مجتمع

مفوضية الهجرة الإسبانية: السواحل الجنوبية تهديد والمغاربة بصدارة المهاجرين

مفوضية الهجرة الإسبانية: السواحل الجنوبية تهديد والمغاربة بصدارة المهاجرين

عاد المغاربة ليتصدروا قائمة المهاجرين غير النظاميين الذين وصلوا إلى البر الإسباني خلال السنة الحالية، بحسب المفوضية العامة للأجانب والحدود الإسبانية، التي أكدت أن 85 بالمئة من مجموع المهاجرين غير النظاميين الذين بلغوا البلد الإيبيري قدموا عبر السواحل المغربية.

وأفادت صحيفة “لا غاسيتا دي لا إيبيروسفيرا” نقلا عن تقرير المفوضية، أن ما يناهز 60 بالمئة من المهاجرين غير النظاميين الذين دخلوا إسبانيا حتى الآن في غضون العام الجاري، خلال الفترة الممتدة ما بين يناير ويوليوز الماضي، ينحدرون من المغرب والجزائر بحيث أن أكثر من 40 بالمئة من الذين دخلوا التراب الإسباني خلال الفترة المذكورة هم من الجنسية المغربية، يليهم الجزائريون بحوالي 16 بالمئة.

وتوزعت باقي النسبة المقدرة لتعداد المهاجرين غير النظاميين الذين بلغوا الفردوس الإسباني في غضون السنة الجارية، بين السنغاليين والغينيين والإيفواريين وغيرهم من الجنسيات من إفريقيا جنوب الصحراء، فيما تبقى أكثر من 10 بالمئة من صنف “جنسيات أخرى”، والتي تشمل إلى حد ما سوريين ويمنيين ومصريين وتونسيين وبنغلادش وأفغان، إلى جانب المهاجرين غير النظاميين الذين اختاروا في الأشهر الأخيرة الطريق الجزائري للوصول إلى إسبانيا، وفقًا لمصادر من قوات وأجهزة أمن الدولة (FCSE).

وأبرز التقرير المذكور، ارتفاع عدد المهاجرين الوافدين على جزر الكناري مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية، حيث شهد منحى تصاعدي من 7534 خلال سنة 2021 إلى 9670 في سنة 2022، أي بزيادة بلغت 28 في المئة، مشيرا إلى أن مجموعة من السواحل المغربية، كالداخلة وبوجدور والعيون وأكادير، بالإضافة إلى أسفي وطانطان، كانت نقط أساسية لانطلاقة المهاجرين غير النظاميين نحو جزر الكناري.

ويذكر، أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) توقفت عن نشر جنسيات المهاجرين غير النظاميين الذين وصلوا إلى إسبانيا اعتبارًا من شتنبر الماضي، بسبب توقف إرسال هذه الإحصاءات من قبل وزارة الداخلية الإسبانية.

ومن جهة أخرى، سجّل التقرير أن ما يقرب من 85 بالمئة من المهاجرين غير النظاميين الوافدين على البر الإسباني، قادمون من السواحل المغربية، بحيث أظهر تقرير شهر يوليوز الصادر عن المفوضية أيضا أن ما يقرب من 85 بالمائة من الهجرة غير النظامية التي دخلت التراب الإسباني تأتي من طرق الهجرة المغربية، أي أن مصدرها المدن الشمالية للمملكة وسواحلها، بينما 14.26 بالمئة انطلقت من السواحل الجزائرية، و1.16 بالمئة من موريتانيا و0.45 بالمئة من السنغال.

وتأتي هذه المعطيات في وقت كان وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، قد أكد بأن أعداد المهاجرين غير النظاميين الذي يصلون إلى بلاده عبر المغرب، قد انخفض بشكل كبير عقب انتهاء الأزمة الدبلوماسية بين الرباط ومدريد، وعودة التعاون بينهما في مكافحة الهجرة، بنسبة بلغت 70 بالمئة.

وكان المغرب وإسبانيا، قد قررا منذ ربيع السنة الجارية عقب تجاوز الأزمة غير المسبوقة التي شهدتها العلاقات، تعزيز سبل التعاون في مجال الهجرة والأمن، وخاصة مكافحة الإرهاب والجرائم العابرة للحدود، وذلك بعد لقاء جمع وزير الداخلية الإسباني فيرناندو غراندي مارلاسكا مع نظيره المغربي عبدالوافي لفتيت، يونيو الماضي.

وأشاد بيان مشترك بتعاون وزارتي الداخلية في المغرب وإسبانيا، “خاصة عقب الدينامية الجديدة للعلاقات بين البلدين، القائمة على الشفافية والاحترام والثقة المتبادلة، والتعاون والتشاور الدائم”، مبرزا “أهمية الحفاظ على مناخ للأمن والاستقرار الإقليمي، الذي يبقى هدفا رئيسيا ومسؤولية مشتركة، تتطلب تعاونا فعالا في مختلف المجالات، من أجل مواجهة التحديات والمخاطر التي تهدد أمن البلدين” مؤكدين عزمهما على تعزيز التعاون في مكافحة الهجرة غير النظامية، الملف الحيوي في علاقات الجارين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News