المغرب يعلق اتفاقا إسبانيا لبناء سفن واستمرار “الأزمة الصامتة” يهدد الاستثمارات
ما تزال ارتدادات توتر العلاقات المغربية الإسبانية متواصلة، بعدما أقدمت المملكة على إيقاف اتفاق مع شركة “نافانتيا” لبناء السفن، المملوكة للدولة الإسبانية، إلى حين استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وفق ما أكدت صحيفة “لافوز” المحلية.
وأكدت الجريدة الإسبانية أن المغرب “أوقف، في الوقت الحالي، الاتفاق المبرم مع ‘نافانتيا’، بانتظار استئناف العلاقات الدبلوماسية”.
وأوضح المصدر ذاته أن الاتفاق كان على تشييد خافرة لأعالي البحار خاصة بالدوريات البحرية والمراقبة والإغاثة، كانت ستوفر لحوض بناء السفن في “سان فرانسيسكو” مليون ساعة عمل وحوالي 250 وظيفة على مدى السنوات الثلاث والنصف القادمة.
السفن من سلسلة “أفانتي”، يبلغ وزنها حوالي 1500 طن وطولها 80 مترًا، بمدى يصل إلى 4000 ميل، صُمّمت للمراقبة الساحلية ومهام الإنقاذ، كما تتوفر على مهبط لمروحيات “هليكوبتر”، وبدأ التنسيق بين إدارة الدفاع الوطني المغربية وشركة “أفانتيا” منذ شتنبر 2020 للاتفاق حول المواصفات الفنية الملائمة، يضيف المصدر ذاته.
وتابعت الصحيفة أن قرار تعليق الاتفاق جاء بسبب “تراكم الخلافات بين البلدين الجارين، سيما قضية إدخال إسبانيا لزعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، إبراهيم غالي، إلى ترابها بجواز مزوّر قصد العلاج في أبريل الماضي، ثم السماح لقرابة 10 آلاف مهاجر بالدخول إلى سبتة المحتلة”، متسائلة عن مصير باقي الاستثمارات مع المغرب في ظل استمرار “الأزمة الصامتة” بين البلدين.
وذكّرت “لافوز” بأن الرباط عزّزت العلاقات مع بلدان أخرى في إطار سياسة إعادة التسلح في هذا العام، إذ أبرم المغرب اتفاقية تعاون عسكري مع إسرائيل في 24 نونبر الماضي، وعقد اتفاقا لشراء طائرات مقاتلة من طراز “ميراج” مع الإمارات.
وأشارت إلى أن المملكة رفعت من إنفاقها العسكري لتجديد التسلح والقدرات الدفاعية في مشروع مالية سنة 2022، بزيادة قدرها 29 في المئة مقارنة بالعام الجاري، وتشمل شراء طائرات هليكوبتر وطائرات مقاتلة ودبابات قتالية.
وأكدت “لافوز” أن هناك مخاوف بخصوص الإنفاق العسكري المغربي المتزايد، الذي سيقود الرباط إلى زيادة تعزيز العلاقات التاريخية مع الولايات المتحدة، إذ أصبح المغرب أحد أفضل عملاء واشنطن خلال العامين الماضيين، بعقود تتجاوز 10 ملايير يورو لبرنامج تحديث القوات المسلحة المغربية.
