المنصوري: مدونة الأسرة تطرح اشكالا فكريا وارتباطها بالشريعة يُعقد مراجعتها

أكدت فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، أن موضوع مدونة الأسرة في علاقتها بالاتفاقيات الدولية، يطرح إشكالا فكريا حقيقيا، يتجلى في المفارقات والتناقضات التي تطرح بخصوص علاقة التشريعات الوطنية مع التشريعات الكونية.

وسجلت المنصوري، ضمن ندوة نظمتها لجنة المساواة وتكافؤ الفرص التابعة لبرلمان “البام”، أنه “عندما يتعلق الأمر بمدونة الأسرة في المغرب، فإن الإشكال يصبح أكثر تعقيدا، لكون المصدر الرئيسي للمدونة هو الشريعة الإسلامية السمحة، وفي مقدمتها القرآن الكريم، ثم السنة النبوية، ثم المذاهب الأربعة، وبعدها الاجتهادات الفقهية.

وكان الملك محمد السادس قد دعا ضمن خطاب ملكي إلى مراجعة مدونة الأسرة وتمكين المرأة من كامل حقوقها، مشددا “بصفتي أمير المؤمنين فإنني لن أحل ما حرم الله، ولن أحرم ما أحل الله، لاسيما في المسائل التي تؤطرها نصوص قرآنية قطعية”.

وترى القيادية بحزب الأصالة والمعاصرة، ضمن الندوة التي ناقشت موضوع “رهانات إصلاح مدونة الأسرة في ظل الاتفاقيات الدولية”، مناقشة مدونة الأسرة في علاقتها بالتشريعات الكونية، يجب أن تجيب على سؤال التوفيق بين التشريع الديني والتشريع الوضعي الكوني، معتبرة أن طرح موضوع رهانات إصلاح مدونة الأسرة في ظل الاتفاقيات الدولية ليس موضوعا سهل المنال.

وأشارت المنصوري، في كلمة ألقاها نائبها عبد اللطيف الغلبزوري، إلى أن  البعض قد يستغرب طرحه للنقاش في ظل لجنة فرعية لحزب سياسي، لأن المكان الطبيعي لطرح هذا الموضوع هو مدرجات الجامعة، ومعاهد ومراكز البحث المتخصصة، موضحة أن لجنة المساواة وتكافؤ الفرص، تراهن على الرفع من مستوى النقاش داخل هياكل الحزب، وتحرص على تفعيل دور المجلس الوطني في تجويد اقتراحات الحزب في مختلف القضايا التي تهم البلاد.

وأعربت رئيسة برلمان “البام”، عن أملها في أن يتوج اليوم الدراسي جول مدونة الأسرة، باستنتاجات فكرية، حيث سيكون من المفيد أن تعرض خلاصاته على أنظار المجلس الوطني في دورته المقبلة، من أجل إغنائها وتعميق النقاش حولها، مضيفة أن ” موضوع إصلاح مدونة الأسرة هو محط أنظار جميع المغاربة، ونحن مطالبون، كحزب سياسي مبادر، بأن نقدم رأينا واقتراحاتنا في الموضوع بطريقة علمية مؤسسة على مبدأي الاجتهاد والواقعية”.

وقالت المنصوري: “نحن فخورون بالدينامية التي ينخرط فيها المجلس الوطني، والتي ينبغي أن تستمر مع جميع لجانها، فالمجلس الوطني للحزب صار يلعب دورا أساسيا في مسار حزب الاصالة والمعاصرة، وهو برلمانه الذي تقع عليه مسؤولية تزويد باقي هياكل الحزب بآرائه وتصوراته واقتراحاته في مختلف القضايا وعلى جميع المستويات”.

وأعلن الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة عبد اللطيف وهبي، أن حزبه سيتجرأ وسيُعد “وثيقة باسم نساء حزب الأصالة والمعاصرة لموضوع مدونة الأسرة، وسيدافع لتكون المدونة سندا قانونيا لإنصاف المرأة لما تقدمه وما قدمته في الماضي، وسنكون المحامي الأول للدفاع عن المناصفة، وعن الحريات وحقوق المرأة”.

وأضاف وهبي ضمن المؤتمر الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة بجهة الرباط سلا القنيطرة، “نحن لا نقدم صدقة للمرأة في المغرب ولا إحسانا بل هذا حقها التاريخي والمشروع الذي وصلت إليه بجهد جهيد وبنضالاتها وقناعاتها، وبمواقعها داخل المسار الإداري والمؤسساتي والحكومي”.

وتابع وهبي: “لقد أثبتت المرأة المغربية نفسها ليس فقط كمواطنة لا تختلف عن المواطن الرجل ولكن أيضا كقوة تنظيمية واقتصادية، فلا يعقل أن يكون لها هذا الدور وتختل مكانتها القانونية”.

وأردف الأمين العام لحزب “البام” “لذلك نحن نؤمن بأننا يجب أن ندلي بوثيقة رسمية للجهاز الرسمي ليأخذ بعين الاعتبار إنصاف المرأة في جميع حقوقها لأنها مسؤولة، وكاملة دين وعقل، وبإمكانها أن تقوم بدورها الاجتماعي والاقتصادي”.