حوارات | سياسة

شقران: ثقةُ الناخبين مسؤولية الأحزاب.. وسأنتقل من اللائحة للمحلي

شقران

هو البرلماني الشاب الوحيد الذي ترأس فريقا برلمانيا، يقول إن حزب الاتحاد الاشتراكي وضع ثقته لترشيحه في اللائحة الوطنية للشباب، ثم يرأس الفريق الاشتراكي.

شقران أمام، عضو لجنة العدل والتشريع، يؤكد في حوار مع مدار21، ضمن سلسلة “برلمانيون شباب”، أنه عازم على الترشح للانتخابات البرلمانية المقبلة، وله ما يكفي من التراكم النضالي ليجدد الحزب ثقته فيه، للترشح في دائرة الرباط المحيط.

ويرفضُ أمام تبخيس حصيلة برلمانيي اللائحة الوطنية للشباب، داعيا إلى قراءة مسار تجربتهم التي يعتبرها “متميزة بحضورهم وقيمة مضافة داخل مجلس النواب، لأنهم اشتغلوا بخلفية وحيدة وهي خلفية مصلحة الوطن”.

وحول “دمقرطة” الفعل الانتخابي، قال النائب إنه لا بد من “التخلص من الشوائب التي تهم العملية الانتخابية، ومنها توظيفُ المال بحرامه وحلاله وتوظيف الدين”، للسماح للنساء وللشباب بولوج البلرمان.

وفيما يلي نص الحوار:

بعد إلغاء اللائحة الوطنية للشباب، هل تنتهي تجربتك البرلمانية؟

بطبيعة الحال لا، التجربة البرلمانية هي في مسار؛ مسار النضال داخل حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. أنا عازم على الترشح في الانتخابات التشريعية المقبلة، وضعتُ طلب ترشيحي، في انتظار تفعيل مؤسسات الحزب، وأعتبر أنه تحقق تراكم يسمح لي بدخول غمار الاستحقاقات، التي تكتسي أهمية بالغة، والتي من المفروض أن يبادر الشباب ليفرضوا أنفسهم على أرض الواقع، ولا يأخذوا أحكاما جاهزة حول الانتخابات وما تتطلبه.

ترشحك على المستوى المحلي لن يكون صعبا بالنسبة لك؟

هو مسار، والترشيح ليس بالضروري أن يرهن الانسان نفسه بالنتيجة، الترشيح في حد ذاته دفاع عن قيم ومبادئ الحزب، وعن المشروع المجتمعي للحزب، وعن برنامجه الانتخابي. كشاب أنا قادر على الدفاع عن هذه القيم، وقادر على خوض المعركة الانتخابية، هي محطة نضالية كذلك والإنسان حين يحقق تراكما ويكون خطابه مسؤولا وله المصداقية، يكون قادرا على مخاطبة الرأي العام الوطني وتحقيق نتيجة إيجابية.

هل هناك ضمانات من طرف حزبكم من أجل تزكية ترشيحك؟

هذا قرار الأجهزة أولا، وإذا كان هناك مناضل يشتغل وأنا تحملت مسؤولية رئاسة الفريق الاشتراكي، المفروض أنني حققت تراكما، وأعتقد أن أي مناضل يشتغل له الأولوية ليمثل الحزب في الاستحقاقات المقبلة، وأنا من الذين يؤمنون بأن الأولوية للمناضلات والمناضلات، ليدافعوا عن برنامج الحزب، ومشروعه المجتمعي، ولديهم السحنة الاتحادية، وبالتالي يتعاطى معهم المواطن بهذا المنطق.

والجانب الآخر هو حين تدخل معركة انتخابية، فأنت تدخل معركة فيها متنافسين، يمكن أن تحقق نتائج إيجابية ويمكن ألا تحققها، لكن الهدف هو وجودُ الحزب وصورته وقيمه ومبادئُه التي نوصلها للمواطنات والمواطنين ثم بعد ذلك تأتي النتيجة.

هل يحرص حزبكم على إعادة ترشيح البرلمانين الشباب في الدوائر المحلية؟

برلمانيو اللائحة الوطنية للشباب وحتى النساء كانوا مناضلات ومناضلين. المسار لا يتوقف، وهذه محطة من المحطات. بالنسبة لي أعتبر أن تجربة 2016 من داخل المؤسسة التشريعية هي محطة ضمن مسارِ نضالي، وهي مستمرة، وأعتقد على أنه حتى خلال النقاش مع الأخت حنان في لائحة الشباب وباقي الأخوات في لائحة النساء يعبرون عن إرادتهم للترشح لخوض محطة جديدة في مسار الدفاع عن مبادئ الحزب من داخل المؤسسات.

كيف تستشرفُ تمثيلية الشباب البرلمانية في المرحلة المُقبلة؟

أول مسألة، هي لابد أن يفرض الشباب ذواتهم من داخل الأحزاب، لدينا طاقات شابة داخل المغرب، ومن خلال العمل داخل المؤسسة التشريعية، اتضح أن حضور الشباب عنده أهميته ويُشكلون قيمة مضافة. لابد للشباب أن يفرضوا ذواتهم من داخل الأحزاب، وأن تكون لهم الثقة لخوض المعركة.

الجانب الثاني مرتبط بالأحزاب السياسية التي يجب أن تؤمن بالشباب، حتى لا تكون عندنا سكيزوفرينية الشعارات الكبيرة وعلى أرض الواقع لا تُطبق، ندافع عن المرأة وخلال الترشيح نرشح الرجال، وندافع عن الشباب وفي الترشيحات نرشح الشيوخ، لابد أن تكون الأحزاب نموذجا وأن تثق في الشباب وفي النساء، وأن تكون قادرة على أن  تقبل باندفاع الشباب ومواقفه وحتى رادكليته في التفكير، لأن الممارسة هي نفسها مدرسة، وبالتالي لا بد من إعطاء الفرص للشباب. هناك من يتخوف من الفعل الشبابي وحضوره، ونحن نلاحظ عبر العالم أن مجموعة من الحكومات يدبرها شباب.

في كل مرة يُثار مطلب تجديد النخب، في نظرك هل تخافُ الأحزاب من تنخيب الشباب ؟

لابد للمواطنات والمواطنين الناخبين والناخبات أن يتتبعوا شعارات الأحزاب ومبادئها وقيمها وما تصرح به جهرا، وانعكاس ذلك على مستوى الممارسة وعلى مستوى الواقع، لتكون بصمة الناخبين حاضرة، ولابد للأحزاب أن تقدم النموذج، لا يمكن أن تقدم خطابا وتقدم عكسه. أنا أؤمن بأنه من أجل أن نتقدم وتستعيد الأحزاب قوتها، وحضورها وثقتها لدى الناخبات والناخبين والمواطنات والمواطنين، لابد أن تنفتح أكثر على النساء والشباب، لتكون بصمتها حاضرة داخل المجتمع، ما دون ذلك سنكون في حلقة مفرغة لا تخدم تطور المغرب في شيء.

كيف يمكن استعادة ثقة المواطنين في المشاركة الانتخابية؟

كلما تخلَّصنا من الشوائب التي تهم العملية الانتخابية، توظيف المال بحرامه وحلاله والدين، كلما كان حضور الشباب والنساء أكبر، لأن هناك بعض المتحكمين الذين يعتقدون أنهم يُحفِّظون  دوائرهم لأن عندهم إمكانيات مالية كبيرة ويستغلون عزوف الناخبين والناخبات. كلما تخلصنا تدريجيا من هذه الشوائب كلما أعطيت الفرصة للشباب والنساء.

وهنا دور المواطنات والمواطنين ليعطوا الفرصة للشباب والنساء، ويتابعوا عملهم، إذا عدنا لقراءة مسار التجربة سنجدُ أن حضور الشباب والنساء هو حضور أساسي وهام ويُشكِّلُ قيمة مضافة داخل مجلس النواب، بل أكثر من ذلك هم الركيزة الأساسية لعمل المجلس، وأقولها جهرا، الحضور الحقيقي هو حضور الشباب والنساء الذين لديهم تجربة ويشتغلون بخلفية وحيدة وهي خلفية مصلحة الوطن.

تعتزم الترشح في أي دائرة؟

وضعتُ ترشيحي للانتخابات البرلمانية دائرة الرباط المحيط، لأنني مقيم في هذه الدائرة منذ حوالي 22 سنة، ثم أؤمن بمسألة خاصة فيما يتعلق بالمستوى المحلي والجماعات الترابية، أؤمن بأن الشخص يجب أن يكون مقيما فيها، صعب أن تكون عضوا مستشار بجماعة وأنت تبعد عنها ب 500 كيلومتر، تزورها من حين لآخر. لابد أن تنتمي للجماعة، تنتمي لهمومها ولمشاكلها، ولكافة التحولات التي تعرفها لتكون بصمتك حاضرة، أما إذا كنتَ بعيدا فمن الصعب أن تساهم في تغيير المنطقة وتنميتها.

ماهي أبرز القضايا التي يمكنك الترافع حولها في حال عودتك إلى البرلمان؟

هناك أمرين، بقدر ما نفكر في المشاريع الكبرى البنيوية المرتبطة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، بقدر ما يجب أن نقدم إجابات لمجموعة من هواجس المواطنين في الحياة اليومية هذا جانب. جانبٌ آخر مرتبطٌ بسيادة القانون؛ المساواة أمام القانون، ثم الجانب الثالث هو كيف ننجحُ في خلق ممارسة على مستوى تدبير الشأن العام والتصرف في المال العام مبنية على ربط المسؤولية بالمحاسبة بشكل واضح طبقا لما جاء في الدستور.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News