أخبار مونديال قطر | رياضة

 بعد تألق منتخبات عربية.. انتصارات “المستديرة” تؤلف بين قلوب الشعوب رغم إكراهات السياسة

 بعد تألق منتخبات عربية.. انتصارات “المستديرة” تؤلف بين قلوب الشعوب رغم إكراهات السياسة

بعيدا عن إكراهات العلاقات السياسية والدبلوماسية المعقدة ما بين الدول، والتي تتحكم فيها المصالح الكبرى وتوجهات القادة، كشفت منافسات كأس العالم قطر2022 ومشاركة مجموعة من الدول العربية بها عن وجه آخر لهذه الرياضة التي توصف بكونها الأكثر شعبية، ذلك أن أغلبية الشعوب العربية باتت تفرح لانتصارات كل منتخب وتنزعج للهزائم، بشكل يكاد يكون موحد، وبطريقة أصبحت توحي بأن حبل الود أقوى من إكراهات السياسة.

وتابعت جماهير مختلف الدول العربية بحماس كبير مقابلات المنتخبات المشاركة بمونديال قطر، وظهر بجلاء أن منطق التشجيع، سواء بالملاعب المستضيفة للمباريات، أو بمختلف هذه الدول، لم يحتكم إلى منطق المواقف والعلاقات الرسمية بين الدول، حيث بات المشجعون بدول الخليج وشمال إفريقيا أكثر ميلا إلى تشجيع هذه الفرق، حتى وأن كانت الفرق المنافسة لها من الحجم الكبير أو تضم نجوما عالميين تحظى بشعبية واسعة.

كما أن هذه المنافسة الكروية كانت فرصة سانحة لإعلان كنهاية أزمات سياسية خيمت لسنوات، منها بالخصوص الأزمة الخليجية بين المملكة السعودية ودولة قطر ودول أخرى، بعد حضور ولي العهد محمد بنسلمان لحفل افتتاح مونديال قطر 2022، الأمر الذي كشف عن مصالحة بين البلدين، عززها الدعم الكبير الذي لقيه المنتخب السعودي من طرف القطريين وباقي الجماهير العربية.

رابطة الجمهور العربي

انطلقت الفكرة فردية لكن سرعان ما احتضنها الجمهور العربي بقطر ولقيت أيضا ترحيبا من قبل المشرفين على تنظيم كأس العالم لكرة القدم ” فيفا قطر 2022 “، وسعت المباردة إلى لم شمل المشجعين العرب من أجل دعم الفرق العربية المشاركة في العرس العالمي.

وعملت الرابطة على تنظيم بروفة لترديد الشعارات بحماسة من طرف المشجعين المغاربة والتونسيين والقطرين والسعوديين وغيرهم، الأمر الذي جعل هؤلاء المشجعين يقدمون دعما كبيرا للفرق العربية المشاركة في المونديال، بطريقة أوحت وكأن الأمر يتعلق بفريق واجد وبجماهير دولة واحدة.

انتصار السعودية على كتيبة “ميسي”

الألفة بين جماهير دول الخليج وشمال إفريقيا، سواء تلك التي تأهلت منتخباتها إلى هذه المنافسة العالمية أو التي لم تتأهل، انكشفت بشكل كبير مع المباراة التاريخية التي جمعت المنتخب السعودي بمنتخب الأرجنيتين، والتي انتهت بتفوق الأول بنتيجة هدفين لواحد، بعد ريمونتادا قوية من منتخب الخضر، أجمع الكثيرون على أن شكلت إحدى أكثر الصدمات في تاريخ كرة القدم.

وتناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من الفيديوهات لجماهير من مختلف الدول العربية تحتفي بفوز المنتخب السعودي وتشيد بلاعبيه ومدربه هيرفي رونارد، وبالأداء الجيد خلال هذه المباراة التي قلبت كل التوقعات، لا سيما وأن كل المتتبعين كانوا يعتقدون بهزيمة الممنتخب السعودي.

وبالرغم من هزيمة المنتخب السعودي أمام المنتخب البولندي إلا أن التعاطف كان كبيرا مع “الخضر” من طرف الجماهير العربية التي لا تزال تمني النفس باستفاقتهم خلال الجولة الثالثة من دور المجموعات، التي يتوقع أن تجمعهم مع المنتخب المكسيكي، في مباراة قوية لتحديد المنتخبين المتأهلين للدور الموالي.

قطر.. إشادة رغم الهزيمة

بالرغم من الخروج المبكر لمنتخب قطر، البلد المضيف لكأس العالم، إلا ذلك لم يؤثر بالإشادة الكبيرة بهذا البلد الذي تمكن من تقديم إحدى أجمل نسخ كأس العالم، من حيث التنظيم والبنى التحتية والمرافق وغيرها، الأمر الذي جعل الجماهير العربية تؤيد قطر في تنظيمها لهذه المنافسة، وتدخل في حملة شرسة للدفاع عنها ضد الإساءة الأوروبية.

وخرجت قطر بشكل مبكر من المنافسة بعد أن انهزمت على التوالي من طرف منتخبي الإكوادور والسينغال، قبل أن تنهزم في المباراة الثالثة أمام هولندا، غير أن لقيت تعاطفا وتشجيعا كبيرا من طرف الجماهير العربية، التي تأسفت لمغادرتها المبكرة، لا سيما وأن الجماهير القطرية انخرطت بقوة في تشجيع الفرق العربية.

تونس.. صراع من أجل البقاء

المنتخب التونسي بدوره لقي التشجيع نفسه خاصة خلال اللقاء الأول الذي انتهى بتعادله أمام منتخب الدانمارك القوي إذ استطاع أن يحافظ على نظافة شباكه خلال اللقاء الأول. ورغم هزيمته أمام أستراليا، إلا أن لا يزال يحتفظ بالأمل الأخير في منافسة قوية أمام منتخب فرنسا بطل النسخة السابقة، والفريق الذي تمكن من حجز بطاقة العبور إلى الدور الثاني بعد تسجيله انتصارين.

ووثقت مجموعة من الفيديوهات للحضور الوازن للجماهير التونسية بدولة قطر وتواجدها إلى جانب جماهير مختلف الدول، لمشاركة الفرحة، سواء داخل الملاعب أو خارجها، ما جعل هذه النسخة من المونديال إحدى أميز النسخ في تاريخ الدول العربية.

أسود الأطلس يوحدون الشعوب

وحد المنتخب الوطني المغربي جماهير مختلف الدول العربية على مساندته والإشادة بإدائه الكبير خلال كأس العالم، سواء من خلال التعادل السلبي الذي فرضه على المنتخب الكرواتي، وصيف بطل العالم خلال النسخة الماضية بروسيا، أو من خلال فوزه التاريخي على المنتخب البلجيكي، المصنف كثاني أقوى منتخب عالميا، بعد ثنائية نظيفة وقعها كلا من عبد الحميد الصابيري وزكرياء أبو خلال.

وحظي فوز المنتخب المغربي بتفاعل واسعـ على المستوى العربي، سواء من طرف سياسيين وقادة كبار عرب أو من مختلف نجوم الفن والرياضة من الدول العربية، حيث عبر هؤلاء في تغريدات على حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي عن تهانئهم لأسود الاطلس بهذا الفوز الذي أسعد الملايين من الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج.

وعلى رأس المهنئين الشيخ محمد بن راشد أل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة عبر تغريدة اعتبر فيها المنتخب فخرا لكل العرب، إضافة إلى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي ظهر سعيدا بفوز المنتخب المغربي.

وبدوره، هنأ الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط المنتخب المغربي بالفوز على بلجيكا ضمن مباريات دور الـ32 من بطولة كأس العالم المقامة حاليا بقطر، مشيدا بأداء اللاعبين.

وكتب الأمين العام، على حسابه بموقع تويتر، “أهنئ المنتخب المغربي، على هذا الفوز الغالي على بلجيكا. لقد أسعد أداء الفريق الجمهور العربي في كل مكان، ونتمنى كل التوفيق للفرق العربية في المباريات القادمة”.

وتغنى احمد شوبير الاعلامي المصري والحارس الأسبق لمنتخب مصر لكرة القدم بفوز المغرب على بلجيكا وكتب عبر حسابه على فيسبوك “عودة العرب في كأس العالم.. مبروك أبطال ونجوم المغرب، مباراة كبيرة وعظيمة جدا”.وتابع شوبير أن أسود الأطلس “صنعوا الفرجة وأدخلوا البهجة على الجمهور العربي”.

كما أشاد الفنان المصري محمد هنيدي بأداء منتخب المغرب أمام بلجيكا في الجولة الثانية من بطولة كاس العالم. قائلا في تغريدة عبر تويتر “مبروك أسود المغرب.. أداء قتالي رهيب ومستوى رائع .. الف مبروك للمغرب ولكل العرب .. شرفتونا يا رجالة”.

واحتفل خالد الغندور الاعلامي ونجم منتحب مصر الأسبق من جهته بفوز المغرب وغرد على حسابه على منصة “تويتر” كاتبا “مبروك لمنتخب المغرب الشقيق فوز غالي ومستحق”.

كما تقاطرت تهاني كل من الفنانة هيفاء وهبي، والفنانة إليسا، والفنان أحمد حلمي، والفنان كاظم الساهر، ومحمد رمضان وغيرهم من الفنانين والرياضيين العرب الذين أشادوا بالإنجاز المهم الذي بصم عليه أسود الأطلس خلال مشاركتهم في الدور الأول لكأس العالم قطر 2022.

كساد تجارة الكراهية بالجزائر

ومباشرة بعد إعلان الحكم انتهاء مباراة المنتخب المغربي أمام بلجيكا بفوز مستحق لأسود الأطلس بهدفين لصفر، تدفقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي آلاف التدوينات والتهاني من الشعب الجزائري للفريق الوطني، تعبيرا عن صدق المشاعر بين الشعبين.

وعاشت شوارع مدن الجارة الشرقية للمغرب إخلاء كبيرا بعد أن حج المواطنون الجزائريون إلى المقاهي والمنازل لمتابعة المباراة بين أسود الأطلس والشياطين الحمر، وتشجيع الفريق الوطني خلال هذه المقابلة التي قربته أكثر من الصعود الثاني، لتكرار إنجاز تاريخي غاب عن الشعوب العربية لسنوات.

وقال الإعلامي الجزائري نجيب الحيمر في تدوينة على صفحته “لم أشاهد مباراة المغرب لكن في الشارع كنت شاهدا على كساد تجارة الكراهية”، وذلك في إشارة منه إلى الإخلاء الكبير الذي عرفته شوارع الجزائر خلال توقيت المباراة، ومساندة الجزائريين للمنتخب المغربي ضدا في أهداف سياسية حكام قصر المرادية التي تسعى إلى بث التفرقة بين الشعبين خدمة للأجندة الانفصالية.

وبدوره هنأ المعلق الجزائري حفيظ دراجي المنتخب المغربي على الفوز الكبير المحقق خلال هذه المباراة، وذلك بالرغم من استفزازاته السابقة للمغاربة من خلال مهاجمة الوحدة الترابية ومساندة النظام الجزائري بتصريحات بعيدة عن مجال تخصصه الرياضي، ما جعل العديد من أرباب المقاهي المغاربة يطلقون حملة لمقاطعة تعليقه على مباريات كأس العالم.

وكتب حفيظ دراجي على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي (فايسبوك) “مباراة كبيرة وفوز كبير ومستحق للمنتخب المغربي على المنتخب البلجيكي المصنف الثاني عالميا “، مضيفا “ألف مبروك لأسود الأطلس والجماهير المغربية”.

وشهد الشارع العربي فرحة كبيرة بعد فوز المنتخب المغربي خاصة أنه جاء لإعادة الاعتبار بعد الهزيمة التي تعرضت لها منتخبات قطر والسعودية وتونس خلال الجولة الثانية من منافسات كأس العالم قطر 2022.

كما تمكن المنتخب الكرواتي بدوره من إلحاق هزيمة ثقيلة بالمنتخب الكندي، الذي سيواجه المنتخب المغربي خلال المباراة القادمة، برسم الجولة الثالثة من دور المجموعات.

وتنتظر المنتخب المغربي مباراة مهمة أمام منتخب كندا الذي خرج من المنافسة بعد هزيمتين متتاليتين، حيث سيتم يوم الخميس الحسم في المنتخبين المتأهلين من المجموعة السادسة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News