صحة

ممرضو المغرب وذكرى اليوم العالمي.. احتفاء بالنفس ورفض لتهنئة الوزير

ممرضو المغرب وذكرى اليوم العالمي.. احتفاء بالنفس ورفض لتهنئة الوزير

لم يثن الاحتجاج والاحتقان الذي يعرفه قطاع الصحة الشغيلة التمريضية من تخليد ذكرى اليوم العالمي للممرض، أمس الأحد، والذي يصادف ال12 ماي من كل سنة والتذكير بأهم مطالبها في سياق يختلف عن أجواء احتفال ممرضي المملكة بيومهم العالمي خلال السنوات الماضية.

وتميز احتفاء الممرضين بيومهم العالمي خلال هذه السنة بتصاعد الاحتجاج وتوالي إعلان الإضرابات التي تشل المستشفيات باستثناء أقسام المستعجلات والإنعاش، حيث خاضت النقابات الصحية وقفات ومسيرات احتجاجية مركزية للمطالبة بتنزيل مخرجات الاتفاق الذي تمخض عن جولات الحوار بين النقابات الصحية والوزارة الوصية على القطاع خلال يناير المنصرم.

“احتفاءٌ” بالممرض

وفي هذا الصدد قال عضو المكتب الوطني للنقابة المستقلة للممرضين وتقنيي الصحة، والكاتب الجهوي للنقابة بجهة بني ملال خنيفرة، عبد اللطيف أهنوش، إن عيد الممرض العالمي “يأتي للاحتفال بالممرض والاعتراف بما يقدمه من خدمات جليلة لكل منظومات الصحة بالعالم أجمع”.

وأضاف أهنوش أن “منظمة الصحة العالمية بنفسها أكدت أن الممرض يقدم ما يزيد عن 80% من العلاجات والخدمات الصحية، واعترافا بذلك جعلت سنة 2020 سنة دولية باسم الممرضين والقابلات” مبرزا أنها “أوصت ودعت جميع الدول في جميع المناسبات إلى ضرورة الاستثمار في الكوادر التمريضية وتحفيزها والنهوض بأوضاعها كعنصر أساسي وعمود فقري للمنظومة الصحية، وهو الأمر الذي تم تأكيده في زمن جائحة كورونا وما بعدها”.

وعن الاستجابة لهذه الدعوات الأممية والتوصيات العالمية التي “تلح عليها المنظمة العالمية للصحة وكذا المجلس الدولي للممرضين وهيئات دولية أخرى”، أوضح المتحدث ذاته أنه “في مقابل الدول التي زاد طلبها على الممرضين وتقنيي الصحة نجد دولا كالمغرب تعرف نزيفا حادا في هجرة الممرضين وتقنيي الصحة حيث يزيد عدد الممرضين وتقنيي الصحة المهاجرين سنويا عن 1500 ممرض وممرضة”.

وربط النقابي ذاته دوافع هذه الهجرة ب”واقع مهن التمريض وتقنيات الصحة التي تعرف تأخرا ملحوظا في التشريعات القانونية وعدم الإقرار بالعدالة الأجرية واستهداف الممرضين وتقنيي الصحة وانعدام التحفيزات المالية والتعرض للمتابعات القضائية الناتجة عن الفراغ القانونية وكذا انعدام الاستقرار الوظيفي والاستقلالية المهنية بالإضافة إلى التماطل في حلحلة العديد من الملفات المطلبية التي عمرت طويلا وكذا التنكر لفئة الممرضين وتقنيي الصحة في كل مرة من طرف الوزارة الوصية والحكومة المغربية”.

فرصة ل”مزيد من نضال”

ولدى سؤال مدار21 عن الرسالة التي يريد توجيهها إلى الوزارة الوصية على قطاع التمريض بهذه المناسبة، أجاب أهنوش أنه “في اليوم العالمي الممرض أتساءل عن جدوى برقية التهنئة التي وجهها إلينا وزير الصحة والحماية الاجتماعية في ظل التنكر الذي لا زال مستمرا من نفس الوزارة والحكومة تجاه الممرضين وتقنيي الصحة” مذكرا وزير الصحة والحماية الاجتماعية ورئيس الحكومة بالخطابات الملكية التي تدعوا إلى “ضرورة اعتماد الجدية من أجل إعادة منسوب الثقة للمؤسسات”.

وفي تعليقه على مخرجات الحوار القطاع بين الحكومة ونقابات القطاع الصحي، استغرب أهنوش من “تغيير محاضر الاتفاق مع الشركاء الاجتماعيين بالقطاع منذ يناير الماضي وعدم تفعيلها” مستدركا أن “هذا ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول جديتها (الحكومة والوزارة) في تثمين الموارد البشرية وكذا عن الغاية من هذا الحوار الاجتماعي”.

وسجل المسؤول النقابي أن “تهنئة الأطر التمريضية بعيدهم الأممي والعرفان بتفانيهم في العمل يجب أن تتم عبر تحصين مهنتهم وتقنين مزاولتها عبر تنزيل الهيئات المهنية من أجل النهوض بها،  وعبر تحصين الممرضين وتقنيي الصحة وعبر المساواة في التعويض عن الأخطار المهنية  وعبر إقرار عدالة أجرية بالقطاع” مشددا على أن “الممرض وتقني الصحة هو الضحية الأولى لنظام الأجور بالقطاع (لأن الفرق بين أجرة موظف بنفس الوزارة بمستوى البكالوريا وأجرة ممرض باك+3 لا يتجاوز 1000 درهم، في حين الفرق بين ممرض باك+3 وإطار اخر بنفس الوزارة بباك+6  يصل ل 6000 درهم) وهو ما يبين أن نظام الأجور بالقطاع لا يخضع لأي منطق”.

وطالب المصرح ذاته ب”تنزيل اتفاق يناير بين النقابات الصحية والوزارة والحسم في الخلافات التي شابته عبر التحفيز وتنزيل ما تبقى من مطالب في مرحلة ثانية، وهذه رسالة لوزير الصحة ورئيس الحكومة من أجل النهوض بقطاع الصحة”.

واعتبر أهنوش أن اليوم العالمي للممرض هو “فرصة ليس لتهنئة الممرضين فقط به بل هو فرصة أيضا لتذكيرهم بالأدوار الهامة بجميع المؤسسات الصحية بمختلف مستوياتها من آخر مستوصف قروي إلى أول إدارة مركزية” موجها رسالة إلى الممرضين بأنه (اليوم العالمي للمرض) “فرصة لنذكر أنه ما لا يأتي بالنضال يأتي بمزيد من النضال ومن أجل الظفر بالحقوق وتحصين المكتسبات”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News