سياسة

الطالبي يُحذر من خطابات التعصّب ويدين التطبيع مع صور ابتلاع البحر للمهاجرين

الطالبي يُحذر من خطابات التعصّب ويدين التطبيع مع صور ابتلاع البحر للمهاجرين

أكد راشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس النواب، أن النزاعات في شرق وجنوب حوض المتوسط وفي محيطها، انتقلت من نزاع واحد إلى عِدة نزاعات مسلحة داخلية وعابرة للحدود، خاصة بسبب التدخلات الخارجية في شؤون الغير، وبسبب النزعات الطائفية المقيتة والاستقطابات الإقليمية.

وفي معرض كلمة له أمس الأربعاء، ضمن أشغال الدورة العامة ال17 لبرلمان البحر الأبيض المتوسط التي يحتضنها البرلمان المغربي، نبه الطالبي العلمي، نبه الطلبي إلى تُفَاقِمُ النزاعات والاختلالات المناخية والفقر ظواهر الهجرة والنزوح واللجوء، مسجلا أن تداعياتُ جائحة كوفيد 19، والحربُ في شرق أروبا، عمقت من الفوارق جرَّاء الارتفاعِ المُهْوِل لأَسعارِ الطاقة والمواد الأولية، والمنتوجات الغذائية.

وحذر رئيس مجلس النواب، من ازدهار خطاباتُ التعصبِ والانغلاق ورفض الآخر في عدد من البلدان مستغلةً تدفقاتِ الهجرةِ وأعمال الإرهاب والعنف، المنبوذةِ والمعزولة والمُدانة من كل الديانات السماوية والقوانين المدنية وتقاليد العيش المشترك.

وأوضح الطالبي، أن التذكيرُ بهذه الأوضاع، وبالصورة القاتمة للحالة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، “ليس دعوةً للتشاؤم أو اليأس، ولكن للتّذكير بمسؤولياتنا إزاء استمرار الأوضاع ذاتها التي تأسست منظمتُنا البرلمانية ونظيراتُها في المنطقة من أجل الإسهامِ في تجاوزها من خلال الحوار والتَّعاون والتَّضامن، وأساسًا من خلال الاحترامِ المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير.”

وفي المقابل، شدد الطالبي، على أنه “سيكونُ جاحِدًا من يُنْكِرُ التقدم الكبير والتحولات التي حققتها العديد من البلدان الأعضاء في جمعيتنا البرلمانية في مجال البناء المؤسساتي، ودمقرطة الحياة العامة، واعتماد الدساتير، وصيانة حقوق الإنسان وفي مجال الأداء الاقتصادي ومكافحة أسباب الاختلالات المناخية، على الرغم من الأزمات المحيطة بها، أو التي هي طرف فيها”.

وفي قضية الهجرة، اعتبر الطالبي، أنه من المُخْجِل للمجموعة الدولية أن تُطبِّع مع صور أمواج البحر الأبيض المتوسط وهي تبتلع سنويا آلاف الجثث، خاصة لِشَبَابٍ يُخاطرون بأرواحهم بحثا عن الرزقِ أو الأمنِ لأن أبوابَ الهجرةِ النِّظامية إلى الشمال مُغلقةٌ أمامهم.

ويرى رئيس مجلس النواب، أنه عِوَضَ أن يكونَ المتوسطُ، بحرَ أملٍ وتواصلٍ ومبادلاتٍ، أصبح البحيرةَ المقرونةَ أكثر من غيرها من المعابر البحرية بالمآسي الإنسانية، معتبرا أنه إذا كانت حقوق الإنسان وشعارات الإدماج مُمْتَحَنةً، هي الأخرى في مسألة الهجرة، فإن السياسيين الديمقراطيين مطالبين بتصحح عددًا من التمثلات عن الهجرة، خاصة الإفريقية.

وسجل أن من يخاطر بالهجرة إنما يقومُ بذلكَ مدفوعًا إما بالحاجةِ، أو البحثِ عن الأمن، أو اضْطُرَّهُ الجفاف، وأوضاع عدم الاستقرار إلى مغادرة وطنه. لذلك، مشددا على  ضورة الكَفِّ عن توظيف الهجرة في المزايدات السياسية والانتخابية في أروبا، والبحثُ عن حلولٍ جماعية لضمان كرامة المهاجرين الذين يساهمون، في بناء اقتصاد أروبا ما بعد الحرب وخلال المرحلة الاستعمارية.

وفي قضية السلام، يرى رئيس مجلس النواب، أن إِسهام المجموعة الأورومتوسطية في تسوية النزاعات لايزال دون حجمها الحضاري وتاريخها وثقافتها، ودون رهان الأمن الجماعي، مؤكدا أن “السلام في الشرق الأوسط يبدو اليوم أبْعَدَ مما كان عليه في مطلع التسعينات”.

وأوضح الطالبي العلمي، أنه  بالقدرِ الذي لم يعدْ فيه الشرقُ الأوسط قادرًا على تحمل أي نزاع آخر أو استمرار النزاعات المزمنة التي عمَّرت في المنطقة، بقدرِ ما إِنَّ شعوبَه متعطشةٌ للسلام، وبقدرِ ما هو يَتَّسِعُ لدولتين فلسطينية وإسرائيلية، تتعايشان بسلام، مشددا على شعوبُ الشرق الأوسط تعبت من الحروب وآنَ لها أن تتعايشَ في سلام، وتكبح جماحَ التطرف والتعصب والعنف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News