صحة

باحث بالنظم الصحية يوضح أسباب سحب “أستارازينيكا” ويؤكد ضرورة تعويض “الضحايا”

باحث بالنظم الصحية يوضح أسباب سحب “أستارازينيكا” ويؤكد ضرورة تعويض “الضحايا”

بعدما أقرت شركة الأدوية البريطانية العملاقة أسترازينيكا بأن لقاحها المضاد لكورونا يمكن أن يسبب آثارا جانبية نادرة، حسبما ذكرت صحيفة “التلغراف” البريطانية، خلق هلعا وسط المواطنين المغاربة المتلقين لجرعات اللقاح، ما أعاد إلى الأذهان تساؤلات حول السلامة الصحية والتعويض عن الضرر.

المحكمة الإدارية بالرباط في سابقة من نوعها أصدرت حكما قطعيا، اطلعت عليه “مدار21″، يقضي بأداء وزارة الصحة والحماية الاجتماعية لفائدة المتضررة من اللقاح تعويضا قدره 250.000,00 درهم وتحميلها المصاريف في حدود المبلغ المحكوم به ورفض باقي الطلبات.

وأكدت الشركة المصنعة للقاح طبقا لوثائق المحكمة أن لقاح “Covishield” يمكن أن يسبب، في حالات نادرة، حالة تؤدي إلى جلطات الدم وانخفاض عدد الصفائح الدموية.

وتعليقا على الموضوع، أوضح الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، أنه من الناحية الطبية والعلمية والإحصائية لا جديد يذكر في هذا السياق، إلا أنه أثبت وجود علاقة ما بين تلقي لقاح أسترازينيكا وحدوث جلطات دماغية بسبب متلازمة تختر الدم، مع النقص في الصفائح الدموية.

ولفت ضمن تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن السلطات الصحية بالعالم وضعت خططا، منذ بداية ظهور أعراض جانبية خطيرة لبعض اللقاحات الجانبية وإن كانت نادرة، حيث ظهرت بداية ببريطانيا، التي غيرت لقاح أسترازيينيكا للشباب، ووجهته فقط للأشخاص في سن الأربعين فما فوق، أما فرنسا قررت منحه للأشخاص فوق سن الخمسين.

وبخصوص الولايات المتحدة أوضح أنها لم ترخص مطلقا للقاح أسترازينيكا على الرغم من التحقق من صحته وترخيصه من قبل منظمة الصحة العالمية وجميع البلدان تقريبا، بينما سمحت باللقاح الأمريكي “جونسن” المشابه للقاح “أسترازينيكا”.

وكشف أنه في تلك الحالة ورغم عدم وضوح هذه الآثار الجانبية التي بإمكان لقاح أسترازينيكا إحداثها من الناحية العلمية والإحصائية، إلا أن الخبراء في الدول التي لقحت بلقاح أسترازينيكا، لاحظت أن هناك علاقة إبيديمولوجية في هذا السياق خاصة عند الشباب وبالتالي كان من الضروري تغيير اللقاح.

وشدد الطبيب حمضي أن اللقاحات كيفما كان نوعها يمكن أن تؤدي إلى الإصابات الخطيرة النادرة جدا، مشيرا إلى أن العديد من الدول التي كانت لها الإمكانيات في الحصول على لقاحات أخرى ضد كوفيد استعملت لقاح أسترازينيكا للفئات غير الشابة، أي للأشخاص الأكثر عرضة للجلطات، بينما استعملوا لقاحات أخرى للشباب وغيرهم من الفئات العمرية.

وبخصوص هذه الدول التي لم تكن لها إمكانية تغيير اللقاح بآخر، يضيف الباحث في السياسات والنظم الصحية أنها استمرت في تلقيح عموم المواطنين بأسترازينيكا، مبرزا أنه من الناحية الطبية العلمية كان يجسد ميزانا بين الربح والخسارة للدول التي ليست لها الإمكانيات المتاحة.

ولفت الطيب حمضي أنه ‘‘رغم هذه الآثار الجانبية النادرة جدا، إلا أن هذه اللقاحات كانت تؤدي الغرض منها في العلاج’’، مضيفا أن ‘‘في عالم الطب لدينا ما يسمى بالأمان في اللقاحات، أي يستوجب في درجة اللقاح أن تكون آمنة، وتدرس الآثار الجانبية له، وتكون نادرة الحدوث، وفي حالة وجود وتوافر اللقاحات تكون ما يسمى (la balance benifice risque) رغم الآثار الجانبية’’.

واسترسل المتحدث ذاته موضحا أن “اللقاحات الأخرى كلقاح “فايزر” كانت له أيضا آثار جانبية نادرة جدا كأعراض جلطات القلب بالنسبة للأطفال والشباب، والدراسات سابقا بينت العكس، أن لقاحات كوفيد لا علاقة لها بالآثار والأرقام الجانبية، ما يبرز حسب مختبر أسترازينيكا، أن المصابين بالآثار الجانبية لديهم الحق في التعويض الآن”.

وبخصوص إقرار مختبر أسترازينيكا من الناحية القانونية بوجود بعض الآثار الجانبية النادرة، أشار الطيب حمضي إلى أن المختبر لم يبرز من الناحية العلمية ‘‘كيف بالضبط أدت هذه اللقاحات إلى هذه النتائج؛ أي إمكانية حدوث آثار جانبية نادرة’’، موضحا في السياق ذاته المسؤولية القانونية المترتبة عن ذلك.

وأقر حمضي بغياب التوضحيات في عالم الإحصائيات ومن الناحية الإبيديمولوجية والخبراء بخصوص ‘‘لماذا كانت هذه الآثار في اللقاحات’’ والتي كانت ستخول للأطباء والخبراء حسبه في المستقبل من إنتاج لقاحات أخرى بميكانيزمات تستدعي تجنبها.

وأوضح  بخصوص أسباب الاعتراف أنه ‘‘منذ البداية “أسترازينيكا” قررت بيع لقاحها بسعر التكلفة – أي دون أرباح – أثناء الوباء، وسيستمر تسويق اللقاحات حتى بعد انتهاء الوباء، لم يطوروا نسخا محينة من لقاحهم تتكيف مع أوميكرون أو المتغيرات اللاحقة، كما فعلت المختبرات الأخرى. لذلك كان من الواضح لمدة عامين أن أسترازينيكا ستتخلى عن هذا الجزء من لقاحات كوفيد وتغلق هذا القوس’’.

وفيما يتعلق بالتساؤل حول وجود أية بيانات جديدة دفعت أسترازينيكا إلى “رسالة الاعتراف” أكد الطيب أنه لم تتوفر أية بيانات علمية أو وبائية جديدة، لا للخبراء ولا لمختبرات أسترازينيكا.. وما تزال آليات وأسباب العلاقة المشبوهة بين بين اللقاح ومتلازمة “TTS” حسبه غير معروفة.

وفي جانب الآثار الجانبية النادرة جدا، لفت حمضي إلى أنه ”لا يوجد دواء أو لقاح أو تدخل طبي أو جراحي يمكن أن يدعي أنه خال تماما من الآثار الجانبية التي تتراوح من نادرة إلى نادرة جدا’’.

وتوصف الآثار الجانبية بالنادرة حسبه عندما يكون احتمال حدوثه أقل من 1 في الألف، ونادرة جدا أقل من 1 في 100 ألف حالة. عندما يكون للدواء أو اللقاح ميزان إيجابي بين الفوائد والمخاطر، فإنه ينقذ الأرواح وفوائده تفوق بكثير الحالات القليلة النادرة جدا من الآثار الجانبية. هذا صحيح بالنسبة لجميع اللقاحات والأدوية.

وتحدث حمضي فيما يتعلق بتعويض ضحايا الآثار السلبية الخطيرة، وأكد أن تعويضهم لا لبس فيه، إذ “يجب أولا الاعتناء بهم بسرعة وبشكل صحيح لعلاجهم، وإذا استمرت الآثار اللاحقة، فيجب تعويضهم أو تعويض أسرهم. ويستخدم التعويض لاستعادة حقوق المرضى من خلال إجراءات حبية خارج المحكمة أو من خلال المحاكم. قد تكون البيانات الوبائية والإحصائية والسياق العام كافية في غياب أدلة علمية رسمية على العلاقة السببية بين إعطاء اللقاح وحدوث رد الفعل السلبي’’.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News