مجتمع

بين الدموع والحزن والافتخار والفرح.. أبرز أحداث تفاعل معها المغاربة في سنة 2022

بين الدموع والحزن والافتخار والفرح.. أبرز أحداث تفاعل معها المغاربة في سنة 2022

تميزت سنة 2022، التي سيودعها العالم يوم السبت المقبل، بالمغرب، بمجموعة من الأحداث المختلفة، التي جعلت مشاعر المغاربة تتأرجح بين الحزن والصدمة والحسرة تارة، والفرح والسعادة والافتخار تارة أخرى.

وفي هذا التقرير نتوقف عند أهم الأحداث التي شهدتها المملكة خلال هذه السنة، إذ شغلت الشارع المغربي وتفاعل معها.

ملحمة “أسود الأطلس” بمونديال قطر

تألق المنتخب الوطني المغربي خلال مباريات كأس العالم لكرة القدم 2022، التي أقيمت أخيرا بقطر، وحقق إنجازا غير مسبوق في تاريخ الكرة الإفريقية والعربية ببلوغ نصف نهائي كأس العالم، بعد إسقاطه كبار أوروبا.

وخلّد المنتخب المغربي اسمه في سجلات تاريخ أم البطولات بشقه طريقا شاقا إلى نصف نهائي مونديال “قطر 2022″، ليكون بذلك أول منتخب عربي وإفريقي يبلغ هذا الدور منذ أول نسخة لكأس العالم سنة 1930، متجاوزا إنجاز “مكسيكو 1986” عندما كان أول منتخب عربي وإفريقي يصل ثمن النهائي.

وعمّت مظاهر الاحتفال شوارع المملكة المغربية ومدنها، عقب هذه الملحمة الكروية التي صنعها المنتخب الوطني المغربي بقطر، لتغمر الفرحة والبهجة قلوب الصغار والكبار.

وحظي المنتخب المغربي باستقبال “أسطوري” عقب إنهائهم المسابقة في المركز الرابع، حيث احتشد عشرات الآلاف لاستقبالهم، بشوارع سلا والرباط.

وتواصل الاحتفاء بالإنجاز التاريخي للكرة المغربية في القصر الملكي بالرباط، حيث استقبل الملك محمد السادس اللاعبين، والمدرب الركراكي ورئيس الاتحاد فوزي لقجع، وقلدهم أوسمة ملكية.

وكان الركراكي ولاعبو المنتخب برفقة أمهاتهم، تكريما لهؤلاء النساء المغربيات اللواتي حرصن على تلقين أطفالهن مبادئ الوطنية والتضحية والانتماء للوطن.

فاجعة الطفل ريان

عشرة أشهر مرت على رحيل الطفل ريان، الذي علق 5 أيام داخل بئر يصل عمقها إلى 32 مترا ضواحي شفشاون، وسط محاولات لإنقاذه، باءت جميعها بالفشل، ليخرج منها جثة هامدة، ويَخيب أمل المغاربة والمتابعين لفاجعته التي حبست الأنفاس عبر العالم، إذ لم تكلل مجهودات فرق الإنقاذ، التي نسفت جبلا كاملا من أجل الوصول إليه وإنقاذه، بالنجاح.

مأساة الطفل ريان ذي الـ5 سنوات، الذي توفي في الخامس من شهر فبراير الماضي، أبكت الملايين حول العالم وعبرت الحدود، موحدة جميع الشعوب، وأحيت مجموعة من المشاعر الإنسانية كالتضامن والتعاطف بين الشعوب في وقت المحن.

وحظيت هذه الفاجعة المؤلمة بتغطية إعلامية واسعة، حيث إن قضية ريان تصدرت عناوين نشرات الأخبار وأخذت حيزا كبيرا في غرف الأخبار لكبريات المؤسسات الإعلامية العربية والغربية، إلى جانب صحف عالمية نقلت قصته.

وتفاعلت وسائل الإعلام العربية والدولية مع الحدث الذي اكتسى بعدا دوليا، من خلال مواكبتها الحية وتغطياتها الكبيرة لتفاصيل عملية إنقاذ الطفل ريان لحظة بلحظة، في انتظار ما ستؤول إليه الأمور.

هذا الزخم الإعلامي الذي رافق هذه الفاجعة، جعل الطفل ريان يوحد شعوب العالم، إذ انشغل بقضيته رؤساء دول ونجوم الفن والرياضة ومشاهير في ميادين عدة، معربين عن تعاطفهم معه من خلال مشاركة صوره مصحوبة بكلمات يختلط فيها الحزن والدموع والحسرة.

ويذكر أن قضية ريان تفجرت حينما انتشر مقطع فيديو وثقته عدسة كاميرا نصبتها السلطات المحلية عن طريق حبل في قعر البئر، حيث أظهرت الصغير ريان مستلقيا يقاوم الجوع والعطش ونقص الأوكسجين، بالإضافة إلى ظهور إصابات في رأسه، الذي تغطيه بعض الأتربة، لتثير قصته تعاطف الملايين على مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب وكذا مختلف الدول العربية والعالمية.

رحيل عائشة الشنا

خلفت وفاة الناشطة الحقوقية والمدافعة عن حقوق المرأة عائشة الشنا، عن عمر يناهز الـ 82 سنة بمستشفى الشيخ خليفة بالدار البيضاء، حالة من الحزن في المجتمع المغربي.

وشكل رحيل “ماما الشنا” كما كان ينادى عليها، أو حاضنة الأم العازبات، صدمة لدى محبيها والداعمين لخطها الحقوقي الذي يناصر المرأة المغربية ويدافع عن حقوقها.

وتعتبر عائشة الشنا، المزدادة في 14 غشت 1941 بالدار البيضاء، ناشطة اجتماعية مغربية ومدافعة عن حقوق المرأة، عملت كممرضة مسجلة وبدأت العمل بصفتها موظفة في وزارة الصحة بالمغرب مع النساء اللواتى تنقصهن الرعاية.

وشرعت الشنا عام 1959 في أولى أعمالها التطوعية في جمعية حماية الطفولة والعصبة المغربية لمحاربة داء السل. وفي عام 1985, أسست جمعية التضامن النسوي، وهي منظمة مختصة بمساعدة النساء العازبات وضحايا الاغتصاب، عبر تدريبهن على الطبخ والحياكة والمحاسبة وغيرها من المهارات، بهدف إعادة ادماجهم في المجتمع ومنحهم الاستقلال.

في عام 1996، نشرت الشنا كتاب يسمى (البؤس: شهادات)، والذى سردت فيه عشرين قصة عن النساء الاتى عملت معهن.

حصلت عائشة الشنَّا على العديد من الجوائز خلال مسيرتها، منها جائزة حقوق الإنسان من الجمهورية الفرنسية، 1995 بباريس، وجائزة وسام الشرف للملك محمد السادس عام 2000، وجائزة إليزابيث نوركال، نادي النساء العالمي بفرانكفورت سنة 2005، وجائزة أوبيس للأعمال الإنسانية الأكثر تميزا والبالغة قيمتها مليون دولار سنة 2009 بالولايات المتحدة، إضافة إلى وسام جوقة الشرف من درجة فارس، من قبل الجمهورية الفرنسية 2013.

عودة النبض إلى القطاع الثقافي

عاد النبض إلى الساحة الثقافية بالمغرب من جديد، بداية بتنظيم الدورة الـ27 من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط شهر يونيو الماضي، ثم استئناف عدد من المهرجانات والتظاهرات الفنية نشاطها بعد قطيعة قسرية تسببت فيها جائحة كورونا.

البداية كانت بتنظيم فعاليات الدورة الـ27 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بمدينة الرباط، خلال الفترة الممتدة من الـ3 إلى الـ12 يونيو الماضي، بعد سنة بيضاء من التوقف، بمشاركة 712 عارضا يمثلون 55 بلدا، من مختلف قارات العالم، وسجل حضور 202 ألف و89 زائرا.

وجاء تنظيم هذا المعرض بالموازاة مع انطلاق فعاليات الرباط عاصمة الثقافة الإفريقية في الشهر ذاته على أن تنتهي في ماي 2023.

وشمل برنامج الاحتفالات بالرباط عاصمة للثقافة الإفريقية مجالات الأدب والشعر والفنون التشكيلية والموسيقى والمسرح والسينما وفنون الشارع والرقص، بالإضافة إلى الفنون الرقمية وعروض الأزياء والتصوير الفوتوغرافي والفنون الشعبية وفن الحكي وفنون السيرك، وكذا منتديات ولقاءات فكرية وغيرها.

وبدأ القطاع الثقافي يتعافى رويد رويدا بتنظيم عدد من المهرجانات، آخرها المهرجان الدولي لليفلم بمراكش، ومهرجان الفيلم الوطني بطنحة، والمهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا.

إلى جانب ذلك، افتتحت القاعات السينمائية والمسارح في وجه العموم، حيث تم عرض مجموعة من الأفلام، وتقديم العروض المسرحية.

تأييد واسع لمبادرة الحكم الذاتي المغربي

تميزت سنة 2022 بتحقيق عدد من الإنجازات على المستوى الدبلوماسي، خاصة في ما يتعلق بدعم مقترح الحكم الذاتي من قبل دول العالم، أبرزها فرنسا وألمانيا وإسبانيا

وبالعودة إلى المكتسبات الدبلوماسية لهذه السنة، جددت فرنسا، في شهر مارس 2022، دعمها لمخطط الحكم الذاتي المقدم من طرف المغرب باعتباره “أساسا للنقاش، جادا وذا مصداقية”، من أجل تسوية النزاع حول الصحراء المغربية.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية، إن موقف فرنسا من قضية الصحراء “ثابت لصالح حل سياسي عادل، ودائم ومقبول لدى الأطراف، وفقا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وفي أبريل 2022، أكدت إسبانيا أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي، التي قدمها المغرب سنة 2007، هي الأساس الأكثر جدية وواقعية وذات المصداقية لحل النزاع حول الصحراء.

وفي ماي 2022، اعتبرت هولندا أن مبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب في 2007، “مساهمة جادة وذات مصداقية” في العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة لإيجاد حل لقضية إقليم الصحراء.

وفي التاريخ نفسه، أعلن وزير الشؤون الخارجية القبرصي، يوانيس كاسوليندس، بمراكش عن دعم بلاده لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء باعتباره حلا متوافقا بشأنه لتسوية هذا النزاع.

وفي اليوم ذاته، أشاد وزير الخارجية الروماني بجهود المملكة المغربية فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، خاصة مقترح الحكم الذاتي المقدم لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 2007.

في غشت الماضي، جددت ألمانيا موقفها بشأن اعتبار مخطط الحكم الذاتي في الصحراء المغربية “أساسا جيدا لحل مقبول من لدن الأطراف”.

في أكتوبر الماضي، اعتبرت اللوكسمبورغ مخطط الحكم الذاتي، الذي تقدم به المغرب سنة 2007، “أساسا جيدا لحل مقبول من لدن الأطراف” المعنية بقضية الصحراء المغربية.

وينضاف ما سبق إلى سلسلة من المساندات التي أعربت عنها ثلة من الدول، في وقت سابق، منها دولة المجر، التي أعلنت في سنة 2021 عن دعمها للحكم الذاتي، والبرتغال التي وصفت سنة 2020 هذه المبادرة بالجدية وذات المصداقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News