سياسة

بـ20 مليار درهم.. برنامج أولوي للنهوض بالتعليم والصحة والشغل بالمناطق الهشة

بـ20 مليار درهم.. برنامج أولوي للنهوض بالتعليم والصحة والشغل بالمناطق الهشة

كشفت وزارة الاقتصاد والمالية عن تفاصيل برنامج أولوي برسم سنة 2026 لتفعيل برامج التنمية الترابية المندمجة، مخصصة غلافا ماليا أوليا يقدر بـ 20 مليار درهم لتمويل هذه العمليات ذات الأولوية. ويتعلق الأمر ببرنامج أولوي وعقود أهداف واضحة وقابلة للقياس تحدد العمليات التي يجب تنفيذها لتسريع تنزيل البرنامج وتحقيق أثره المباشر. وتهم عمليات تخص بالأساس المناطق القروية الهشة والمناطق الشبه الحضرية والتي يمكن إنجازها في ظرف وجيز.

ويهدف هذا البرنامج، وفق المذكرة التقديمية لمشروع قانون المالية 2026، إلى “تسريع تنزيل عدد من الإجراءات الاستعجالية ذات الأثر الاجتماعي والترابي المهم الذي يمكن من تحسين الخدمات الأساسية التعليم والصحة والماء وتقليص الفوارق الترابية وتعزيز صمود المناطق الهشة (شبه الحضرية القروية الجبلية الواحات) بالإضافة إلى تحفيز التشغيل المحلي.

التربية والتعليم

ففي مجال التربية والتعليم، يهدف البرنامج إلى تحسين الولوج والجودة، ومحاربة الهدر المدرسي لاسيما بالنسبة لأطفال الدواوير النائية وذلك من خلال “التأهيل السريع للمدارس الابتدائية القروية لا سيما بالدواوير والمناطق المعزولة (المراحيض، الأسقف، الأسوار، الأثاث، التزويد بالماء والتطهير السائل، إضافة إلى تعزيز النقل المدرسي والمطاعم من خلال اقتناء حافلات صغيرة للنقل المدرسي لفائدة التلاميذ بالمناطق القروية، وتأهيل مسالك النقل المدرسي غير الصالحة خلال موسم الأمطار.

وارتباطا بقطاع التربية الوطنية، يركز البرنامج الأولوي على توسيع التعليم الأولي من خلال إحداث أقسام التعليم الأولي في الدواوير، ودعم تمدرس الفتيات القرويات وأطفال الأسر المعوزة من خلال توفير الإيواء (دار الطالب/ة وتوعية وتحسيس الأسر بالمناطق ذات معدلات التمدرس المنخفضة، إضافة إلى تطوير برامج الدعم المدرسي الجماعي

وعلى الصعيد ذاته، يعتزم البرنامج دعم التعليم الرقمي المتنقل من وحدات متنقلة مزودة بألواح إلكترونية والأنترنت لفائدة المدارس القروية المعزولة (الثانويات الإعدادية القروية للحد من الفجوة الرقمية)، وإحداث فضاءات رقمية تربوية مزودة بالأنترنت عالي الصبيب بالمناطق القروية.

الصحة والماء

وفيما يتعلق بالصحة، يهدف البرنامج الأولوي لسنة 2026 إلى تعزيز الولوج العادل وجودة الخدمات الصحبة الأساسية لفائدة الفئات الهشة، من خلال عمليات آنية ذات أثر ترابي مهم، ويتعلق الأمر بنشر وحدات طبية متنقلة بالمجال القروي مكونة من أطباء وممرضين وقابلات لتقديم خدمات الفحص والتلقي حوتتبع الحمل والكشف المبكر بالجماعات القروية المعزولة. وتنظيم حملات صحية وقائية متنقلة من خلال عمليات مستهدفة (الكشف المبكر عن داء السكري والضغط الدموي وسرطان الثدي وعنق الرحم، بالإضافة إلى صحة الفم والأسنان وتلقيح الأطفال).

ويروم البرنامج تأهيل المراكز الصحية القروية، وتوفير المعدات الطبية الأساسية أجهزة الكشف بالصدى وأدوات الفحص أجهزة قياس الضغط وأسرة، والفحص وأجهزة تركيز الأكسجين وثلاجات اللقاحات، إلى جانب التوظيف وإعادة الانتشار العادل للموارد البشرية الطبية.

ومن جهة أخرى، يسعى برنامج 2026 إلى التدبير الاستباقي للموارد المائية بهدف ضمان ولوج عادل ومستدام للماء الشروب وتقوية صمود المناطق القروية وشبه الحضرية واعتماد تدبير استباقي وتشاركي للموارد، لاسيما من خلال تأهيل وتوسيع شبكات التزويد بالماء الصالح للشرب بالدواوير الغير مرتبطة بهذه الشبكات (جماعات قروية معزولة ذات نسبة ربط ضعيفة)، وتأهيل نقاط وثقوب الماء ذات الأولوية، عبر إصلاح وتوسيع شبكات التزويد بالماء الصالح للشرب وأبراج الماء الجماعية بالجماعات القروية ذات الخصاص والدواوير والمناطق الجبلية.

ويهدف البرنامج إلى إنشاء سقايات بالدواوير غير المرتبطة بالشبكات المنزلية (الدواوير الصغيرة المعزولة)، وتوفير حلول لاممركزة كالآبار والصهاريج والوحدات المتنقلة لتزويد المناطق المعزولة، ومشاريع تجريبية للاقتصاد في الماء: تقنيات الري الموضعي وجمع مياه الأمطار المناطق الفلاحية شبه الجافة.

التأهيل الترابي والتشغيل

ويتضمن البرنامج أيضا إجراءت تهم التأهيل الترابي المندمج، والتي تهدف إلى تحسين البنيات التحتية الأساسية وتقليص الفوارق المجالية وتعزيز الجاذبية المحلية، ويتعلق الأمر بالبرنامج الاستعجالي لفك العزلة عن العالم القروي من خلال تأهيل المسالك القروية مع إعطاء الأولوية للولوج إلى الخدمات الاجتماعية (مدارس، مراكز الصحة…)، والتزويد بالكهرباء والإنارة العمومية بالطاقة الشمسية عبر وضع أعمدة الإنارة بواسطة الطاقة الشمسية بالدواوير والمحاور الثانوية في المناطق القروية والشبه حضرية.إلى جانب العمل على تهيئة مراكز قروية ناشئة من خلال تحديث الأسواق وفضاءات الشباب والنوادي النسوية والخدمات الإدارية.

وفيما يخص التشغيل والإدماج الاقتصادي، يهدف البرنامج الأولوي سنة 2026 لتنزيل برامج التنمية الترابية المندمجة إلى خلق فرص شغل آنية، وتعزيز الإدماج السوسيو اقتصادي للشباب والنساء من خلال أوراش على المستوى الترابي التي تشغل يدا عاملة مهمة (تشغيل مؤقت: صيانة المسالك، جدران واقية من الانجراف، التشجير، تجهيزات مائية خفيفة)، مع دعم المشاريع الصغرى والمقاولات القروية الصغيرة جدا عبر منح أولية عن طريق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات موجهة للأنشطة المحلية (الصناعة التقليدية وتربية المواشي والخدمات القروية).

ويركز البرنامج على تثمين المنتجات المحلية من خلال دعم الحصول على العلامة والتسويق لمنتجات زيت الزيتون، العسل، النباتات العطرية والطبية، التمور..، ودعم التعاونيات الإنتاجية النسوية والفلاحية منح مستهدفة (التجهيز، التغليف، التسويق)، وتنظيم دورات تكوينية قصيرة من شهرين إلى 6 أشهر في المهن الأكثر طلبا على المستوى المحلي: الأشغال العمومية، الطاقات المتجددة الري، الصيانة الصناعة التقليدية العصرية، والخدمات الرقمية، وأنشطة موسمية ذات أثر اجتماعي مهم تتعلق بتأهيل البنايات المدرسية والمراكز الصحية والمساحات الخضراء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News