كليبات بلا مخرجين.. الذكاء الاصطناعي “يستولي” على المشهد الإبداعي

في خطوة تعكس التحول الكبير الذي يشهده المجال الفني، اختارت الفنانة المغربية أسماء لمنور إصدار كليب أحدث أعمالها باستخدام الذكاء الاصطناعي، معتمدة على تقنيات رقمية متطورة لإنتاج مشاهد تبدو واقعية، لكنها في الأصل مولدة عبر أدوات الذكاء الاصطناعي، دون تدخل بشري مباشر في التصوير أو الإخراج.
وهذه الخطوة، لم تكن الأولى من نوعها، إذ سبق أسماء لمنور، مجموعة من الفنانين الذين اعتمدوا هذه التقنية بشكل كلي، ومن توظيفها جزئيا ضمن إنتاجات مزجت بين الواقع والافتراضي، ومن بين هذه الأسماء، محمد رضا في كليب “كشكول شعبي”، ومحمد الرفاعي في أغنية “ماشي حب”، إضافة إلى شامة في العمل الوطني “مسيرتنا”، وعادل أصيل في “مغربي فنان”، وسعيدة شرف في أغنية “ليلة ليلة”.
ويبدو أن الذكاء الاصطناعي بصدد سحب البساط من تحت أقدام المخرجين والمصورين والتقنيين العاملين في مجال تصوير الكليبات، بعدما كان لهم دور محوري في ترجمة رؤى الفنانين إلى مشاهد بصرية تناسب كلمات الأغاني، إذ من شأن الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي، أن يقلص فرص اشتغال هذه الفئة التي كانت تعتمد بشكل كبير على صناعة “الكليبات”.
ويُنظر إلى هذا التحول التكنولوجي على أنه تهديد للمجال الفني، الذي من المفترض أن يقوم أساسا على الإبداع البشري وتعدد الأدوار والمهارات، لا على الاعتماد الكلي على الحواسيب والخوارزميات.
وإذا كان الفنانون في السابق يتخوفون من محاولات استنساخ أصواتهم باستخدام الذكاء الاصطناعي، فإنهم اليوم أصبحوا بأنفسهم يستعملون هذه التقنيات، خاصة على مستوى الصورة، بهدف مواكبة التطورات وتسريع الإنتاج.
ولم يقتصر حضور الذكاء الاصطناعي على المجال الفني فقط، بل امتد إلى عالم الإعلانات التجارية، إذ باتت العديد من الشركات تعتمد عليه بالكامل في تصميم محتوى بصري يسوق لمنتجاتها وخدماتها عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وسبق لعدد من المؤسسات الرسمية والوزارات أيضا أن أقدمت على توظيف الذكاء الاصطناعي في حملات تسويقية موجهة.
وتثير هذه الموجة انقساما في الآراء، بين من يعتبرها خطوة طبيعية لمواكبة العصر، ومن يرى فيها تهديدا حقيقيا للابتكار، إلى جانب تغييب دور الإنسان الذي كان يعد مساهما مباشرا في العملية الإبداعية، وتأثيرها السلبي على فرص العمل في مختلف القطاعات.
وتتزايد المخاوف من تراجع الدور البشري، في ظل وجود الذكاء الاصطناعي الذي أصبح قادرا على اقتراح الأفكار وتطويرها وتنفيذها خلال وقت وجيز بضغطة زر.