تزامُنا مع الموقف الإسباني.. الهجرة غير النظامية من المغرب تسجل رقما قياسيّا
تزامنا مع الموقف الجديد لإسبانيا المنتصر لمبادرة الحكم الذاتي للمغرب على صحرائه، ووسط تطلعات من الجانبين لمرحلة جديدة “أمتن” للعلاقات من شأنها تعزيز التعاون في عدة مجالات على رأسها ملف الهجرة، الذي من المرُتقب أن يكون من أكبر الملفات المقرر مناقشتها بين وزيري خارجية وداخلية البلدين الأسبوع الأول من شهر أبريل المقبل، سجّلت موجات الهجرة من المغرب إلى جزر الكناري رقما قياسيا جديدا، بعدما تضاعف عدد الأشخاص الذين يحاولون عبور البحر، وحالات الاختفاء في البحر.
وكشفت السلطات الإسبانية، صبيحة أمس الإثنين، عن وصول 52 مهاجرا غير نظامي إلى “سالفامينتو ماريتيمو” بجزر الكناري، إلى جانب 237 شخصا، أحدهم متوفى كانوا قد بلغوا شط الجزر نهاية هذا الأسبوع عبر قوارب الموت.
وبحسب بيانات وزارة الداخلية الإسبانية، فقد ارتفع دخول المهاجرين غير النظاميين إلى الأراضي الإسبانية عبر جزر الكناري من الساحل المغربي بنسبة 115 بالمئة في الأشهر الثلاثة والنصف الأولى من عام 2022 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، فيما وصل 5552 مهاجرا إلى الأرخبيل مقارنة بـ2580 شخصا خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
ولا تُعد طريق المحيط الأطلسي وحدها السبيل السالك أمام المهاجرين غير النظاميين، ذلك أن الثغرين المحتلين لسبتة ومليلية، بدورهما يُعدان المدخل الأرضي “الأكثر توترا”، نظرا لتوالي محاولات اقتحامه في الأسابيع الأخيرة رغم العمل المضني لقوات الأمن على مستوى البلدين.
ووفقا لبيانات وزارة الداخلية الإسبانية، فقد زادت التدفقات على الثغرين المحتلين بنسبة 289 بالمئة حتى الآن، كما ارتفع عدد الوافدين للبر الإسباني أيضا بزيادة بنسبة 76.9 بالمئة، أي ارتفع من 4678 في عام 2011 إلى 8276 حتى 15 مارس الجاري.
ومن المرتقب أن يَحل وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، الجمعة المقبل بالرباط للقاء نظيره المغربي، ناصر بوريطة، استعدادا للمرحلة المقبلة من العلاقات والتي من شأنها تعزيز التعاون في عدة مجالات وملفات، على رأسها ملف الهجرة الذي بات يُؤرق بال السلطات الإسبانية.
وكان رئيس الدبلوماسية الإسبانية، قد أعلن الأسبوع الماضي، أن إحدى النتائج الأولى للاتفاق مع المغرب تتمثل في فتح الحدود البرية التي أغلقت منذ أكثر من عامين، واستئناف عملية عبور المضيق، وفتح صفحة جديدة من علاقات التعاون تثمينا لمرحلة “غير مسبوقة” من العلاقات الوطيدة بين البلدين الجارين والشريكين الاستراتيجيين.
