صحة

منظمة الصحة: متحورة “أوميكرون” ما تزال مجهولة لكنها قد تكون خطيرة

منظمة الصحة: متحورة “أوميكرون” ما تزال مجهولة لكنها قد تكون خطيرة

حذّرت منظمة الصحة العالمية، أمس الإثنين، من أن ظهور المتحورة الجديدة لفيروس كورونا “أوميكرون” يمثّل خطرا “مرتفعا جدا” على مستوى العالم، في حين دعت مجموعة السبع إلى “اتخاذ إجراءات عاجلة” لمواجهة هذه النسخة “الشديدة العدوى”.

وتنتشر هذه المتحورة الجديدة الآن من إفريقيا إلى المحيط الهادئ، ومن كندا إلى إيطاليا، وألمانيا والمملكة المتحدة، حيث تم تأكيد ست حالات جديدة في اسكتلندا.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس غيبرييسوس، في كلمة خلال افتتاح الجلسة الخاصة لجمعية الصحة العالمية، إن “ظهور متغير أوميكرون شديد التحور هو تذكير آخر بأن جائحة كوفيد-19 لا تزال تفتك بعالمنا، على الرغم من اعتقاد الكثير بانتهائها”.

وشدد على الحاجة إلى اتفاق جديد بشأن الجوائح لأن النظام الحالي “يثبط همم البلدان عن تنبيه الآخرين إلى التهديدات التي ستحدث في أراضيها”.

وتابع تيدروس “إن العلماء في منظمة الصحة العالمية وحول العالم يعملون، بشكل حثيث، للإجابة عن العديد من الأسئلة بشأن متحور أوميكرون مثل ما إذا كان مرتبطا بمزيد من معدل الانتقال، أو بمرض أكثر شدة، أو بمزيد من خطر الإصابة بالعدوى، أو زيادة خطر مقاومة اللقاحات”.

ورصدت أيضا في هولندا حيث وصل 14 راكبا من جنوب إفريقيا حاملين لـ”أوميكرون”، والبرتغال حيث أعلن عن إصابة 13 لاعبا من ناد لكرة القدم، وإسبانيا التي أبلغت رسميا عن أول حالة إصابة.

ولم يسبق أبدا أن تسببت إحدى متحورات كوفيد-19 بهذا المستوى من الهلع منذ ظهور “دلتا” التي كانت شديدة العدوى.

بدعوة من المملكة المتحدة، أكد وزراء الصحة في مجموعة السبع “الأهمية الاستراتيجية للوصول إلى اللقاحات” بما في ذلك توفير “مساعدة تشغيلية من خلال متابعة التزاماتنا المتعلقة بالهبات ومكافحة المعلومات المضللة حول اللقاحات وكذلك دعم الأبحاث والتطوير”.

وفي ختام هذا الاجتماع الطارئ، “أشادوا أيضا بالعمل المثالي لجنوب إفريقيا التي تمكنت من اكتشاف المتحورة الجديدة وتنبيه الآخرين”.

من جهتها، شددت منظمة الصحة العالمية على أن “إمكانية انتشار أوميكرون عالميا مرتفعة”، مع الإقرار بوجود الكثير من نقاط الاستفهام.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن أوميكرون “متحورة مختلفة بدرجة كبيرة تحتوي على عدد مرتفع من النسخ، بعضها مقلق وقد يكون مرتبطا باحتمال إفلاته من الجهاز المناعي وزيادة انتقال العدوى”، العنصر الوحيد المطمئن حتى الآن هو عدم الإبلاغ عن “وفيات مرتبطة” بهذه المتحورة.

وما زاد من حالة القلق في العالم أجمع هو أن لائحة الدول التي اكتُشفت فيها متحورة “أوميكرون” تتمدد بعدما رُصدت أولى الإصابات بالمتحورة في نونبر في جنوب القارة الإفريقية، ما دفع عددا من الدول إلى تعليق الرحلات إلى هذه المنطقة وفرض إجراءات وقائية.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنتونيو غوتيريش، أمس الإثنين، إنه “قلق للغاية” من عزل إفريقيا الجنوبية معتبرا أن “الشعوب الإفريقية لا يمكن تحميلها المسؤولية عن المستوى المتدني غير الأخلاقي للقاحات المتاحة” في هذه القارة.

جنوب إفريقيا اعتبرت نفسها “معاقبة” لأنها كشفت عن وجود المتحورة الجديدة، داعية إلى الرفع “الفوري والعاجل” لقيود السفر ووصفت بـ”المؤسفة” اتخاذ بعض الدول الإفريقية بدورها مثل هذه الإجراءات.

وهذه هي حال الغابون التي باتت ترفض استقبال المسافرين الوافدين من ثماني دول من إفريقيا الجنوبية، على أراضيها.

تنتشر هذه الترتيبات الآن بسرعة في جميع أنحاء العالم.

فأعلنت اليابان الإثنين إغلاق حدودها أمام جميع الوافدين الأجانب الجدد على خلفية القلق من “أوميكرون”.

أما أستراليا، حيث سجلت خمس إصابات بالمتحورة أوميكرون والتي كان من المقرر إعادة فتح حدودها الأربعاء أمام الطلاب والعاملين الأجانب بعد إغلاقها منذ أكثر من 20 شهرا، فستنتظر أسبوعين آخرين على الأقل.

كذلك، أعلنت الفيليبين أنها ستعلّق مؤقتا خطط السماح للسيّاح الملقحين بالكامل بالدخول، في مسعى لمنع انتشار المتحورة في بلد ما زال معظم سكانه غير ملقحين.

وكانت مانيلا تأمل في إحياء اقتصادها المتضرر عبر السماح بدخول السياح الملقحين اعتبارا من الأربعاء.

وأعلنت إندونيسيا أن الأشخاص الذين كانوا في هونغ كونغ خلال الأيام الـ15 الأخيرة وجنوب إفريقيا وبوتسوانا وناميبيا وزيمبابوي وليزوتو وموزمبيق وايسواتيني ونيجيريا، غير مرحّب بهم.

أما إسرائيل، فأعلنت عن قيود أكثر تشددا فأغلقت حدودها أمام جميع المسافرين الأجانب بعد أربعة أسابيع فقط من إعادة فتحها أمام السياح عقب إغلاق طويل. وستفرض فحوص “PCR” وحجرا صحيا بما في ذلك على رعاياها الملقحين.

أما الولايات المتحدة، التي أعادت فتح حدودها مطلع الشهر الحالي، فأعادت غلقها الإثنين أمام المسافرين من ثماني دول في إفريقيا الجنوبية.

أما بالنسبة لمصنعي اللقاحات، فقد أعربت كل من أسترازينيكا وفايزر/بايونتيك وموديرنا ونوفافاكس عن ثقتها في قدرتها على مكافحة هذه المتحورة.

وأعلنت روسيا من جهتها، أنها تطور نسخة من “سبوتنيك” في ضد فيروس كورونا تستهدف على وجه التحديد المتحورة أوميكرون، “في حال” لم يكن اللقاح الحالي كافيا.

في المملكة المتحدة، ستقدم جرعة ثالثة من اللقاح ضد كوفيد-19 لكل شخص يزيد عمره عن 18 عاما من أجل تعزيز الحماية من هذه السلالة.

ودعت منظمة الصحة العالمية بمناسبة اجتماع استثنائي لهيئتها العليا لاتخاذ القرارات إلى توحيد الصفوف لتعزيز الوسائل المتاحة لمواجهة الجائحة المقبلة بعد وباء كوفيد-19 الذي تسبب حتى الآن بوفاة أكثر من خمسة ملايين شخص منذ ظهوره في الصين نهاية 2019.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News