مجتمع

تقرير برلماني: نسبة نشاط النساء بالمغرب تتراجع والأطفال والبيت أبرز الأسباب

تقرير برلماني: نسبة نشاط النساء بالمغرب تتراجع والأطفال والبيت أبرز الأسباب

سجل تقرير المجموعة الموضوعاتية المؤقتة المكلفة بالتحضير للجلسة السنوية لتقييم السياسات العمومية المرتبطة بالشباب 2017 -2021 استمرار تراجع نسبة نشاط النساء بالمغرب رغم تدخل وزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات من أجل تحقيق مساواة أكبر في مجال التشغيل.

وأبرز تقرير المجموعة الموضوعاتية المؤقتة أن وضعية النساء والفتيات في سوق الشغل تعتبر من الإشكالات والتحديات الكبرى التي تعيق مسار البناء الاجتماعي والاقتصادي والسياسي في المغرب، وذلك نظرا للأرقام غير المشجعة التي تسجل بهذا الشأن إذ تتسم بضعف مساهمة النساء في سوق الشغل بلغ معدل نشاط النساء 19.9 المئة مقابل 70.4 بالمئة لدى الرجال، لتبقى بذلك ثمان نساء من بين كل عشر خارج سوق الشغل.

وسجل التقرير الذي تتوفر “مدار21” على نسخة منه، ضعف معدل الشغل لدى النساء مقارنة مع نظيره لدى الرجال (16.7 بالمئة مقابل 62.9 بالمئة)؛ وارتفاع معدلات البطالة بين الفتيات مقارنة مع الشباب (16.2 بالمئة مقابل 10.7 بالمئة)، وارتفاع نسبة الشغل غير المؤدى عنه لدى النساء (خاصة بالعالم القروي).

وأوضح المصدر ذاته، استنادا إلى معطيات البحث الوطني لسوق الشغل لسنة 2017، أن نصف النساء خارج سوق العمل يرجعن سبب عدم ولوجهن لسوق العمل لضرورة رعاية الأطفال أو البيت ولا تختلف هذه النسبة كثيرا بين الوسط الحضري والقروي، وأن ما يقارب واحدة من كل خمس نساء غير نشيطات يفضلن عدم العمل، في حين أن 8 بالمئة منهن يشكل رفض الزوج السبب الرئيسي الذي يمنعهن من ولوج سوق العمل.

وأشار المجموعة الموضوعاتية أن أسباب عدم ولوج النساء لسوق العمل تقل مع تحسن مستويات تـأهيلهن، إذ انتقلت نسبة النساء خارج سوق العمل لأسباب تتعلق بضرورة رعاية الأطفال من 59.7 بالمئة بالنسبة للنساء بدون شهادة إلى 42.9 بالمئة بالنسبة للواتي تتوفرن على شهادة مستوى متوسط وإلى 31.4 بالمئة بالنسبة للحاصلات على شهادة من مستوى عال.

وذكر التقرير بأن وزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات من أجل تحقيق مساواة أكبر في مجال التشغيل اتخذت مجموعة من الإجراءات من تقليص الهوة في نشاط النساء في سوق الشغل من خلال السياسة العامة في مجال التشغيل (المخطط الوطني للنهوض بالتشغيل) ومن خلال اعتبار النساء فئة مميزة في سوق الشغل تستدعي خدمات ملائمة وتشجيع أكثر لتسهيل اندماجها في سوق الشغل؛

البرامج النشيطة للتشغيل التي تقررها السلطات العمومية وتسهر على تنفيذها الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، استفاد منها العنصر النسوي خلال السنوات الاخيرة بنسب متفاوتة.

ولفت المصدر ذاته إلى برنامج “من أجلك” 2017-2021″ والذي يهدف لتعزيز ودعم التمكين الاقتصادي للنساء من خلال التحسين الكمي والكيفي للمقاولة النسائية وتحسين قابلية التشغيل لدى النساء والذي كان من نتائجه إطلاع حوالي 403.11 شخصا على البرنامج، ومشاركة 2528 من النساء في أوراش العمل المتعلقة بالتحسيس بريادة الأعمال، و465 مستفيدة في خطط التكوين المختلفة لتعزيز القدرات في مجال التدبير المقاولاتي، زيادة على إحداث 271 مقاولة نسائية و11 تعاونية جديدة ساهمت في خلق أكثر من 365 منصب شغل لفائدة النساء، واستفادة 260 امرأة من تكوين لتحسين قابلية تشغيلهن وتكوين عن بعد لفائدة 877 امرأة.

وأورد التقرير مقارنة اعتبر فيها دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من المناطق التي تشهد أدنى معدلات مشاركة نسائية في سوق الشغل، حيث إن متوسط معدل النشاط لدى النساء على مستوى العالم يصل إلى 47.7 بالمئة بينما معدل النشاط في هذه الدول لا يتجاوز 20 بالمئة.

أما في المغرب، يضيف المصدر، بلغ معدل مشاركة النساء في سوق الشغل حوالي 21.6 بالمئة سنة 2019، وتظل هذه النسبة مرتفعة نسبيا مقارنة مع متوسط دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مشددا على أنه رغم موقعه الجيد نسبيا مقارنة بدول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فإنه على مستوى الدينامية، سجل المغرب تراجعا في معدلات النشاط بينما استطاعت دول أخرى تحسين أدائها بشكل ملحوظ كالشيلي وتركيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News