أعراض “الدورة الذاغورية” والقوالب الجاهزة تصيب “بابا علي” حسب متابعين

تمكن مسلسل “بابا علي” الأمازيغي من تأسيس قاعدة جماهرية مهمة له للسنة الثانية على التوالي، والتربع على عرش قائمة الفيديوهات الأكثر متابعة في المغرب على موقع “يوتيوب” بحلقته الأخيرة مزيحا بذلك باقي الأعمال الدرامية الناطقة بالدارجة.

ورغم تحطيمه الأرقام القياسية سواء من خلال حلقته الـ30 والأخيرة، أو باقي حلقاته التي جرى عرضها طيلة شهر رمضان المنصرم عبر شاشة القناة الثامنة “تمازيغت” والقناة الرسمية للشركة المنتجة على موقع “يوتيوب”، إلا أنه تلقى سيلا من الملاحظات التي تضعه في قائمة الأعمال “المنبوذة” لهذا الموسم.

ويرى رواد بمواقع التواصل الاجتماعي أن نهاية الجزء الثاني لم تكن موفقة، وجرى تكرار أحداث الموسم الأول دون تقديم أي مشاهد جديدة تشوق المتابع المغربي وتشد أنظاره للموسم الثالث.

وتذهب آراء إلى أن العمل بدأ يفقد بريقه ويدخل في النمطية بحثا عن المشاهدات والربح دون حبكة درامية تخوله بطاقة العبور إلى بر الأعمال الناجحة.

ويقول أحد المتتبعين للمسلسل “نجد أن القبض على الذاغور تم في نهاية الجزء الأول، وهرب في بداية الجزء الثاني، وألقي عليه القبض في نهاية الجزء الثاني، وسيفلت من العقاب في بداية الجزء الثالث، وبهذه الطريقة سيتم حبكة سيناريو “الدورة الذاغورية” في الأجزاء المقبلة من سلسلة “بابا عليات” رمضان المعظم.

ويضيف : “في إعتقادي المسلسل بدأ يفقد بريقه مع توالي الأجزاء، وسينمط السيناريو شخصياته في فضاء ضيق وقوالب جاهزة، دون الإبداع في الخروج من نمطية تيمة اللصوص وعلاقتهم بالفاعلين الأخرين في المسلسل بالدوار، والغريب أن الحلقة الأخيرة من الجزء الثاني أغلقت دون تتمة أحداث من قبيل: إعدام الذاغور-ردة فعل بوسلام من رؤية زوجته- دخول الرجل الضخم للدوار، مما أفقد الأحداث عنصر الإثارة”.

وكتبت صفحة أخرى على الموقع عينه: “مسلسل بابا علي بالرغم من الضجة التي يخلفها يبقى من أضعف الأعمال، كونه يكرس النمطية المعتادة في عالم السينما الأمازيغية بحيث نعتمد دائما على أشخاص يغيرون أصواتهم وحركاتهم لإضحاك المشاهد.

ويرى متتبع آخر في سياق الحديث عن مسلسل “بابا علي”، أن المسلسل سيفقد الكثير من المشاهدين خلال الموسم المقبل، لأن حسب رأيه منتج المسلسل لم يعد يهمه سوى تمديد أجزاء المسلسل وربح أكبر عدد من الحلقات، من شاهد الحلقة الأخيرة منه سيفهمني.

وكان مخرج مسلسل “بابا علي” قد أكد في تصريح سابق لجريدة “مدار21″، أنه بصدد الاشتغال على الجزء الثالث من ناحية الكتابة والأفكار، غير أن قرار تنفيذه وعرضه يبقى بيد القائمين على القناة الأمازيغية الثامنة الذين سيقررون بث الموسم الثالث من عدمه، متمنيا عرضه بالتأكيد عبر هذه القناة.

وفي انتظار عرض الجزء الثالث، يبقى السؤال: هل سيحافظ مسلسل “بابا علي” على جمهوره ونجاحاته، أم أنه سيسقط في فخ النمطية والإبتذال، على غرار مجموعة من الأعمال الرمضانية المغربية؟، إذ يجمع نقاد سينمائيين مغاربة أن بعض المسلسلات، التي تحظى بمتابعة كبيرة، لا تتوفق عادة في وضع خلاصة تحظى باستحسان المشاهد.