سياسة

العلام: “الولاية الثالثة” للشكر تدقّ آخر مِسمار في نعْش الاتحاد

العلام: “الولاية الثالثة” للشكر تدقّ آخر مِسمار في نعْش الاتحاد

اعتبر أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش عبد الرحيم العلام، أن لُجوء حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إلى تِكرار تجارب سابقة أثبتها “فشلها” عبر إدخال تعديلات على قوانينه الداخلية، لمنح كاتبه الأول ادريس لشكر ولاية ثالثة على رأس الاتحاد، بمثابة “دّق لآخر مسمار في نعش حزب بوعبيد”.

وسجل العلام في حديثه لـ”مدار21″، أن هذا القرار الذي يأتي على بُعد أمتار قليلة من المؤتمر الوطني العادي الحادي عشر لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، يعد “من أسوأ الخيارات التي يمكن أن يعتمدها حزب الاتحاد في هذه المرحلة بالذات”، مؤكدا أن “هذا الخيار الذي لجأ إليه برلمان الحزب من أجل قطع الطريق على حسناء أبوزيد التي تتوفر على حظوظ وافرة للوصول إلى قيادة الحزب، سينهي ما تبقى من حزب الاتحاد الاشتراكي”.

وصادق المجلس الوطني للحزب الاتحادي، المنعقد مساء أمس السبت على مشاريع مقررات المؤتمر الوطني المقبل، ومنها منح الكاتب الأول ثلاث ولايات عوض اثنتين، وفق ما تحدد ذلك المادة 49 من النظام الأساسي للحزب، وذلك بعدما صادقت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الحادي عشر كما كان سابقا، على ذات المقررات التي ستمنح إدريس لشكر الحق في الترشح من جديد لقيادة حزب الوردة بعد ولايتين.

ويأتي هذا التعديل على القانون الأساسي للحزب، في وقت سبق لإدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن أعلن أن لا نية له في الترشح لولاية ثالثة على رأس الحزب، مشددا على أنه يحترم قوانين هيئته السياسية وسينسحب بعد ولايتين متتاليتين. وأكد أنه هو من اقترح عدم تجاوز ولايتين، وسيتم التحضير لكافة الأشغال.

وبهذا الخصوص، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة مراكش، إنه بهذا القرار، سنكون أمام حزب سياسي لديه آلاف الأطر وزوّد الدولة بمئات من الكفاءات والكوادر، وهُم اليوم يرأسون عددا من المؤسسات الدستورية الاستراتيجية، ويتقلدون مناصب سامية بما فيها محيط القصر الملكي، ومع ذلك يعجز عن ايجاد خليفة للكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي.

وشدد المحلل السياسي ذاته، على أنه “مع الأسف فإن أعمال الكواليس والتحريض واللجوء إلى الأساليب والممارسات غير مشروعة للاغتيال الرمزي للمنافسين، وما يدور في الدوائر المظلمة داخل أقبية الأحزاب”، هو الذي يحسِم في كثير من الأحيان “منصب الزعامة” داخل الأحزاب السياسية، بدَل الاعتماد على جاذبية الشخص وكفاءته، ومدى قدرته على إحداث التغيير المنشود داخل التنظيم.

وأوضح العلام، أن “لشكر ليس له من المؤهلات السياسية، ما يشفع له للاستمرار على رأس الاتحاد الاشتراكي لولاية ثالثة، لأنه لا يُشبه اليوسفي في “كارزميته” ويختلف عن باقي القيادات التاريخية التي تعاقبت على رئاسة الاتحاد، وبصَمت على “أداء متميز” كان له الأثر البارز في مسار الحزب”، مضيفا ” بل هو ينتمي إلى الجيل الثالث، ولولا خلوّ الاتحاد من الزعمات ما كان ليصل إلى منصب الكاتب الأول، وبالتالي هو أمين عام عادي لم يحقق الكثير للاتحاد، بل شهد الحزب على عهد قيادته عدة انتكاسات”.

وفي السياق نفسه، رجّح المحلل السياسي ذاته، أن يكون الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، “قد أوْهم عدد من “الطامعين” في مناصب وزارية، بامكانية اجراء تعديل حكومي مرتقب، يسمح بالتحاق الاتحاد الاشتراكي بفريق حكومة أخنوش”، معتبرا أن “هذا الأمر -وإن كان مستبعدا من الناحية العلمية المرتبطة بعدد من السياقات والمتغيرات السياسية-، إلا أنه يمكن أن يكون إحدى آليات الاقناع التي اعتمدها لشكر لضمان استمراره على رأس الحزب”.

هذا، وفي الوقت الذي يُرتقب أن يترشح ادريس لشكر الكاتب الأول لحزب “الودرة” لولاية ثالثة على رأس الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بعد التعديل الذي طال قوانين الحزب والتي منحته هذه الإمكانية، فقد تم الإعلان رسميا عن ترشح كل من عبد الكريم بنعتيق، وحسناء أبوزيد، ومحمد بوبكري، ومجيد مومر، بالإضافة إلى طارق سلام.

وكان المجلس الوطني لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، المنعقد في نونبر الماضي، قرر اعتماد أيام 29 و30 و31 يناير المقبل، ببوزنيقة، لانعقاد المؤتمر الوطني للحزب، بصيغتين حضورية وعن بعد، وذلك في سياق الإجراءات الاحترازية المتخذة مخافة تفشي فيروس”كورونا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News