحساسية التي يحيطها بها لكونها عمومية، وعلى اعتبار أنها تدخل إلى البيوت وغيرها من الطروحات التي تسلّح بها لتكوين فكرٍ مُسبقٍ وحساسيةٍ تجاه كل ما يعرض بالتلفزيون في رمضان”.

وظهر الفد في الحلقة الثانية عشر من سلسلة “مدار السميرس” جرّيئا في معالجة موضوع “نفسية المرأة خلال فترة الحيض”، الذي لم يناقش من قبل في الإعلام أو الفن المغربي سواء في التلفزيون أو الويب بطريقة مرنة وسلسة، “في غياب حاجز النقد اللاذع الذي يوجِّهه المتلقي إلى التلفزيون”، وفق تصريح الفد.

اقتحام الثالوث المُحرّم

بدوره، أكد الباحث في المجال الفني محمد مجاهد أن عرض سلسلة “مدام السميرس” في التلفزيون كان سيحدث نقاشا معينا، علما أن حسن الفد يعرف كيف يبعث رسائله إلى الجمهور العريض، وخلق الستار الذي يدثر عيب إساءة فهم الموقف، وخلق النقاش بنوع من الخجل.

وتُسلّط الرقابة على التلفزيون باعتباره قناة رسمية موجة إلى العموم، مسيّجة بمجموعة من القواعد الرسمية، بخلاف منصة “يوتيوب” التي تبقى متحررة من هذه القواعد.

الناقد عبد الكريم واكريم يرى أن حسن الفد يعلم أن هناك رقابة مجتمعية تفوق ربما في بعض المواضيع الرقابة الرسمية، مؤكدا أنه “إذا كانت رقابة القنوات التلفزية تمنع الحديث عن الثالوث المحرم (الجنس والسياسة والدين) فالرقابة المجتمعية تتقبل الكلام في السياسة وفي جانبها الشعبوي غالبا، وتلتقي مع الرقابة الرسمية في الموضوعين الآخرين (أي الدين والجنس)”.

وحسب واكريم، فحسن الفد، رغم انتقاله في هذا الموسم الرمضاني إلى “اليوتيوب”، ظل حذرا جدا من الاقتراب من المواضيع المحظورة والمسكوت عنها لأنه يعلم أن سلسلة “مدام السميرس” ممكن أن تُشاهدَ داخل الأسرة عبر شاشة مشتركة حتى ولو كانت تبث عبر الأنترنت.

ويضيف الناقد ذاته أن مختبر الفد الكوميدي في حالة تجريب دائمة وباستمرار، إذ لا يتصور بث حلقتي “حمام النساء” و”العادة الشهرية” في قناة تلفزية مغربية، واللتين دَسّهما الفد ضمن حلقات عادية وكأنه يجس النبض ويرسل رسائل إن تم تقبلها فقد يرفع الإيقاع أكثر في القادم من أعماله وإن تم رفضهما يظل في مكانه وفي مساحته الآمنة.

انتقاد للعقلية الذكورية

وبالنسبة للناقد مصطفى الطالب، يتميّز الفد بطرحه مجموعة من المواضيع الاجتماعية والفكرية والإنسانية انطلاقا من الواقع المعاش المركب بسخرية متميزة.

ونجح الفد، بحسب الطالب، على مدار سنوات في انتقاد العقلية الذكورية المسيطرة على المجتمع التي ترافقها مجموعة من المشاكل والقضايا الاجتماعية والأسرية.

واختار الفد هذه السنة، أن يرفع تحديا جديدا يتجلي في “النزول إلى اليوتيوب”؛ الذي كسبه تقنيا وجماهيريا، المرتبط بالحاجة إلى هامش كبير من الحرية في التعاطي مع مجموعة من القضايا، يضيف المتحدث نفسه.

وظهر هذا الهامش من الحرية، حسب الطالب، في الحلقات التي اتسمت بـ”جرأة زائدة”؛ ليست في الطرح أو المضمون أو المعالجة، بل في بعض النصوص، سيما في حلقة تناوله “حمام النساء” التي حملت إيحاءات جنسية في إطار ما يعرف بـ”التلصص” الذي يتيح حرية رصد استيهمات وتمثلات جنسية.

لكن الطالب يعتقد أن حلقة “حمام النساء” فيها تجنٍ على النساء من خلال وصف أجسادهن بطريقة بشعة، إضافة إلى أن اللجوء إلى التدخين لا يخدم المشهد ويمكن التخلي عنه لتفادي التأثير على الشباب.

في المقابل، سجّل الطالب أن حسن الفد تفوق على الكوميديا التي تُقدم في التلفزيون ب وذلك باختيار التطرق إلى علاقة الرجل بالمرأة وانتقاده محاولة احتكار الرجل للمرأة وعدم إعطائها هامشا من الحرية وبعض الظواهر الاجتماعية الأخرى.

ويرى الناقد أن حسن الفد يراعي في سلسلته ذوق المتفرج وخصوصية المجتمع، إذ يحرص على عدم تجاوز الخطوط الحمراء لأن السلسلة تتوجه في آخر المطاف إلى الجمهور المغربي.

لمكيمل: طبيعة السلسلة تُناسب الويب

بدورها، بطلة السلسلة مونية لمكيمل قالت إن طبيعة السلسة تتناسب مع الويب، مشيرة إلى أن الفنان حسن الفد كان أخبرها منذ البداية برغبته في بث الموسم الجديد عبر منصة يوتيوب فقط.

وتابعت: “معهود على الفنان حسن الفد أنه يشتغل في التلفزيون بشكل متقطع، حيث إنه أراد هذه السنة أن يخوض تجربة السلسلة في الويب”.

وأشارت لمكيمل إلى أن المواسم السابقة رغم عرضها في التلفزيون، إلا أن حلقاتها كانت تحقق نسب مشاهدات عالية وتحتل المركز الأول في “طوندونس” منصة عرض الفيديوهات “يوتيوب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News