تاريخ الكان | رياضة

سفيان أمرابط.. برج المراقبة و”سقاء” لاعبي المنتخب الوطني الذي أرعب ملوك وسط الميدان

سفيان أمرابط.. برج المراقبة و”سقاء” لاعبي المنتخب الوطني الذي أرعب ملوك وسط الميدان

من أصعب الأدوار التي يمكن أن يقوم بها لاعبو كرة القدم ضبط إيقاع وسط الميدان، ولعب دور الربط بين خطي الدفاع والهجوم، حتى أن اللقاءات الكروية المحتدمة تُحسم لهذا الطرف أو ذاك انطلاقا من خط الوسط، من هذا المنطلق كان اختيار سفيان أمرابط لقيادة خط وسط المنتخب الوطني في منافسات كأس العالم مُراهنة رابحة من قبل المدرب وليد الركراكي الذي جدد فيه الثقة.

قبل انطلاق مباريات المنتخب الوطني كانت التخوفات كبيرة من المنتخبات التي سيواجهها، خاصة وأنها تمتلك أفضل لاعبي خط الوسط في العالم، ومنهم اللاعب الكرواتي لوكا مودريتش المحترف بنادي ريال مدريد، واللاعب البلجيكي كيفن دي برواين وسط ميدان نادي مانشستر سيتي، لكن حنكة الناخب الوطني والانضباط الصارم للاعبين المغاربة ومنهم أمرابط قلل من تأثير هذه الفرق، ومكّن من انتزاع تعادل أمام كرواتيا وفوز ثمين على بلجيكا.

هذا الإنجاز المغربي بالمونديال جعل الأنظار تتجه إلى أبرز المساهمين فيه، فكان اسم سفيان أمرابط، نادي فيورنتينا الإيطالي، حاضرا بقوة باعتباره برج المراقبة الذي ساهم في تكسير مختلف الهجمات التي حاولت فرق الخصم القيام بها بنسبة فعالية عالية، كما كان بمثابة “السقاء” الذي يوزع الكرة على زملائه في الفريق في مختلف الاتجاهات.

الأداء الذي أبان عنه سفيان أمرابط خلال مباريات المنتخب الوطني بمونديال قطر 2022 جعله يحظى بثناء المحللين الرياضيين نظرا لمجهوداته الكبيرة، كما جعل أسهمه ترتفع إلى درجة أن أحاديث باتت تروج عن رغبة أندية كبرى في ضمه والاستفادة من خدماته، ومن بينها نادي ليفربول ونادي توتنهام بالدوري الإنجليزي، وفق ما كشفته وسائل إعلام إيطالية.

من هولندا إلى إيطاليا..

سفيان أمرابط اللاعب ذو الأصل المغربي ولد عام 1996 في مدينة هويزن الهولندية، وهو أخ اللاعب السابق بالمنتخب الوطني نور الدين أمرابط الذي تألق بمونديال روسيا 2018، ويحمل هو الآخر الجنسية المغربية. بدايته في لعبة كرة القدم انطلقت سنة 2007 عندما التحق بصفوف نادي HSV De Zuidvogels ومن ثم بدأت مسيرة تألقه الكروي مع العديد من الأندية.

بدأ سفيان أمرابط مشواره الاحترافي في كرة القدم في الدوري الهولندي الممتاز، بداية مع فريق أوتريخت، من 2014 إلى 2017، ثم مع فاينورد روتردام من 2017 إلى 2018، ثم انتقل إلى كلوب بروج البلجيكي، ولعب له ما بين 2018 و2019. وبعد ذلك انتقل إلى هيلاس فيرونا في الدوري الإيطالي سنة 2019، وفي 23 غشت 2020، وقع عقد انتقاله إلى فريقه الحالي فيورنتينا.

مسيرته مع المنتخب

لعب سفيان أمرابط مع المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة، ضمن كأس العالم سنة 2013، بدعوة من المدرب الهولندي الراحل بيم فيربيك، المدير العام السابق للمنتخبات المغربية، وبعد ذلك لعب لمنتخبات المغرب لأقل من 20 و23 سنة، إلى أن تلقى أول اتصال للعب مع المنتخب الأول، من طرف الزاكي بادو، الناخب الوطني السابق، في مباراة ودية أمام منتخب أوروغواي، أجريت في 28 مارس 2015.

وبالرغم من أمرابط توصل بعرض من ديك أدفوكات، مدرب المنتخب الهولندي سابقا، من أجل اللعب للأخير، وطلب منه مهلة للتفكير، إلا أن اتصال من فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم قلب مساره، إذ دعاه حينها للقدوم من أجل متابعة مباراة المغرب أمام الغابون ضمن تصفيات كأس العالم التي انتهت بفوز المنتخب المغربي.

وبعد حضوره إلى جانب عائلته هذه المباراة، ومساهدتها ما يقارب 70 ألف من الجماهير المغربية أحس بالقشعريرة وحسم قرار تمثيله لمنتخب المغرب أرض أجداده ومنبع أصولهة

وتعود أول مباراة رسمية لسفيان أمرابط مع المنتخب المغربي الأول إلى تاريخ 11 نونبر 2017، أمام المنتخب الإيفواري، بميدان الأخير. وانتهت بفوز العناصر الوطنية بهدفين لصفر، والتأهل إلى نهائيات كأس العالم “مونديال2018″، تحت قيادة الفرنسي هيرفي رونار، مدرب “الأسود” السابق.

وشارك سفيان أمرابط ضمن مونديال روسيا 2018، ثم بكأس إفريقيا في مص، وكأس إفريقيا للأمم الأخيرة بالكاميرون، ثم خلال المباريات المؤهلة لكأس العالم قطر 2022، حيث بصم على أداء متميز طيلة هذه المباريات، وهو الآن يقترب من الوصول إلى 50 مباراة مع المنتخب.

أندية كبرى تنتظر أمرابط

بعد نهاية المقابلة أمام بلجيكا التي استطاع المنتخب الوطني أن ينهيها بنتيجة هدفين لصفر، أثنى وليد الركراكي، في تصريحه، على اللاعب سفيان أمرابط، نجم فيورنيتنا الإيطالي، متوقعا انتقاله إلى أحد الأندية الأوروبية الكبرى بعد كأس العالم بالنظر إلى دوره الكبير في تنفيذ خطط المدرب، وهو التصريح الذي نشره فابريزيو رومانو، خبير انتقالات اللاعبين والمدربين في أوروبا، عبر حسابه على “تويتر”.

وكان اللاعب نور الدين أمرابط قد أثنى على أداء أخيه سفيان، مقارنا صورة له أمام لوكا مودريتش خلال مع صورة سابقة أمام اللاعب الإسباني أندريس انييستا، حيث تكرر نفس مشهد إيقاف الإخوة أمرابط للاعبي خط الوسط خلال نسختين من كأس العالم.

واختار نور الدين لقطة له أمام لاعب وسط ميدان منتخب إسبانيا السابق، أندريس إنييستا، في مونديال روسيا، وماثلها مع لقطة شقيقه وهو يصارع على الكرة مع لوكا مودريتش صانع ألعاب كرواتيا، مؤكدا لأنصار الأسود تخصص الشقيقين في كبح جماح أفضل لاعبي خط الوسط في العالم.

وتحدثت تقارير إعلامية إيطالية عن إعجاب يورغن كلوب مدرب نادي ليفربول الإنجليزي بأداء أمرابط خلال مونديال قطر2022، ورغبته في الاستفادة من خدماته خلال الميركاتو القادم، إضافة إلى رغبة نادي توتنهام في ضمه هو الآخر، الأمر الذي يدل على توفر فرص احتراف مهمة أمام اللاعب أمرابط.

سجان لاعبي الوسط..

بالنظر إلى بنتيه الجسدية القوية، حيث يصل طول سفيان أمرابط إلى 1.83 متر مع وزن 70 كلغ، وهي معايير للجسم المثالي والقوي، يستطيع اللاعب أمرابط التفوق على منافسيه في الالتحامات وكذا قطع الكرات وتضييق المساحات ما يجعله بمثابة كابوس لمنافسيه من اللاعبين.

وتمكن اللاعب أمرابط من إبراز إداء قوي في المونديال أمام فريقي كرواتيا الذي يضم في خذ الوسط اللاعب لوكا مودريتش المحترف بريال مدريد، واللاعب كوفاتيتش المحترف بنادي تشيلسي الإنجليزي، والأمر نفسه أمام المنتخب البلجيكي الذي يضم خط وسطه اللاعب كيفن دي براوين المعروف بتمريراته الحاسمة.

واحتل اللاعب أمرابط مكان كبيرا في قلب المغاربة بعد الأداء الباهر الذي أبان عنه علال لقائي كرواتيا وبلجيكا، ما جعل الرهان كبيرا عليه خلال اللقاء المرتقب أمام المنتخب الكندي، خاصة مع اعتماد هذا الأخير على أسلوب الاستحواذ على الكرة والضغط الهجومي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News