مجتمع

مشاهير بـ”الويب” المغربي “يشجعون” المراهقين على القمار وخبيرة نفسية تحذّر

مشاهير بـ”الويب” المغربي “يشجعون” المراهقين على القمار وخبيرة نفسية تحذّر

يلاحظ في الآونة الأخيرة أن مجموعة من “اليوتيوبرز” وصناع المحتوى المغاربة تبث، عبر فيديوهات بمواقع التواصل الاجتماعي، إعلانات تشجع على القمار والمراهنات على مباريات كرة القدم، من خلال تحفيز متابعيهم على الولوج إلى موقع إحدى أشهر الشركات العالمية في مجال المراهنات، وإغرائهم بـ”كود برومو” سيمكنهم من الحصول على مكافأة أولية لبدء المغامرة.

وتتجلى خطورة هذا الأمر في كون أغلب جمهور هؤلاء “اليوتيوبرز” من فئة المراهقين، وهم أكثر عرضة لإدمان القمار، نظرا للفضول الذي يتملكهم لتجربة أي شيء، وكذا متابعتهم الواسعة للمنافسات الكروية بمختلف الدوريات الأوروبية الكبرى.

وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة زهرة حنين، أخصائية في علاج الإدمان، إن القمار عادة ما يُدمن عليه الأشخاص الذين يعانون خللا، وليسوا متوازنين، ويتمتعون بشخصية هشة، ويرغبون في الحصول على الربح السريع، مشيرة إلى أن الإدمان يتولد بعد الرغبة في الاكتشاف، الذي يدفع الشخص إلى تجربة القمار للمرة الأولى والثانية والثالثة، وهكذا حتى يصبح إدمانا.

وأفادت حنين، في حديث إلى جريدة “مدار21″، بأن الإدمان “لا يرتبط فقط بالمخدرات كما يعتقد بعض الناس، إذ هناك من يُدمن على المشروبات الغازية، أو على مشاهدة الأفلام، أو الألعاب، أو الهاتف، أو الجلوس في المقاهي، أو على شخص ما”، مؤكدة أن “الإدمان على القمار هو الأصعب، لأن الإنسان في هذه الحالة يكون مجبرا على فعل أي شيء من أجل الحصول على المال لممارسة عملية القمار التي أدمن عليها”، حسب تعبيرها.

وشدّدت الأخصائية ذاتها على أن هذه الإشهارات “تحفز الشباب على التجربة، خاصة وأن الشباب عادة ما يحب المغامرة وتجريب أي شيء”، وأبرزت أن تأثير الإشهارات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أكثر من التأثير المباشر، لأن الشاب يتمتع بوقت الفراغ الكبير، والقدرة على ولوج الأنترنيت بسهولة، ولهاته المواقع الخاصة بالمراهنات، مردفة: “لن يخشى أن يشاهده أحد من أفراد عائلته، بل يقوم بذلك من داخل غرفته، لذلك يتوجب على الآباء مراقبة أولادهم”.

وتابعت المتحدثة نفسها: “ليس لدينا تربية صحيحة، وغياب الجانب الديني وتوعوية الأطفال وتحسيسهم بمخاطر القمار على نطاق واسع.

وبخصوص سبل الخروج من خندق الإدمان، حثت حنين على العلاج الاستباقي، لافتة إلى أنه يصعب العلاج السريع مع تقدم مراحل الإدمان، ويتطلب الكثير من المجهود، في أي نوع من الإدمان.

وأوضحت المتخصصة في علاج الإدمان، في حديثها للجريدة، أن علاج القمار “يكون صعبا جدا”، كاشفة أن العديد من المدمنين عليه يترددون على العيادات، لاسيما وأنه يكون من بين الأسباب الرئيسة للطلاق، إذ يقدم الشخص على سرقة زوجته أو بيع ممتلكاته من أجل القمار، وهناك من يدمن على المخدرات نتيجة لإدمانه على القمار وإفلاسه.

وفي سياق متصل، وأمام انتشار دعوات “التشجيع” على المراهنات والقمار على مواقع التواصل الاجتماعي، انخرط عدد من صناع المحتوى بـ”الويب” في حملة مضادة تطالب هؤلاء “اليوتيوبرز” والمشاهير بالتوقف عن الترويج لشركة القمار، وإغواء الشباب والمراهقين بالربح السريع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News