فن

هل يراهن المركز السينمائي على “المثلية الجنسية” لاقتناص إحدى جوائز الأوسكار؟

هل يراهن المركز السينمائي على “المثلية الجنسية” لاقتناص إحدى جوائز الأوسكار؟

اختار المركز السينمائي المغربي، فيلم “القفطان الأزرق” للمؤلفة والمخرجة المغربية مريم التوزاني، لتمثيل المغرب في مسابقة الأوسكار لسنة 2023 في فئة الفيلم الروائي الطويل الأجنبي.

ويبدو أن لجنة الانتقاء بالمركز المذكور، التي ترأسها سميرة الحيمر، تراهن على “المثلية الجنسية”، للتباري في هذا المحفل السنوي، إذ إن هذا الموضوع أصبح “ثيمة” مجموعة من الأفلام السينمائية والمسلسلات العربية والعالمية، في السنوات الأخيرة، لأنه، حسب عدد من المتتبعين، يلفت الأنظار إلى الأعمال التي تتناوله، ويزيد من حظوظها لاقتناص الجوائز في المهرجانات والتظاهرات الدولية، بالإضافة إلى أنه أقصر الطرق للوصول إلى الأوسكار.

وعن تخوفها من طرح موضوع “المثلية” في فيلمها، قالت التوزاني في تصريح لـ”فرانس24″: “أعتقد أن هذا واقع معيش في مجتمعنا. ولا يمكن الخوف من طرح مثل هذه القضايا. من الضروري الحديث عنها حتى لا تظل في خانة المسكوت عنه، لأن هذا يتسبب في الكثير من المعاناة. فلماذا كل هذه المعاناة؟ كما أن هذه مسألة مرتبطة بالحريات الفردية. كل شخص يكون حرا في حياته والذي يريده فيها. يحب من يريد سواء كان رجلا أو امرأة. وعندما كتبت السيناريو لم أقل كيف سيتلقاه الجمهور. ولا أحب التفكير في ذلك. أحب القيام بالأشياء بالطريقة التي أحسها”.

وردت التوزاني على سؤال يتعلق بتكسير الطابوهات الموجودة في المجتمع، قائلة: “لا أدري إن كان هذا الأمر فعلا طابو (محرَّم) لأنه موجود. فقط يجب قول الأشياء كما هي ومناقشة ذلك. يجب تغيير بعض الأمور. يجب تغيير بعض العقليات أيضا والتقدم إلى الأمام. نحن نعيش في بلد منفتح لمستوىً كبير، لكن هناك العديد من التناقضات”.

وكانت مجلة “فرايتي”، الأمريكية، قد خصصت مساحة للحديث عن فيلم “القفطان الأزرق” لمريم التوزاني، المتصل بالمثلية الجنسية “المحرمة في المغرب، المعروف بكونه أحد أكبر البلدان المعادية للمثلية في العالم”، حسب تعبير المجلة.

وقالت المجلة في مقالها، إنه “ليس سرا أن المغرب يعد أحد أكثر الأماكن رهابًا للمثليين على وجه الأرض، حيث يعاقب على بعض أفعاله بأحكام بالسجن تصل إلى ثلاث سنوات. أما السر فهو أن الشخصية الرئيسية بـ”القفطان الأزرق” لمريم توزاني تجسد المثلية الجنسية”.

ووضعت المجلة يدها على “المفارقة” الأساسية التي يحاول الفيلم كشفها بنظرها: “مع دخول المغرب في ركب الحداثة، مهنة حليم (الخياطة) تبدو بشكل متزايد متقادمة، لكن طالما بقيت البلاد محافظة في تعاطيها مع ملامح المثلية الجنسية، لا يمكنه أن يحبّ الشخص الذي يريد”.

وأضافت المجلة: “الرجل حليم (سالم بكري) مخلص لدينه وزوجته مينة، ويمتلكان معًا متجرًا لبيع الملابس القديمة، حيث توجد مثل هذه القصص بشكل شبه مؤكد. ومع ذلك فإن تصويرها على الشاشة يتطلب قدرًا متساويًا من الجرأة والحساسية، لا سيما من وجهة نظر المرأة”.

ويكافح بطل الفيلم يكافح من أجل إنجاح تجارته (الخياطة التقليدية)، في ظل غزو ماكينات الخياطة، ويحرص على أدق التفاصيل في حياكة الأثواب والأقمشة وهو الحرص الذي يثير إعجاب “آدم”.

وحسب المجلة فهذه التفاصيل الحسية ترمز للمشاهد الأكثر وضوحًا الموجودة في العديد من أفلام مجتمع الميم (LGBT).

وحسب فرايتي يحاول الفيلم إثارة تعاطف الجمهور مع حليم، الذي أجبر على قمع هويته (الجنسية) الحقيقية طوال سنوات، معتبرة أن زوجة حليم هي الشخصية الأكثر تعاطفا معه، حيث “نفكر في مشاعرها حتى في المشاهد التي تكون غير حاضرة فيها من مثل مشهد تسلل حليم إلى حمام محلي يمثل طريقة سرية لممارسة الجنس مع رجال آخرين دون افتضاح سرهم”.

إذ هناك القليل من الرضا في هذه المحاولات، التي تحدث خلف أبواب مغلقة (نرى زوجين من الأقدام يتموضعان أسفل جدار الكشك الخاص ، وتملأ مخيلتنا الباقي). لكن حليم يأمل بصمت في المزيد عندما يعرب شاب ذو مظهر جميل يُدعى يوسف (أيوب ميسيوي) عن اهتمامه بتعلم هذه المهنة.

وتقابل المجلة بين حرص حليم على التفاصيل في حياكة قفطان أزرق جميل وتفاصيل الإغواء البطيء بينه وبين يوسف.

ويذكر أن هذه ثاني مرّة يرشّح المغرب فيها فيلما للمخرجة والممثلة مريم التوزاني لتمثيله في ترشيحات جوائز الأوسكار، بعد آدم عام 2019، والذي كان من بطولة نسرين الراضي ولبنى أزبال ودعاء بلخودة.

ومن المنتظر إعلان الأفلام المقبولة بالقائمة الأولية لفئة الفيلم الدولي في جوائز أوسكار، يوم 21 دجنبر، فيما سيكشف النقاب عن القائمة القصيرة في 24 يناير المقبل.

ويُقام حفل إعلان وتوزيع جوائز أكاديمية فنون وعلوم السينما الأميركية (أوسكار) في 12 مارس 2023 في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأميركية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News