حمدالله.. “غوليادور” عالمي ونجم تُطارده لعنة الأزمات أينما حلّ ورحل

عبد الرزاق حمد الله؛ “قرش” مسفيوي تفوّق على كريستيانو رونالدو ليونيل وميسي وروبرت ليفاندوفسكي سنة 2019، ولا يختلف اثنان على مردوده التقني وعطائه على أرضية المستطيل الأخضر. هناك من يصفه بـ”غازي الشباك” أو “الغوليادور”، لكن مسيرته الكروية ظلت حافلة بالجدل والمشاكل  أينما حل وارتحل مع العديد من الفرق التي حمل ألوانها.

شرارة البداية
شكلت الأخلاق الحسنة منة بارزة في مسيرة عبد الرزاق حمد الله خلال فترة لعبه بألوان أولمبيك آسفي، فريقه الأم، لكن احترافه خارج المغربشكّل منعطفا جديدا في حياته، سيما بعدما طفت سلوكات النرفزة والعصبية على سطح شخصيته، إذ بدأت الشرارة الأولى لتحوّل الجديد خلال فترة لعبه مع أوليسوند النرويجي، عندما غادر حمدالله مباراة فريقه ضد سوندال بسبب رفض زميله منحه حق تنفيذ ضربة حرة، مع العلم أن زميله كان المُكلّف بتسديد الضربات الحرة المباشرة في الفريق.

الجيش السعودي.. أولى البوادر

المشكلة الأولى لـ “الأسد الأطلسي” كانت في مارس 2018، خلال مباراة الريان مع نظيره الغرافة بالدوري القطري، حين قرر مغادرة الملعب قبل نهاية المباراة بعد تغييره في الدقيقة الـ60 من عمر اللقاء. ووثق مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع خروج حمدالله إلى الشارع من ملعب ثاني بن جاسم بنادي الغرافة، قبل أن تنتهي مباراة فريقه بـ30 دقيقة، الأمر الذي أغضب الإعلام المحلي بشدة، وكانت تلك المشكلة سببًا رئيسيًا في رحيله عن دوري نجوم قطر فيما بعد.

“الأسود”.. مشهد خادش وورقة حمراء

في نونبر 2019، أعلن عبدالرزاق حمدالله اعتزاله اللعب دوليا مع منتخب “أسود أطلس”، بعد علاقة شابها التوتر طيلة عدة سنوات، وجاء قرار الاعتزال الدولي بعد أشهر قليلة من مغادرته لمعسكر المنتخب قبل انطلاق بطولة كأس أمم إفريقيا 2019 التي استضافتها مصر آنذاك، وودعها منتخب المغرب على يد منتخب البنين في ثمن النهائي.

خروج حمدالله من معسكر “أسود الأطلس” قبل “الكان” الإفريقي يعود إلى خلاف نشب بينه وبين فيصل فجر، حينما أراد الأول تسديد ضربة جزاء في مباراة ودية أمام غامبيا إلا أن الأخير رفض ذلك قبل أن يقوم بتسديدها وإهدارها، رغم أن فجر كُلّف من طرف الناخب الوطني حينها، هيرفي رونار، بتنفيذ ضربات الجزاء.

وفي هذا الصدد، قال حمدالله في تصريح سابق: “إن رحيلي كان بسبب المدرب السابق هيرفي رونار.. لقد احتقرني.. فضلا عن تجاوزات بعض اللاعبين الذين ما زالوا داخل المنتخب إلى الآن”.

وتابع “رونار مدرب فاشل، ونقطة سوداء في مساري، لأنه تجاهلني لمدة أربع سنوات.. أما بخصوص اللاعبين الذين أخطؤوا في حقي، أسامحهم، ولن يؤثر استمرارهم في تلبيتي لدعوة المنتخب”.

أما بخصوص الناخب الوطني الحالي، وحيد خاليلوزيتش، قال اللاعب المثير للجدل: “إنه ذكر أنني اشترطت اللعب أساسيا أو عدم تلبية دعوة المنتخب.. هذا كله كذب، وأريد نفيه بتاتا، وهو غير صحيح أبدا”.

واختتم حمدالله توضيحه بالقول: “إنني أؤكد أنه لم يكن هناك أي اتصال أو كلام بيني وبين المدرب أو أحد من طاقمه طيلة مدة إشرافه على المنتخب”،

النصر.. رحيل مثير للجدل

انتهت قصة جديدة في مسيرة الهداف المغربي عبدالرزاق حمدالله بشكل “مفاجئ” بعدما أنهى نادي النصر السعودي عقده لأسباب وصفها بالمشروعة.

وأنهى النصر بشكل مفاجئ عقد الهداف المغربي الذي سجل له أكثر من 100 هدف، مشيرا في خبر رسمي إلى أنه يحتفظ بكافة حقوقه جراء القرار. في وقت توقع فيه بعض المراقبين انفصال النصر وحمدالله بعد تفاقم المشاكل بين الطرفين منذ ما يزيد عن عام، وهو ما حدث ليغلق حمدالله صفحة جديدة في مسيرته بمشكلة.

وتأخر حمدالله عن الانضمام إلى معسكر النصر في البرتغال صيف 2019 بعد شهرين من فوز الفريق ببطولة دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين، قبل أن تمدد إدارة صفوان السويكت عقده حينها وتحسن من راتبه، في أول مواجهة بين حمدالله والنادي الواقع في غرب العاصمة السعودية، وبعدها بنحو 8 أشهر تخلف عن العودة إلى تدريبات الفريق قبل مواجهة الفيصلي في الدوري، ما دعا المدرب روي فيتوريا إلى استبعاده عن المباراة، وفرضت عليه إدارة النادي أنذاك عقوبة مالية.

وفي سياق متصل، وبالضبط موسم 2019 كان نادي النصر قد أعلن غياب هدافه عن التدريبات بإذن مسبق للاطمئنان على صحة والدته، ليخرج حمدالله ويصف المركز الإعلامي لنادي النصر بـ”الكذاب”.

وأمس الثلاثاء، قررت لجنة الأخلاقيات التابعة للاتحاد السعودي لكرة القدم إيقاف اللاعب المغربي عبد الرزاق حمدالله، مهاجم اتحاد جدة للعبة ذاتها، لأربعة أشهر، مع تغريمه 300 ألف ريال سعودي (حوالي 80 ألف دولار أمريكي)، بعد انتشار مقطع صوتي، قبل أسابيع، يُفترض أنه لعبد الرزاق حمدالله وحامد البلوي المدير التنفيذي لنادي الاتحاد، الذي فرضت بغرامة مالية قدرها 300 ألف ريال، وإيقافه لستة أشهر، بسبب ما اعتبره لجنة الأخلاقيات تحريضا للاعب المغربي لمغادرة النصر والانتقال إلى “العميد”.