سياسة

هل تستبق وزارة السياحة “الموندياليتو” بحملة ترويجية أم تكرر خطأ مونديال قطر؟

هل تستبق وزارة السياحة “الموندياليتو” بحملة ترويجية أم تكرر خطأ مونديال قطر؟

في الوقت الذي سجل فيه ضعف في مواكبة وزارة السياحة والمكتب الوطني المغربي للسياحة لحدث مونديال قطر 2022، الذي بصم فيه المنتخب المغربي على مشاركة ناجحة، لم يتم استثمارها بالقدر الكافي لترويج الوجهة السياحية المغربية، لا سيما بعد التداول الواسع وغير المسبوق لاسم المملكة على الصعيد العالمي، يتنظر المغرب حدثا كرويا مهما مطلع شهر فبراير القادم، ما يطرح تساؤلات حول مدى استعدادات مسؤولي القطاع لتحويل هذا الحدث إلى مناسبة لرفع الأسهم السياحية للمغرب.

ويأتي حدث كأس العالم للأندية التي يستضيفها المغرب ما بين 1 و11 فبراير 2023، بمشاركة أندية عالمية من مختلف القارات، لمنح وزارة السياحة، والمكتب المسؤول عن الترويج السياحي للمغرب، فرصة استثنائية لتجاوز القصور الذي طبع مواكبة حدث المونديال، الذي لم يعرف مبادرات بالحجم المطلوب، بينما تم الاعتماد على نفس الخطط السابقة، ما اعتبره مهتمون ضعف في استيعاب أهمية منافسات كأس العالم.

وبينما يقترب كأس العالم للأندية، المرتقب أن ينظم بمدينتي الرباط وطنجة، لم تكشف إلى حدود اللحظة وزارة السياحة والمكتب المغربي للسياحة عن أي حملة ترويجية تخص كأس العالم للأندية، بالرغم من أن المدينتين تعدان من أفضل المدن المغربية من ناحية الإمكانيات السياحية، ما يثير تخوفات من تفويت هذه الفرضة المهمة، لا سيما في ظل سعي القطاع السياحي المغربي للتعافي.

وتشارك في منافسات “الموندياليتو” إلى جانب نادي الوداد الرياضي، ممثل الكرة المغربية، أندية عالمية لها جمهور واسع عبر العالم، منها نادي ريال مدريد الإسباني، بطل دوري أبطال أوروبا، ونادي سياتل ساندروز بطل دوري أبطال الكونكاكاف، ونادي فلامنجو بطل كوبا ليبرتادوريس، ونادي الهلال بطل دوري أبطال آسيا، ونادي الأهلي وصيف دوري أبطال إفريقيا، وأوكلاند سيتي بطل دوري أبطال أوقيانوسيا، ما يعني أن أنظار الملايين من جماهير العالم ستجه نحو المغرب لمتابعة هذه المنافسة.

ويترقب مهنيو السياحة أن يتحول هذا الحدث الكروي إلى مناسبة لانتعاش السياحة بالمدينتين، إضافة إلى انعكاسها الإيجابي على باقي المدن المغربية، ما يدعو الجهات المسؤولة عن القطاع السياحي إلى اغتنام الفرصة على الوجه الأكمل، وإطلاق حملة تراعي طبيعة الجمهور الحاضر في الملاعب والجماهير المتابعة عبر شاشة التلفاز لتحفيزها أكثر على زيارة المعرب.

وحول وضعية السياحة الدولية، سبق للخبير الزبير بوحوت، أن أكد في تصريح لـ”مدار21″، أن المغرب “استرجع 79 في المئة من الوافدين، غير أن نسبة 55 في المئة منهم مشكلة من مغاربة العالم عكس السنوات السابقة، وهؤلاء يعودون إلى البلاد سواء كان الترويج أو لم يكن، مضيفا أنه فيما يخص ليالي المبيت لم يتم استرجاع سوى 70 في المئة، ما يشكل عجز في استرجاع السياحة الدولية التي لم يسترجع منها سوى 60 في المئة”.

وفي الجانب المتعلق باغتنام حدث كأس العالم الذي قال بوحوت إنه على لسان وزيرة السياحة فإن المغرب تم ذكره على الأنترنيت 13 مليون مرة، مع العلم أن البحث المغرب من قبل كان لا يتجاوز 500 ألف، ما يعني أنه خلال شهر استفاد المغرب من الترويج الذي يعادل 26 سنة، ما يفيد أنه خلال السنوات الماضية، خاصة قبل سنتي الجائحة، كانت ضعيفة وأن حدث كأس العالم كان استثنائيا.

وأورد الخبير السياحي أن كأس العالم رغم أنه مناسبة كروية إلا أنه محطة إعلانية بامتياز، ذلك أن أكثر من مليار مشاهد تابعوا الدور الأول، مضيفا أن المغرب شهد ترويجا استثنائيا خلال المونديال قام به الشعب المغربي وثمنه غالي جدا ولم يكن مجانيا، فالمواطنون الذي رفعوا العلم المغربي بقطر وبمختلف بلدان العالم قدموا تضحية كبيرة لا تقدر بثمن وقدم خدمة لم تجلبها ملايير الدراهم التي تم صرفها من قبل، وكان محركها هو حب الوطن.

وأورد أن نتيجة هذا الترويج الشعبي الذي انتصر على الترويج المؤسساتي، والذي تمكن المغاربة عبره من شد انتباه العالم، تتوقف على أمور أخرى، وعلى رأسها توفير النقل الجوي من طرف وزارة السياحة والمكتب الوطني المغربي للسياحة، إضافة إلى تتمة الترويج والاهتمام بالمنتوج السياحي بكيفية معقولة، مؤكدا أنه في هذه الحالة سينجح المغرب، لكن إذا لم يتم القيام بذلك سنعيد تكرار ما سبق.

وأفاد بوحوت أن المكتب الوطني المغربي للسياحة “أراد التدارك في كأس العالم، وشرع في تمرير فقرات إشهارية عندما تأهل المنتخب المغربي إلى ربع نهائي كأس العالم، ومنها إشهار المغرب أرض الأنوار، ما يعني أن المكتب قام باغتنام الفرصة لكن لم يكن هناك تصور مسبق للاستفادة من هذه المناسبة”.

وتدعو الملاحظة الأخيرة إلى ضرورة إعداد الوزارة والمكتب المغربي للسياحة لتصور مسبق والاستفادة منه خلال كأس العالم للأندية، الذي تفصل أسام قليلة عن انطلاقتها، حتى لا يتكرر نفس التقضير الذي سجل خلال مونديال قطر 2022.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News