اتهِم بـ”السطو” عليه.. بركة يعلن قرب إطلاق مشروع تحلية مياه البيضاء

بعد الاتهامات التي وجهت له بـ”السطو” على أكبر مشروع بإفريقيا لتحلية مياه البحر والذي تحتضنه العاصمة الاقتصادية للمملكة ، أعلن وزير التجهيز والماء نزار بركة، أنه سيتم  خلال الأسابيع المقبلة، إطلاق المشروع الكبير لتحلية المياه بالدار البيضاء بـ300 مليون متر مكعب.

وأوضح بركة، أنه سيتم ربط الدار البيضاء الشمالية بالدار البيضاء الجنوبية، وهو ما سيساهم في تقليص الضغط على سد المسيرة، إلى جانب استعمال سد سيدي محمد بن عبد الله بالنسبة لحوض أبي رقراق، وبهذه الكيفية، مسجلا ضمن حوار له مع وكالة المغرب العربي للأنباء، أنه “سيتم تخفيف الضغط على الدار البيضاء بالنسبة للماء”.

وكشف المسؤول الحكومي، أنه سيتم إطلاق مشروع الداخلة، من خلال استغلال الطاقة الريحية لتحلية المياه، حيث سيتم توفير الماء الشروب وسقي مساحات فلاحية كبيرة دون استغلال الفرشة المائية، وبالتالي الحفاظ على الفرشة في مستواها الحالي، وفي الوقت نفسه، استعمال المياه في القطاع الفلاحي وتحسين دخل العديد من الفلاحين الصغار والمتوسطين في هذه المناطق.

وأكد بركة أن كل المدن الساحلية تنحو نحو استعمال تحلية المياه على غرار الدار البيضاء التي انطلق المشروع الخاص بها هذه السنة، وسيتم الشروع في تحلية المياه في أفق 2026-2027، وكذلك آسفي في أفق 2025، والناظور ، ونطمح إلى تشييد 20 محطة لتحلية المياه.

ورفض مصدر حكومي، في وقت سابق الاتهامات التي وجهها رئيس الحكومة السابق، سعد الدين العثماني، وحزبه لوزير التجهيز والماء، نزار بركة، بشأن السطو على مشروع “تحلية مياه البحر” بمدينة ‫الدار البيضاء والمدن المجاورة لها، وكشف مصدر مقرب من الوزير عن معطيات جديدة ومثيرة بشأن هذا الملف الذي أثار سِجالاً كبيرا وصل حدّ التراشق بين حزب العدالة والتنمية والحكومية الحالية.

وأوضح المصدر لـ”مدار21″، أن وزير التجهيز والماء، نزار بركة، لم يجد بعد استلامه لمهامه على رأس الوزارة التي كان يدبرها عبد القادرة اعمارة، عن حزب العدالة والتنمية، أي وثيقة رسمية حول مشروع إنجاز محطة لتحلية مياه البحر بمدينة الدار البيضاء، مؤكدا أنه من الناحية الإجرائية ليس هناك أي تفاصيل حول هذا المشروع،وما تعلّق بالميزانية المرصودة لإنجازه وتحديد العقار والمستثمرين ودراسة الجدوى.

وكشف المصدر نفسه، أن الوزير بركة “فوجئ” بالاتهامات التي وجهها له رئيس الحكومة السابق وحزبه، في وقت لم يعثر فيه على وثائق تثبت اشتغال الوزير السابق عبد القادر اعمارة على هذا المشروع، معتبرا أن ما سبق أن قدمه هذا الأخير في مناسبات عدة أمام البرلمان لا يعدو أن يكون مجرد “كلام مرسل”، في ظل غياب وثائق رسمية تتضمن معطيات مفصلة حول إنجاز هذا المشروع.

وفي الوقت الذي أعلن فيه بركة من على منصة البرلمان، أن مشروع تحلية مياه البحر يوشك على الانطلاق، معتبرا أن هذا من إنجازات الحكومة الجديدة التي يرأسها عزيز أخنوش، أكد رئيس الحكومة السابق سعد الدين العثماني، أن “مشروع تحلية مياه بحر مدينة ‫الدار البيضاء والمدن المحيطة بها جاءت به الحكومة السابقة، وسبق لوزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء السابق، عبد القادر اعمارة، أن صرَّح به في البرلمان، قبل سنة من اليوم، ولم تأت به هذه الحكومة كما تدعي”.

وكان وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، عبد القادر اعمارة، كشف في سياق استعراض جهود الحكومة لمواجهة ندرة المياه في ظل شح التساقطات، في نونبر 2020، عن الشروع في الخطوات الإجرائية، لإنجاز أكبر محطة على المستوى القاري، لتحلية مياه البحر بمدينة الدار البيضاء، وأوضح اعمارة في البرلمان أنه “تم الشروع في الخطوات الإجراءات للمشروع لتحلية مياه بحر الدار البيضاء بقدرة استيعابية تصل إلى 300 مليون متر مكعب، وهي أكبر محطة على المستوى القاري بكلفة مالية تناهز 10 ملايير درهم”.