فن

مهرجان طنجة 22.. دورة بطعم “الاستثناء” وانبعاث من رماد الجائحة

مهرجان طنجة 22.. دورة بطعم “الاستثناء” وانبعاث من رماد الجائحة

أسدل الستار، مساء يوم السبت المنصرم، على فعاليات الدورة الـ22 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، التي امتدت من الـ16 إلى الـ24 من شتنبر الجاري، بالإعلان عن الأعمال السينمائية المتوجة، خلال هذه النسخة الاستثنائية، عن أصناف الفيلم الروائي الطويل، والشريط القصير، والفيلم الوثائقي، بعد أسبوع من العروض والتنافس.

انبعاث من رماد الجائحة

تنفس أهل الفن السابع وعشاقه الصعداء بعودة المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، الذي انبعث من رماد الجائحة كطائر الفنيق، بعد سبات دام عامين فرضته التدابير الاحترازية لجائحة كوفيد-19، إذ إن عروسة الشمال احتضنت فعاليات دورته الثانية والعشرين، والتي نظمت تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، خلال الأسبوع الممتد من الـ16 إلى الـ24 من شتنبر الجاري.

وأغرى البرنامج الثقافي والفني الثري والمتنوع لهذه الدورة من المهرجان، الذي يعد من أهم المهرجانات السينمائية السنوية بالمغرب، نخبة من ألمع النجوم والمشاهير، الذين تقاطروا على مدينة طنجة من أجل حضور هذا العرس السينمائي المتميز، حيث شكل فضاء رحبا للقاء بين الفنانين والممثلين والمخرجين والنقاد، الذين فرقتهم الجائحة.

مشاركة واسعة

من أجل ضخ دماء جديدة وتجاوز صفحة الجائحة وتداعياتها، التي جثّمت على صدر القطاع الثقافي بالمملكة، شهدت هذه الدورة الاستثنائية مشاركة واسعة لمختلف الأفلام الروائية والقصيرة والوثائقية دون انتقاء أولي، في محاولة لإنعاش روح الفن السابع، بعد سكتة قلبية مؤقتة بفعل كورونا التي أوقفت النبض في الساحة الفنية.

ووصل عدد الأفلام القصيرة المشاركة في هذه الدورة إلى 52 شريطا، تنوعت ثيماته بين الحب والغدر والخيال العلمي والقضايا الإنسانية، التي تبعث العبر وتعالج حكايات من وحي الواقع.

في حين، بلغ عدد الأفلام الروائية الطويلة 28 فيلما، توزع عرضها على مدار أسبوع في إطار المسابقة الرسمية للمهرجان، وذلك بقاعة “روكسي” بحضور عشاق الفن السابع إلى جانب نقاد وصحافيين ولجنة التحكيم.

وتنافس ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان 28 فيلما وثائقيا، خاضوا في عمق القضايا التي تهم تاريخ السينما المغربية، توثيقا للذاكرة.

وأشرفت لجنة تحكيم المهرجان في حفل ختام فعاليات المهرجان،الذي نظم يوم السبت الماضي، على توزيع 19 جائزة على الأفلام المشاركة في هذه الدورة ضمن المسابقات الثلاث المذكورة، والتي تضمنت الجائزة الكبرى للمهرجان، وجائزة لجنة التحكيم، وجائزة الإنتاج، وجائزة الإخراج، وجائزة العمل الأول، وجائزة السيناريو، وجائزة أول دور نسائي، وجائزة أول دور رجالي، وجائزة ثاني دور نسائي، وجائزة ثاني دور رجالي، وجائزة التصوير، وجائزة الصوت، وجائزة المونتاج إضافة إلى جائزة الموسيقى الأصلية.

تكريم واحتفاء خاص

لم يفوت القائمون على الدورة الـ22 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، الفرصة لتكريم شخصيات أضافت إلى المجال السينمائي الكثير خلال مسيرتها، حيث جرى تكريم روح الراحل نور الدين الصايل، عرّاب الفن السابع المغربي وأحد أعمدتها، الذي غادر إلى مثواه الأخير في الـ15 من دجنبر 2020، في الأمسية الافتتاحية للمهرجان، بالمدينة التي رأى فيها النور، نظير عطاءاته للسينما المغربية على مدى أربعة عقود، واستحضار اسمه باعتباره كاتبا وروائيا وناقدا ومنتجا سينمائيا، ومن الشخصيات البارزة التي بصمت المشهد الثقافي بالمملكة.

وشهد أيضا المهرجان الاحتفال بالمنتجة السينمائية سعاد المريقي، التي ساهمت في إنتاج العديد من الأفلام السينمائية المغربية، وتكريمها إلى جانب المخرج السينمائي والتلفزيوني عبد الرحمان التازي، الذي يعد من الرعيل المؤسس للصناعة السينمائية بالمغرب.

بالإضافة إلى ما سبق، تم تكريم، في حفل الختام، الصحافي المتخصص في السينما علي حسن، الذي كان أيضا ممثلا، تقديرا لمساره الإعلامي الذي كرس أزيد من 40 سنة في تعريف الجمهور المغربي بالأعمال السينمائية، إلى جانب عزة جنيني، المنتجة والمخرجة السينمائية المغربية، وكذلك حسين بوديح.

الأمازيغية بدل الفرنسية

ولأن هذه الدورة الـ22 استثنائية في كل شيء، تميزت كذلك باعتماد اللغتين العربية والأمازيغية، في سابقة تاريخية، إذ إن المنظمين استعانوا بمقدم ناطق باللغة الأمازيغية لتنشيط فعاليات حفلي الافتتاح والختام، بدل الفرنسية كما جرت العادة في نسخ سابقة من المهرجان.

ونوّه جميع المتتبعين بهذه الخطوة، التي عدوها مواصلة لتفعيل مقتضيات الدستور، باعتبار أن الأمازيغية، إلى جانب العربية، لغة رسمية وفق دستور المملكة، لذا يجب استخدامها في عدد من القطاعات، واعتمادها في مختلف المناسبات والتظاهرات، والابتعاد عن الفرنسية.

نجوم صغار يخطفون الأضواء

عرفت هذه الدورة أيضا بزوغ نجوم صغار يخطون خطواتهم الأولى في ميدان السينما، إذ شاركت مجموعة من الأطفال من بينهم الممثلة الصغيرة لينة أكدور، التي شاركت في الفيلم الطويل “تاج الموسم”، والممثل الصغير زكرياء عنان، الذي شارك في الفيلم الطويل “ميكا”، والذي حظي على إثره بتنويه لجنة التحكيم وإشادة النقاد.

ووصف الطفل زكرياء مشاركته في هذا العمل،  في تصريح لجريدة “مدار21″، بـ”التجربة الرائعة”، إذ إنه لم يكن يتوقع أن يخوض تجربة التمثيل قبل مقابلته المخرج إسماعيل فروخي، معربا عن سعادته بالمشاركة في بطولة الفيلم.

وعن تحدي التشخيص، كونها تجربته الأولى، أوضح عنان أنه لم يجد صعوبة في التمثيل سوى المشاهد التي كانت تتطلب منه عدم اللعب بحرفية، لأنه يجيد رياضة التنس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News