سياسة

بنعتيق: الاتحاد يحتاج ثورة هادئة ويجب إشراك المجتمع في انتخاب قادة الحزب

بنعتيق: الاتحاد يحتاج ثورة هادئة ويجب إشراك المجتمع في انتخاب قادة الحزب

أكد عبد الكريم بنعتيق أن الاتحاد الاشتراكي بحاجة إلى “ثورة هادئة، لفهم ما يجري وللتفكير في صياغة مشروع مستقبلي”، داعيا إلى الاستفادة من تجربة دول أمريكا اللاتينية ذات الديمقراطيات الفتية والعمل على الانفتاح أكثر على المجتمع ومنحه الحق في اختيار قادة الحزب.

وقال بنعتيق خلال لقاء نظمته مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد، أمس السبت، إحياء للذكرى الـ30 لوفاة عبد الرحيم بوعبيد، وناقش موضوع “أي مشروع لمستقبل الإتحاد الإشتراكي”، إن “جواب عن سؤال الندوة يستدعي الاجتهاد في إطار البحث عن آليات جديدة تنطلق من خصوصية المرحلة، فالمجتمع تغير، والفاعل تغير، والعقلية أيضا تغيرت، والمغرب تغير، ولا يمكن التفكير اليوم بعقلية 1975 أو عقلية 1959، فضروري من ثورة هادئة، لفهم ما يجري وللتفكير في صياغة مشروع مستقبلي”.

ويرى الوزير المنتدب السابق أن الاتحاد الاشتراكي يحتاج إلى الاستفادة من تجربة أمريكا اللاتينية لاستعادة مكانته ودوره داخل المنظومة السياسية والمجتمعية لأنها “لأنها اعتمدت مبدأ الديمقراطية وتداول السلطة، وهي ديمقراطيات فتية، وكل الأحزاب تشتغل من مرجعيات، لكن الأحزاب الاشتراكية تعاملت مع المجتمع من خلال المجتمع المدني”.

وشدد المرشح لمنصب الكاتب الأول لحزب “الوردة” في المؤتمر الوطني الـ11 المقرر نهاية يناير الجاري، على ضرورة انفتاح الحزب على المجتمع وإدماجه في انتخاب قادة الحزب، وقال: “مادام السياق مغايرا يجب إعادة النظر بشكل جذري في المقرّرات التنظيمية، فالانفتاح ليس انفتاحا انتخابيا، بل هو انفتاح مجتمعي، ويجب إدماج المجتمع في اختيار قادة الحزب”، موضحا “هنا، يجب التمييز بين الانتماء السياسي والانتماء التنظيمي، فالأخير حق لأي مناضل يشارك بموجبه في صناعة القرار الداخلي، لكن الانتماء السياسي من حق المجتمع ويخوّل له المشاركة في انتخاب الكاتب الأول للحزب خلال المؤتمر الوطني”.

واقترح بنعتيق تنظيم مجموعة من المنتديات السنوية لكسر البينة المغلقة لحزب عبد الرحمان اليوسفي، وأبزر بهذا الصدد أن “من يفكر اليوم في الخلية والفرع والكتابة أعتقد بأنه متجاوز، الجميع يشتغل بالمنتديات، لهذا أقترح منتدى شبابيا سنويا، تُطرح فيه القضايا على شكل ورشات، ويخرج بخلاصات، وينتخب أجهزة سنوية، وهي التي يُسند إليها الشأن التدبيري، ويكون له علاقة مع الشباب داخل المجتمع”.

وتابع بالقول “أقترح أيضا منتدى نسائيا سنويا يكون منفتحا على كل التجارب الكونية، ومنتدى ثقافيا إعلاميا رقميا، لديه مهمتان، الاشتغال على المضمون الإعلامي وعلى صورة الحزب، ومنتدى سياسيا سنويا، فلا يمكننا انتظار أربع سنوات لإنجاز وثيقة سياسية، والمجتمع يعرف تحولات، لتحيين المرجعيات للتفاعل مع المجتمع لصياغة برامج”.

كما اقترح الاتحادي إحداث “منتدى حقوقيا سنويا، لأننا نتحدث عن التراجعات كتنظيم سياسي وأشخاص ولكن المجتمع غائب، ولا يمكن تحصين الحقوق إذا كان المجتمع غائبا”، مشددا على أنه “لا يمكن تحقيق كل هذا إلا بمصالحة مع الذات، ويجب أن يجد الاتحاديون والاتحاديات فضاء للنقاش الهادئ يسوده الاحترام المتبادل، لأن لا أحد يملك الاتحاد، فهو ملك الجميع بدون استثناء”.

ودعا بنعتيق في مداخلته إلى إحداث جبهة يقودها الاتحاد الاشتراكي لمحاربة استعمال المال في الانتخابات، إذ أكد أن “الحديث عن الاستقلالية عن الدولة نقاش مشروع بل هو عمق الإشكال الحالي في علاقة الدولة بالحقل الحزبي والسياسي، لكن لا يمكن أن يبقى هذا النقاش نخبويا معزولا، فإذا أردنا الاستقلالية علينا خلق جبهة عريضة لمحاربة استعمال المال في الاستحقاقات الانتخابية”.

وتابع موضحا “مشكلتنا أن الانتخابات تنتج نخبا بعيدة وبلا مشاريع.. وإذا استمر المال في التحكم في إنتاج المؤسسات التمثيلية فهذا خطر على الديمقراطية. لهذا يجب أن يقود الاتحاد الجبهة بالتحسيس والوعي والنقاش، لكن ليس عند اقتراب الانتخابات بل قبل الانتخابات بأربع سنوات”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News