“الكتاب” ينوه بإيجابية مشاوراته مع الداخلية ويتطلع لانتخابات نزيهة وشفافة

نوه المكتبُ السياسي لحزب التقدم والاشتراكية بالأجواء الإيجابية التي جرى فيها لقاء وفد قيادة الحزب برئاسة الأمين العام مع وزير الداخلية رُفْقة مسؤولين كبار بالوزارة، لمناقشة مذكرة الحزب ومقترحاته تفصيليا، في إطار المراحل الأولى من المشاورات السياسية الجارية بخصوص تحضير المنظومة العامة المؤطِّرة لانتخابات أعضاء مجلس النواب.
وأكد حزبُ التقدم والاشتراكية، في بيان صادر عن اجتماع المكتب السياسي، أنه “يَضَعُ المسألةَ الانتخابية ضمن منظورٍ سياسي أشمل باعتبارها قضية مجتمعية مصيرية تَهُم الوطن وكافة المواطنات والمواطنين”.
وأعرب عن “تطلُّعِهِ إلى أن تسير قُدُماً هذه المشاوراتُ السياسية، في مراحلها اللاحقة، نحو إفراز إطارٍ عام، تشريعي وتنظيمي وإجرائي، للاستحقاقات التشريعية المقبلة، يُترجِمُ فعلاً وعميقاً الإرادةَ المعبَّر عنها في إقامةِ انتخاباتٍ ديمقراطية، نزيهة وشفافة، وفي ظل مناخٍ سياسي ملائم، بما يفتحُ أمام بلادنا أفقاً جديداً لتوطيد مساره الديمقراطي والتنموي، وبما يرتقي بمؤسسة مجلس النواب تشكيلاً وأداءً وصورةً وقُدرةً على الاضطلاع الفعلي والكامل والناجع باختصاصاتها الدستورية.
وقال حزب التقدم والاشتراكية إنَّ هذا “التوجُّه يقتضي، ممَّا يقتضيه، التصدي الحازم لأساليب الفساد والاستعمال غير المشروع للمال، لأجل استعادة الثقة والمصداقية في العمل السياسي والمؤسساتي، ولأجل توسيع المشاركة، بأفق انبثاقِ مجلسٍ للنواب يضمُّ أنزه وأكفأ طاقات المجتمع، ومن ثمَّةَ انبثاق حكومة سياسية قوية وذات كفاءة ومصداقية واستقامة، قادرة على مواجهة التحديات، ومؤهلة لإنتاج الحلول ولمباشرة الإصلاحات المنتظرة”.
من جهة أخرى، دعا المكتب السياسي الحكومة إلى “التفاعل إيجاباً مع مطالب وانتظارات جميع الأسر المتضررة من زلزال الحوز”، منبها إلى “ضرورة تفادي ادِّعَاء وترويج إنجاز كل شيء وعلى أحسن ما يُرَام؛ وإلى نهج الحوار والإنصات والتعامل الإيجابي والبنَّاء مع المطالب والانتظارات وأوضاع المعيشة المتردية والمآسي الإنسانية والاجتماعية والنفسية التي لا تزالُ قائمةً بالنسبة لآلاف الأسر المستضعفة المعنية”.
وطالب الحزبُ الحكومة “باتخاذ خطواتٍ مستعجلة وناجعة، لأجل تسريع تنفيذ البرنامج على الوجه الأمثل، واستكماله الفعلي، اعتماداً على معايير الإنصاف والمساواة والعدالة والحكامة الجيدة، لا سيما على مستوى تأهيل وتجهيز المؤسسات التعليمية والطرق والمسالك والمراكز الصحية”، داعيا إلى النظر “الجدِّي في آلاف الشكايات المرتبطة بحكامة ودِقَّةِ وعدالة عمليات إحصاءِ المباني المتضررة وتصنيف حجم الضرر الذي لحق بها”.
وحول مستجدات ساحة التعليم العالي، شدد التقدم والاشتراكية على الأهمية البالغة التي “يكتسيها ورش إصلاح الجامعة المغربية”، داعيا “الحكومةَ والقطاعَ الوزاري المعني إلى إعمال مقاربة التشارك والتشاور، ونهج الحوار الإيجابي، البناء والمثمر، لا سيما مع الأطراف الأساسية المعنية مباشَرَةً بإصلاح الجامعة المغربية، من حيث هيكلتها وتدبيرها ومن حيث نظامُها البيداغوجي”، مقررا العودةَ إلى “موضوع الإصلاح الجامعي، بشكلٍ مفصَّلٍ ودقيق، من خلال عرضٍ سيتم تقديمه في الاجتماع المقبل، من طرف قطاع التعليم العالي والبحث العلمي للحزب”.
على مستوىً اخر، تطرق حزب “الكتاب” للتطورات الخطيرة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، بما يهدد في العمق السلم العالمي، بسبب إمعان الكيان الصهيوني، بحكومته اليمينية المتطرفة الحاملة لأوهام “إسرائيل الكبرى”، في ممارسة العربدة السياسية والبلطجة العسكرية، وفي التصرف بغطرسةٍ لا حدود لها ككيانٍ فوق القانون وفوق المساءلة أو المحاسبة، وذلك سواء من خلال الاستمرار في تنفيذ مخطط التطهير العرقي، وحرب الإبادة الجماعية، عبر التقتيل والتجويع والتدمير ومنع المساعدات الإنسانية، بقطاع غزة، أو من خلال الاعتداءات الغاشمة والممنهجة في الضفة الغربية والقدس، أو من خلال الهجومات العسكرية على عددٍ من بلدان المنطقة، في ظل تواطؤ أو صمت أو عجز مكونات المنتظم الدولي”.
وجدد حزبُ التقدم والاشتراكية إدانته “الاعتداء العسكري المُدان، الجبان والغادِر، للكيان الصهيوني المجرِم على دولة قطر الشقيقة، المعروفة بحرصها الإيجابي على مساعي الوساطة، وتضامنه مع الشعب القطري الشقيق”، مؤكدا أن “الكيان الصهيوني بَلَغَ حدًّا غير مسبوق وغير مقبول السكوت عنه من الجبروت والطغيان، من خلال استباحة سيادة الدول، بكل وقاحة وبمنطق القوة العسكرية، كيفما يشاء ووقتما يشاء، والسماح لنفسه باغتيال قياداتٍ سياسية على مرأى ومسمع العالم، مع المضي قُدُماً في محاولات إقبار القضية الفلسطينية واجتثاث الشعب الفلسطيني من أرضه وتجريده من كافة حقوقه الوطنية والإنسانية”.