رشيد الوالي: الشيخ بنحمزة عرض علي تصوير “الطابع” بوجدة وأشكره على تفتحه

قال الممثل والمخرج رشيد الوالي إن عالم الدين مصطفى بنحمزة من شجعه على تصوير فيلمه الأخير “الطابع” بمدينة وجدة، مؤكدا أنه لم يتردد في قبول عرضه، لرغبته في الانفتاح على الجهة الشرقية ودعم الفن بها.
وأضاف الوالي، في تصريح لجريدة “مدار21″، أن علاقة قوية تجمعه برجل الدين مصطفى بنحمزة، إذ يسافر إليه كلما أراد أن يحصل على قسط من الراحة النفسية، مشيرا إلى أنه يشعر بمصداقيته ويعتبره خير من يمثل كرم وعطاء الجهة الشرقية.
وتابع الوالي في السياق ذاته: “حينما أخبرته باستعدادي لتصوير فيلمي الجديد، اقترح علي التصوير في مدينة وجدة، وإشراك شبابها المولوع بالفن، إضافة إلى أنه خلق لطاقم العمل ووالي وجدة جوا ملائما للتصوير”.
ووجه رشيد الوالي رسالة شكر وامتنان لمصطفى بنحمزة على التفتح الذي يتحلى به، مما يكسر بحسبه الصورة النمطية عن رجال الدين.
وعن رسالته من الفليم، قال الوالي إنه حاول إيصال رسائل متعددة إلى الجمهور تتعلق بأهمية العلاقات الإنسانية، لاسيما التي تجمع الأفراد من أديان مختلفة، وبين المسلم وغير المسلم، تجسيدا لقيم الصداقة، وإظهارا للجانب الإنساني وإبرازا للتسامح، إلى جانب أهمية ترك الإنسان أثرا طيبا بعد رحيله عن الحياة”.
وعن خوضه مغامرة الإنتاج في هذا الفليم، قال الوالي إن “المغامرة مهمة، ومن لم يغامر لن يصل، والذي لا يضحي لا يفوز، من الممكن أن لا يمنحني الآن ربحا ماديا، لكن أؤمن أنه يجب علينا أن نترك آثارا”، مسشتهدا بالفراعنة الذين رسموا في السخور، حتى يتركوا أشياء توثق حضارتهم، وعدّ أن أي صورة تلتقط اليوم تصبح وثيقة في المستقبل، لذلك من المهم صناعة الأفلام.
وتحدث الوالي أيضا عن كتابته عن الإنسان الذي يعد مهما بالنسبة إليه، داعيا من خلالها إلى العودة إلى هذا الإنسان.
وأضاف في السياق ذاته: “افتقدنا الإنسان وافتقدنا معه كل شيء، وبدأت القيم تندثر في الوقت الحالي، لذلك من الجيد أن ننجز أفلاما من أجل البهرجة والفرجة والترفيه، لكن في الوقت ذاته يجب إعداد أخرى تحمل رسائل”.
وتطرق الوالي إلى تلاشي القيم في أوساط الأسر المغربية، بسبب اقتحام الأنترنيت البيوت، وفي ظل غياب التواصل بين الأجيال أيضا، وفقدان العديد من الطقوس منها استقبال الضيوف، واللمة في الأكل، والقناعة، والحنان والعاطفة والتشارك، مردفا: “هي أشياء تغيرت، ونخاف أن تفقد الأجيال المقبلة ما تبقى منها ونصبح نسخة من الغرب”.
وعن العشوائية التي أصبحت تحيط بالوسط الفني في ظل إشراك المؤثرين وتغييب الفنانين عن الشاشة، أكد رشيد لوالي في حديثه إلى الجريدة أنه “يجب سن قوانين صارمة ومشددة كما مصر، ولا يجب أخذ إشراك المؤثرين عادة تُبعد الفنانين عن الاشتغال، في المقابل يقول “من المهم تقدير المواهب وإشراكها ومنحها الفرص حتى في غياب الدراسة، شريطة تكوينهم وتأطيرهم، لعدم منح صورة سيئة عن المغرب، الذي نريد أن يشارك في مهرجانات مهمة في العالم”.
يذكر أن فيلم “الطابع” لرشيد الوالي دخل هذا الأسبوع حلبة المنافسة بالقاعات السينمائية التي تعرض باقة من الأفلام المغربية والعالمية.
وينطلق فيلم “الطابع” بمشهد العربي (حميد الزوغي)، مغربي يستقر في فرنسا ينتظر ساعة وفاته بعد أن اكتشف أن مماته سيكون بعد ثلاثة أشهر. العربي يحاول الهروب من صخب الحياة، وصراعات الأبناء، ما يدفعه لاتخاذ قرار العودة إلىالمغرب.
وسيقرر العربي العودة إلى مسقط رأسه بالمغرب، ليقود رحلة طويلة يتقاسمها معه صديقه الفرنسي اليهودي، تتخللها العديد من المواقف الدرامية والكوميدية.
ويمنح الفيلم صورة عن التعايش بين الأديان، وعلاقات الصداقة المتينة التي لا تقف اللغة والدين والجنسية حاجزا أمامها، إلى جانب رصد معاناة الجالية المغربية، بعد سنوات من العطاء والعمل لدى بلاد المهجر.
وينقل الفيلم “الموت” بصور عديدة وسط إبراز العادات المغربية في الجنائز والدفن بالمقبرة، حيث يحضر العربي طقوس جنازته قبل وفاته، استعدادا لليوم الأخير.
ويصور الفيلم معاناة الشباب المغربي الذين يعملون لدى الأجانب بالمناجم في ظروف صعبة، بحثا عن قوتهم اليومي، حيث تعود الكاميرا بالذاكرة إلى فترة ماضية عاشها شخوص الفيلم.
مشاهد اختناق ووفاة عمال المناجم بجرادة، كادت تحبس أنفاس الحاضرين لمشاهدة الفيلم بالقاعة، حيث توثق جانبا مظلما من معاناة مغاربة قادتهم الحاجة إلى المخاطرة بحياتهم، والاستسلام للموت.