جدل الغش في الامتحانات يعود للواجهة وبنموسى يتوعد المخالفين للقوانين

قال وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، إن وزارته تعتبر محاربة الغش في الامتحانات من أولوياتها.

وكشف بنموسى خلال حلوله ضيفا على ملتقى وكالة المغرب العربي للأنباء صباح اليوم الإثنين أنه اجتمع مع مديري الأكاديميات خلال الأسبوع الفارط للتشديد على ضرورة المراقبة الصارمة.

وأوضح المسؤول الحكومي أن تسخير التكنولوجيا وتطورها للغش يفرض مزيدا من الصرامة وتشديد المراقبة، متوعدا الغشاشين بالمعاقبة من خلال تطبيق القوانين المعمول بها.

واعتبر بنموسى أن الامتحانات يجب أن تعبر على قدرات كل تلميذ، وذلك بغية تحقيق مبدإ تكافؤ الفرص في المدارس المغربية، العمومية والخصوصية على حد سواء.

ويعرف الغش في القانون الحكومي المغربي الصادر في 2016، بأنه “ممارسة الطالب أي شكل من أشكال التحايل والخداع في الامتحانات المدرسية المتوجة بالحصول على إحدى الشهادات والدبلومات الوطنية، ومنها “حيازة أو استعمال آلات أو وسائل إلكترونية كيفما كان شكلها أو نوعها أو وثائق أو مخطوطات غير مرخص بها داخل فضاء الامتحان”.

ومن أشكال الغش المعاقب عليها، بحسب القانون، “تسريب مواضيع الامتحان من طرف كل مسؤول أو متدخل أو مشارك في تحرير أو نقل أو حماية أوراق ومواضيع الامتحانات المدرسية، والاتجار بها من خلال استعمال وسائل تقليدية أو إلكترونية وتسهيل تداولها بصفة فردية أو في إطار شبكات”.

ويورد القانون أن اللجنة التأديبية تقرر منح نقطة صفر في المادة التي حصل فيها الغش، وإلغاء نقاط جميع مواد الدورة المعنية، كما أن العقوبة قد تصل إلى الإقصاء النهائي من اجتياز الامتحان خلال السنة الجارية، أو لمدة سنتين دراسيتين متواليتين.

وحسب القانون المذكور، يمكن أن يعاقب كل من ارتكب الغش في الامتحانات المدرسية، بالحبس من ستة أشهر إلى خمس سنوات، وغرامة تصل إلى 100 ألف درهم.

وكانت النائبة البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية ربيعة بوجة، قد نبهت الحكومة من وجود مقطع فيديو، وهو إشهار تجاري يتم تداوله عبر موقع التواصل الاجتماعي تيك توك يدعو التلاميذ المقبلين على اجتياز امتحانات البكالوريا إلى اعتماد تقنية حديثة تيسر عملية الغش بشكل آمن.

وقالت المتحدثة،في سؤال موجه إلى الحكومة، إن المنتوج المعروض هو عبارة عن شريحة إلكترونية حسب ما يوضح الفيديو توضع في الأذن ويتم ربطها بالهاتف الذكي ومن خلالها سيتمكن التلميذ المترشح من الحصول على أجوبة الامتحان من خلال التواصل عبر هذه الشريحة الإلكترونية مع شخص متواطئ من خارج قاعة الامتحان من أجل إمداده بالأجوبة.

وحذرت النائبة البرلمانية، أننا أمام تغول خطير للإمبريالية المتوحشة، التي تنشر قيم الغش والفساد وتشجع على التزوير وخرق القانون وتضرب عرض الحائط سمعة البلد وتضعف مصداقية الشهادات المغربية وذلك بوجه مكشوف .

وأضافت أن نص التعليق الذي صاحب هذا الفيديو فضلا عن أسلوبه الإغرائي، فهو يحاول أن يقنع التلاميذ بأن هذه التقنية لا غبار عليها وهي جد دقيقة وحديثة ومؤمنة ولا يمكن أبدا للأستاذ المراقب في الامتحان أن يكتشفها ”كل هذا والجهات الرسمية والمعنية بالإعلام كذلك في غفلة من أمره”.

وفي هذا الصدد ساءلت بوجة الحكومة عن الإجراءات والتدابير التي ستتخذها للدفاع عن المدرسة المغربية وعن قيم الشفافية والمنافسة الشريفة ضد هذا الفعل المشين الذي يمس صورة التلميذ المغربي.