وجهة نظر

في ضرورة الانتباه لبعض “حيل” الامتحان

في ضرورة الانتباه لبعض “حيل” الامتحان

بداية، وقبل كتابة أي حرف أو سطر في هذا الموضوع الهام، لا يسعنا إلا أن نتمنى لكافة تلميذات وتلاميذ وطننا الحبيب حظوظا موفقة لاجتياز امتحانات هذه السنة، لا سيما من هم مقبلون على اجتياز امتحانات المستويات الإشهادية.

الظاهر، وعند اقتراب لحظة الامتحان، أن التلميذ هو من يظهر في الواجهة الأمامية في هذا الحدث، لكن الحقيقة أن الأسرة والوزارة، إن لم نقل المجتمع ككل، هم أيضا موضوعين على المحك وفي المساءلة والاختبار، بحكم أن النتائج المتحصل عليها تعكس في المحصلة مجموع الجهود المبذولة ومن طرف الجميع، طاقم تدريس، طاقم إدارة وخدمات، مجهودات الأسر.. باختصار أن التلميذ وهو يترجل الخطى نحو المركز المخصص للامتحان عليه أن يعرف بأنه معني “بجزء من المساءلة” عن المجهود التحصيلي الذي اكتسبه، والجزء الآخر يتحمل تبعاته أيضا المجتمع والوزارة والأسرة، حين يدرك التلميذ نقاط جيدة، تجد الكل يسابق الزمن من أجل الافتخار بإنجازاته وبمجموع الجهود التي بذلت في سبيل صناعة هذا “البطل”، غير ذلك تجد الصمت مطبق على الجميع.

أيضا، وهو “في مواجهة” الامتحان، تجد التلميذ سواء شعر بذلك أم لم يشعر، قد دخل في صراع مع طقوس وعوامل كثيرة ومتعددة، تترك بصماتها وحمولتها السلبية في وجهه، فالإرث الثقافي السلبي “والتخويفي” تجاه الامتحان في المجتمع، طريقة تعامل المحيط وأساسا الأسرة مع حدث الامتحان، وو…، كل هذه العوامل تكون راخية بظلالها على التلميذ وهو يتسلم ورقة الامتحان، حيث يبدو ولدنا المسكين في هذه اللحظة منهكا، منهارا، شبيها بالشخص الذي خضع لحصة تخدير مسبقة، يبقى يفرك عينيه ويجتهد لتهدئة نفسه وأعصابه لإزالة “العياء”، قبل مباشرة عملية الإنجاز وتحرير الأجوبة على الأسئلة المطروحة، كل ذلك وعقارب ساعة الامتحان تكون تدور وتدور، مستقطعة من وقته الغالي في هذه الظرفية.

والتلميذ بصدد تدبير وقته وهو يتهيأ للحظات الأخيرة لاقتراب موعد الإمتحان، تجدر الإشارة إلى أن “دماغ التلميذ” غالبا ما يدفعه لعدم الشعور بالراحة، إما من ناحية إشعاره بأنه قد نسي جزء كبيرا من الدروس “المحفوظة”، أو يذهب الدماغ به لحد “تكبير صوت” بعض المناطق من الدروس التي قد يشعر التلميذ أنه لم يعرها الاهتمام الكافي من المراجعة مقارنة بالبعض الآخر منها، المؤسف أن دماغ التلميذ غالبا ما يتسلل من هذه الجزئيات ويتفنن في تكبيرها ليعصف بكل المجهود الذي تم بذلة.

معروف عند المختصين أن الدماغ غالبا ما يخلق المعاناة والمشاكل سواء من حيث تركيزه وتكبيره لبعض الجزئيات أو محاولة تصوير بأن هذا الماثل أمامنا والمسمى امتحانا هو “خصم عنيد” يتطلب فتل وصقل كل العضلات لهزمه، مما يفقد التلميذ قدرا كبيرا من الثقة المطلوبة في “مواجهة” هكذا حدث وظرفية.

علما بأن الامتحان ما هو في المحصلة إلا اختبار تقييمي من “دون تعقيد”، تم اعتماده للتحقق من مستوى استيعاب الدروس المكتسبة والملقنة، وغالبا ما يكون «متوسط الصعوبة” لكونه يستحضر أنه موضوعا للعموم وهذا العموم بطبعه مختلف الكفاءة، وقد لا نخفي أن الامتحان قد يستبد به الحال في بعض الأحيان ويطرح بعض الأسئلة (سؤال أو سؤالين) تكون على درجة من الصعوبة النسبية فقط لكي يتم الإيقاع وحرمان بعض “النبهاء” من إمكانية أخذ العلامة الكاملة.

ما إن ينتهي الامتحان، أو بلغة أصح حين يصبح الامتحان وراء ظهرنا وجزء من الماضي، غالبا ما تجدنا نضرب في أيدينا من كثرة “الحسرة والشماتة” باعتبار أن الاختبار كان في المتناول وكان سهلا، وأننا، والحديث هذه المرة “لنفس الدماغ” كنا أكثر من مهيئين لهذا الامتحان.

جميل جدا أن يعرف الإنسان فن التعامل مع المقطوعة التي يعزف ويناور بها الدماغ، “ما قبل وما بعد الامتحان”، إن الدماغ بطبعه يهول “ما قبل” ويسهل “ما بعد” الامتحان، وقد نزيد من عندنا لنقول إن الامتحان لا هو بالسهل ولا هو بالصعب إنه “معتدل” بلغة أحوال الطقس، يحتاج إلى لباس لا هي بالغليظة ولا هي بالخفيفة، أي أن على التلميذ أن يكون “مراجعا لدروسه وبس” وسيمتحن في مدى استيعابه لها “من دون القصد من وراء الإمتحان تحصيل التلميذ (من الحصلة) “.. الله الموفق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News