سياسة

إسبانيا تتمسك بموقفها “الرمادي” من قضية الصحراء المغربية

إسبانيا تتمسك بموقفها “الرمادي” من قضية الصحراء المغربية

يبدو أن عودة الدفء إلى العلاقات المغربية الألمانية، بعد توترها في ماي الماضي، بدأ يُقلق الجارة الشمالية إسبانيا، التي ما تزال أزمتها مع المملكة لم تراوح مكانها منذ أبريل الماضي، وفق ما أكد وزير خارجيتها، خوسي مانويل ألباريس.

وقال ألباريس إن إسبانيا والمغرب يحاولان بناء “علاقة القرن الحادي والعشرين”، وأوضح أنه غير راضٍ عن الاتصالات الجارية التي يحافظ عليها حتى الآن مع نظيره المغربي، ناصر بوريطة، وعن التعاون بين البلدين في ما يخص مكافحة الهجرة غير النظامية.

وصرّح وزير الخارجية الإسباني، أمس الثلاثاء، في مؤتمر صحفي مع نظيره الباكستاني، شاه محمود قريشي، قائلا: “إننا نبني علاقة القرن الحادي والعشرين”، وذلك بسبب أن المغرب أعاد علاقته بالفعل مع ألمانيا، لكنه لم يفعل مثل ذلك مع إسبانيا، وفق صحيفة “كونفيدونسيال ديجيتال” الإسبانية.

تصريحات ألباريس اعتبرها الموقع الإسباني تأكيدا لاستمرار “المحادثات بين البلدين” التي يحركها “روح المضي قدما في بناء تعاون كثيف وغني ومتعدد الأبعاد” مستقبلا.

ورغم تأكيد المغرب عدم نيته التعاون مستقبلا مع أصحاب المواقف الغامضة والمزدوجة التي لم تبد موقفا واضحا من قضية الوحدة الترابية للمملكة، عبّر الوزير الإسباني عن موقف “رمادي” تجاه ملف الصحراء المغربية، وقال إن إسبانيا تدعم “حلا سياسيا وعادلا ومقبولا للطرفين” تحت إشراف الأمم المتحدة، دون ذكر لمبادرة الحكم الذاتي التي اقتراحها المغرب لحل النزاع المفتعل والتي نالت إشادة العديد من الدول الأوروبية، آخرها ألمانيا.

واستغل ألباريس الفرصة ليجدد دعم إسبانيا للمبعوث الأممي الخاص الجديد للصحراء المغربية، ستافان دي ميستورا، الذي سيبدأ جولته الأولى في الصحراء المغربية لبدء الاتصالات مع جميع الأطراف، مؤكدا أن بلاده وضعت تحت تصرف المبعوث الأممي طائرة تابعة للقوات المسلحة الإسبانية.

وتحدث الوزير أيضا عن التعاون مع المغرب في مواجهة الهجرة غير النظامية “لتجنب الاقتحامات والدخول إلى سبتة ومليلية”، مشددا على أنه غير راض عن التعاون في هذا الباب ومؤكدا أنه “علينا أن نذهب أبعد من ذلك” في هذا التعاون.

وتوترت العلاقة بين مدريد والرباط في 21 أبريل الماضي بعد استضافة إسبانيا زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، إبراهيم غالي، بهوية مزوّرة وبشكل سرّي بذريعة تلقي العلاج من كورونا، بالرغم من أنه مطلوب من القضاء المحلي لاتهامه بارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية.

وتصاعدت الأزمة في ماي الماضي، بعد سماح السلطات المغربية لقرابة 10 آلاف مهاجر، من بينهم قاصرون غير مرافقين، بالدخول إلى مدينة سبتة المحتلة، في خطورة اعتبرها الإسبان ضغطا من الرباط وردا على استقبال زعيم جبهة البوليساريو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News