حوارات | سياسة

يعقوبي: تجربةُ البرلمان مدرسة وموقعي داخل الحزب كمناضلة مستمرٌ

يعقوبي: تجربةُ البرلمان مدرسة وموقعي داخل الحزب كمناضلة مستمرٌ

طُموح الترشح إلى البرلمان ليس شخصيا، لكنه قرار لجن الترشيح التي تعطي التزكية لأعضاء الحزب، وفقا لمساطر محددة ومضبوطة. هذا قول إيمان يعقوبي، النائبة البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية، التي تصفُ تجربة العمل البرلماني بالمدرسة، حيثُ راكمت معارف ترغب بتثمينها سواء كانت في منصب مماثل أم لا.

وبذلك تضيف يعقوبي، “موقعي داخل التنظيم هو موقع موجود، لن أسحب عضويتي من الحزب أو أستقيل، وبالتالي يجب أن أعود للتنظيم وأقدم للناس ما تعلمته، لأن الأهم هو أن أساهم في إنشاء الخلف وليس بالضرورة أن أكونه، وإعطاء المعرفة التي اكتسبتُ في البرلمان”.

 

وحول اللائحة الوطنية للشباب، قالت يعقوبي، في حوار مع مدار21، ضمن سلسلة “برلمانيون شباب”، إنه بالرغم من توصيف “الريع” الذي أحيط بهذه الآلية، فإن أداء الشباب داخل البرلمان كان متميزا بخلاف ما يتم الترويج له، لا سيما مساهمتهم الكبيرة في وضع الأسئلة وفي النقاش داخل اللجان، مشددة على ضرورة تنخيب الشباب في الدوائر المحلية.

وفيما يلي نص الحوار:

بعد إلغاء اللائحة الوطنية للشباب، هل تنتهي تجربتك البرلمانية؟

بداية أذكر أن حزبنا كان ضد إلغاء لائحة الشباب، وكان مع دعم استمرار لائحة الشباب، وحين تم النقاش حول استبدال اللائحة الوطنية بلائحة جهوية، اقترح الحزب أن يكون عدد من الشباب داخل اللوائح الجهوية، فتحنا النقاش في هذا المجال ..

عملي النضالي لم يبدأ أساسا بالمنصب، قبل ذلك بدأت مساري داخل التنظيم، وبالتالي من الصعب أن أقول إنه سينتهي، لأن مكاننا الحقيقي كشباب وكسياسيين هو التنظيم، المناصب محدودة ولكن بناء التنظيم وبناء المؤسسات هو الأساس الذي يحفزنا على الاشتغال، والمشاركة في اتخاذ القرار، الذي لا يكون بالضبط عن طريق المناصب، البرلمان أو الوزارة، ولكن عن طريق نقاشات تكون داخل الأقاليم والمجلس الوطني مثلا، أي داخل مجموعة من الهيئات التي يمكن أن نساهم على الأقل في صناعة قرار معين، أو إفراز توجه معين، إذن مساري لم يبدأ بمنصب حتى ينتهي بمنصب، هذه هي الفكرة.

تجربتك المقبلة سيحسمُ فيها الحزب أم ليس لك طموح في الترشح؟

ليس لا يتعلق بالطموح، أي شخص يمارس العمل السياسي يكون لديه طموح، والطموحات تختلف، ليس في المنصب في حد ذاته، ولكن الطموح للتغيير، تغيير واقع الناس بشكل إيجابي من زوايا مختلفة، من مواقع مختلفة ..

ونحن عندنا في الحزب طريقة مختلفة، بالنسبة إلينا نحن مناضلين داخل الحزب وبالتالي المناضل يمكن أن يرشحه الحزب ويمكن ألا يرشحه، وحين نتكلم عن الحزب لا نتكلم عن الأمانة العامة، التي تعتبر هيئة تزكية، ولكن نتكلم عن هيئات الترشيح أي المحليات والأقاليم، أي المناضلين، وبالتالي بالسنبة لي صعب أن أقول هل عندي طموح في المنصب أم لا، ليس لي الحق في ذلك، طالما لست أنا من أرشح نفسي، أنا عندي طموح لإساهم في التغيير ومكاني يحدده التنظيم والأعضاء وثقة الناس فينا، وربما حتى عدد من السياقات السياسية والتدبيرية التي تفرض أن يكون اسما معينا في مكان، يمكن أن تيم ترشيحي ترشيحا نضاليا، هل سأرفض؟ لا أعتقد أنني سأرفض، لأن هذا أمر يجب أن أكون مستعدة له كمناضلة.

كيف تتوقعين مشاركة الشباب في البرلمان مستقبلا؟

في نقاشنا في المجلس الوطني، من التوصيات التي شاركنا في وضعها، أن يتم تشجيع ترشيح الشباب من طرف الأمانة العامة في اللوائح المحلية وحتى النساء، فكرتنا هي أن هذه التجربة لا يجب أن تضيع ..أنا كما قلت لك كنت مناضلة داخل التنظيم، وسأبقى مناضلة من أي موقع، لكن حين تلج المنصب، تكتشفُ أمورا وتتعلم، البرلمان أو التسيير الجماعي مدرسة ..

سأثمن هذه التجربة سواء كنت في المنصب أم لا، موقعي داخل التنظيم هو موقع موجود، لن أسحب عضويتي من الحزب أو أستقيل، وبالتالي داخل النظيم يجب أن أعود وأقدم للناس ما تعلمته، لأن الأهم هو أن أساهم في إنشاء الخلف وليس بالضرورة أن أكونه، وإعطاء المعرفة التي اكتسبتُ في البرلمان.

هل هناك ضمانات من حزب العدالة والتنمية لإعادة ترشيح البرلمانيين الشباب في الدوائر المحلية؟

هناك أمور قد تكون توجُّها عند الحزب، وعند القيادة، وليس بالضرورة تلتقي مع توجهات المحليات أو المناضلين، بطبيعة الحال أي مجالي سياسي فيه التنافس، وبالتالي من الصعب أن يضمن أي شخص مكانة معينة أو تفرض القيادة شخصا معينا في منطقة. بالنسبة لي، الآن يجب أن تلتقي إرادة القيادة مع إرادة المحليات والأعضاء في المحليات والأقاليم، وأن يساهموا في عملية التنخيب.

على مستوى المساطر، عندنا في الحزب كوطا للشباب داخل المجلس الوطني، وأنا حصلتُ على عضويتي في المجلس الوطني خارج الكوطا، في الولاية السابقة نجحتُ بالكوطا، الآن بدون كوطا، يعني أن التصويت على عدد من الشباب تم بالكوطا مع إضافة شباب مثلي تم التصويت عليهم من خارج لائحة الكوطا، وبالتالي هناك مساطر للتنخيب، على المستوى الوطني، ولكن يجب أن يقتنع الأعضاء بهذا النفس، هو موجود بشكل عام وكبير، ولكن لا يمكن أن أقدم خريطة، وأقول إلى أي مدى هو موجود، ولكن أتمنى أن تلتقي إرادة القيادة مع إرادة الأعضاء.

في نظرك هل تخاف الأحزاب السياسية من أصوات الشباب وبذلك تُعرقل تنخيبها؟

من الصعب علي أن أعرف ما يحدث داخل الأحزاب، ليست عندي معطيات، لأن السؤال مرتبط بما هو داخلي، بالنسبة إلينا في التنظيم، لا أعتقد بأن الأصوات تخيفنا، لأنني مثلا داخل المجلس الوطني، أعبر دائما عن رأيي، لم يحدث أبدا أن تم انتقادي، بالعكس أحيانا يتم التواصل بي لتشجيعي ..

حسب معرفتي، هناك افتخار بالشباب وخصوصا بأدائهم في المجلس الوطني وعلى مستوى البرلمان، لأنه كان أداء الشباب في البرلمان متميز جدا بخلاف ما يتم محاولة الترويج له، من يتكلم عن لائحة الريع، ولكن كانت هناك مساهمة كبيرة في وضع الأسئلة وفي النقاش داخل اللجان، كانت هناك مساهمة كبيرة، لا أظن إذن أن يحدث الخوف من الشباب وهو يقدم هذا الخِدمة، لأن التزكية لم تحدث إلى لكي يقوم بهذه الأدوار، فإذا كان يقوم بها بشكل جيد، لا أعتقد أن الأحزاب ستخاف، ربما يمكن أن تنزعج من بعض الآراء، ولكن تلك الآراء لا يمكن أن تكون دائما عن الشباب أو النساء، ربما قد يكون هناك اختلاف في الآراء الذي قد لا نتفق عليه ..حتى نحن قد نختلف مع القيادة وتزعجنا في بعض الأحيان، ولكن هذا لا يعني أنه لن نكون فخورين بأداء الشباب سواء داخل المؤسسات الحزبية أو الوطنية.

ماهي أبرز القضايا التي كانت محط ترافع برلماني برزت تجربتك الخاصة؟

اللائحة الوطنية للشباب خلال هذه الولاية كانت في سياق مهم، وهو السياق الذي ناقشنا فيه المجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي، ناقشنا أيضا المخيمات الصيفية، وهو أيضا موضوع مهم، لأنه أحيانا كان حاضرا بكل قليل عند بعض البرلمانين، لكن نحن قمنا بإحيائه، وأعطيناه دفعة أخرى، لأنه ليس موضوعا سهلا، نتكلم عن أطفال ينهون تكوينهم في مؤسسة وكأنها مؤسسة داخلية، وبالتالي يجب أن تكون جميع الضمانات للآباء على أن الخِدمة جيدة ..

حاولنا في نقاشاتنا في قانون المالية، في عدد من القوانين المرتبطة بالإعلام، هي ليست قضايا خاصة، ولكن يجب أن ندعم الرأي الشبابي والخدمة اليت ستقدم هذه القوانين وعدد من المضامين والقرارات للشباب. يعني حضور الشباب، ونحن نضيف حضور المرأة، حين نتكلم عن ميزانية النوع، بنفس المنطق نتكل عن مدى استفادة الشباب من هذه القرارات، وأظن أن هذا موضوع مهم، كيف نناقش مواضعي الشباب ليس بمنطق مواضيع مخصصة، ولكن بمنطق أفقي، وأن يكون حاضرا في شتى المواضيع ..

حاولنا القيام ذلك وتوفقنا فيه بدرجة كبيرة، ولكن المهم لكي نخدم الشباب يجب أن نخدم القضايا المشتركة بيننا كمغاربة، موضوع البطالة يهم الشباب ولكن يهم المغاربة بشكل عام، وكانت قرارات مهمة داخل قوانين المالية تسعى إلى محاربة البطالة وتشجيع التوظيف، حين نتكلم كذلك عن الإعلام ليس فقط بالنسبة للشباب، حتى الأطفال والأسرة يتضررون من الإعلام، أو يستفيدون منه. حين نتكلم عن حوادث السير، عدد من الشباب يتأثرون بحوادث السيار كيفما الكبار ..يجب أن نبين كشباب أننا مؤهلون ليس فقط لكي نناقش قضايا الشباب ولا كامرأة لأناقش قضايا  المرأة، ولكن أكون مؤهلة لمناقشة قضايا البلد، وأكون ملمة بقضايا بلادي بشكل عام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News