جهويات

مزارعات تعولن على معرض الورد لتسويق منتجات محلية بقلعة مكونة

مزارعات تعولن على معرض الورد لتسويق منتجات محلية بقلعة مكونة

على منوال السنوات الماضية، تحتضن قلعة مكونة بإقليم تنغير، ابتداء من اليوم، الجمعة وحتى الـ06 من ماي الجاري فعاليات الدورة الـ59 من المعرض الدولي للورد العطري بالمغرب، الذي ينظم تحت رعاية الملك محمد السادس بشعار “الورد العطري: من أجل سلسلة مقاومة وناجعا وبيئيا”.

ويشكل هذا المعرض الذي تجاوزت شهرته منطقة قلعة مكونة وإقليم تنغير ليتخذ طابعا وطنيا ودوليا، فرصة للمشاركين لترويج المنتجات المستخرجة من نبتة الورد العطري والتعريف بالمؤهلات الطبيعية والسياحية للمنطقة، حيث يشهد زيارة وازنة من الزوار المغاربة والأجانب.

ويساهم المعرض الدولي السنوي في الحفاظ على ارتباط الورد العطرية بموطنها الأصلي، حتى إن وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وصفته بأنه “ثروة حقيقية بالنسبة لسكان وادي دادس”.

وتضيف الوزارة أن ورد مكونة يتمتع بـ”سمعة ممتازة سواء على المستوى الوطني بفضل ماء الورد ومشتقاته أو على المستوى الدولي بفضل زيوته الأساسية”.

“الغرض تعريفي وليس ربحي”

وتشكل هذه التظاهرة السنوية منصة لعدد من التعاونيات والجمعيات بهدف عرض منتوجاتها، والتي من بينها تعاونية “سينايا” بقلعة مكونة وبالضبط دوار “آيت بوبكر”، التي تحدثت مُسيرتها، ياسمين إيسين، لجريدة “مدار21″، وقالت “إننا بفضل المعرض نحظى بفرصة التعريف بمنتوجاتنا بشكل سنوي لزوار المعرض الدولي الذين يأتون من مدن ودول مختلفة”.

وتابعت المسؤولة عن تدبير التعاونية التي تنتج مواد للتجميل مستخلصة من الورد العطري “منتوجاتنا تلقى إقبالا من طرف الزوار، بل أكثر من ذلك فقد استطعنا من خلال هذه المناسبة السنوية أن نبني علاقة ثقة مع بعض الزبناء الذين يواظبون على زيارة المعرض لاقتناء منتوجاتنا”.

واعتبرت المتحدثة ذاتها أن إقامة المعرض بشكل سنوي هو “أمر إيجابي لما اكتسبه من شهرة لدى الزوار وكذلك لأنه يتزامن مع موسم جني الورد بمنطقة قلعة مكونة”.

وعن الغاية من المشاركة في هذه المناسبة الثقافية الاقتصادية، نفت الفاعلة الجمعوية أن تكون محكومة بالأغراض الربحية فقط، مؤكدة أن “الهدف هو الحفاظ على الصورة والسمعة التي تحملها منطقة قلعة مكونة على أنها الموطن الأصلي للورد العطري”، مستدركة أن “عددا من الناس استطاعوا معرفة منطقة قلعة مكونة انطلاقا من المعرض والورد”.

فرصة لتبادل التجارب

من جانبه، اعتبر مهدي صالح، رئيس التعاونية الفلاحية “صَغْرو” وأحد المشاركين في المعرض، أنه بالإضافة إلى كل ما للمعرض من مكاسب تنموية وتسويقية، فـ”إن المعرض الدولي بالنبسة لنا يشكل فرص للقاء مع تعاونيات وجمعيات من خارج المنطقة والاستفادة من تجاربهم في الإنتاج والتسيير”.

وبخصوص التنظيم السنوي لمعرض الورد، أوضح صاحب التعاونية المحلية، في تصريح لجريدة “مدار 21″، أن “موسمية تنظيم المعرض الدولي للورد العطري اكتسبها من الفترة التي يزهر فيها هذا الورد والتي تتراوح ما بين 22 إلى 25 يوم في السنة الواحدة”.

وتابع المتحدث ذاته أن التعاونيات والجمعيات المنتجة “تحظى بدعم ومواكبة من طرف مصالح وزارة الفلاحة على المستوى الإقليمي والمحلي، وحتى بعض الفلاحين يتسفيدون من ما تمنحه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من مساعدات من أجل دعمهم واستمرارهم”.

معرض الورد.. تاريخ عريق

وعن الأدوار التنموية والاقتصادية للمعرض الدولي للورد العطري، قال الفاعل الجمعوي بمنطقة قلعة مكونة، اعمي محمد، أن “المعرض يشكل منصة مهمة لتعزيز التنمية والتعريف بالمؤهلات الفريدة لهذه المنطقة”، مضيفا أنه “من أقدم التظاهرات التي تهم سلاسل الإنتاج بالمغرب، فهو ثاني أقدم معرض ومهرجان بالمغرب”.

ولفت المتحدث ذاته إلى أن المنظمين يتوخون وراء الالتزام بإحياء هذه التظاهرة الثقافية والاقتصادية “الوقوف عند الإنجازات الهامة في مجال زراعة وتثمين الورد العطري وإبراز تنوعها الثقافي والبيئي والاقتصادي”.

وتتحول منطقة قلعة مكونة طيلة أيام المعرض الدولي إلى ملتقى جاذب للسياح الداخليين والخارجيين والمستثمرين، ما يساهم، حسب اعمي، “في زيادة الإيرادات وتحسين البنية التحتية السياحية بالإضافة إلى خلق فرص الشغل خاصة في المآوي والفنادق السياحية”.

وخلص الفاعل المدني إلى اعتبار ملتقى الورد العطري “تظاهرة تتجاوز الجوانب الثقافية والاقتصادية إلى كونها عاملا حيويا لتحقيق تنمية اقتصادية، اجتماعية، بيئية وثقافية، أي تنمية محلية تعزز الاستقرار بالمنطقة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News