“سوناتا ليلية”.. عبد السلام الكلاعي يفتح نافذة على الحب والمشاعر العميقة

من المرتقب أن يصل فيلم “سوناتا ليلية” للمخرج عبد السلام الكلاعي إلى القاعات السينمائية الأسبوع المقبل، ليحكي قصة حب تجمع بين شاب يعيش وضعا اجتماعيا صعبا، وفتاة حزينة ويائسة من الحياة.

وفي تفاصيل العمل، أوضح الكلاعي في تصريح لجريدة “مدار21” أن فيلم “سوناتا ليلية” يتناول موضوع الحب والأحاسيس والمشاعر في صورتها الخالصة، مبتعدا قليلا عن أسلوب السينما الواقعية الاجتماعية التي سبق أن اشتغل عليها، ليغوص هذه المرة في عمق الشخصيات ويكشف جوانب مختلفة منها.

ويرصد الفيلم قصة حب بين شاعر يواجه ظروفا قاسية، وفتاة يائسة يلتقي بها ليلا، وخلال هذا اللقاء يتبادلان حكاياتهما وتجربتهما، في محاولة لرصد ما يمكن أن يواجهه الشباب حين يعيشون تجربة الحب داخل مجتمعهم.

ويُعد هذا العمل ثالث أفلام الكلاعي السينمائية، بعد مجموعة من الأعمال التلفزيونية التي أشرف على إخراجها، وفق ما كشف عنه.

ويرى المخرج أن صدور الفيلم لم يعرف تأخرا، خاصة أنه استفاد من فرصة العرض ما قبل الأول في مهرجان مراكش الدولي، الذي يشكل، بحسبه، موعدا سينمائيا بارزا لعرض الأعمال الجديدة، قبل أن يجوب عددا من المهرجانات الدولية في الخارج، ليصل أخيرا إلى القاعات السينمائية ابتداء من الأسبوع المقبل.

ويأمل الكلاعي أن يحظى الفيلم باهتمام الشباب المغربي، باعتباره يعبر عنهم، وفي الوقت ذاته يعيد إلى الجيل السابق ذكريات واقعية تحمل الكثير من المشاعر.

وعن رهانه على صمود الفيلم في القاعات، قال: “أتمنى أن يتابع الجمهور هذا النوع من الأفلام التي أقدمها أو يقدمها بعض المخرجين الآخرين، وألا يكتفوا بمشاهدة الأفلام الكوميدية البسيطة ذات الطابع التجاري، لأن هذه الأخيرة تعرض أساسا في التلفزيون، بخلاف أفلام سينما المؤلف التي تمتاز بعمق أكبر على مستوى الكتابة، وبمزيد من الإبداع في الصورة، ما يساهم في الارتقاء بذوق الجمهور”.

واختار الكلاعي في هذا الفيلم توظيف أسلوب تجريبي، من خلال تناول موضوع الحب الذي يبتعد عن الطرح السائد الذي يربطه بأشياء أخرى إما الحب والصعوبات الاقتصادية أو الحب والصعوبات الاجتماعية، إذ إنه فضل أن يحكي عن الحب كما في الثقافة العربية الإسلامية وكما في الشعر الصوفي بأسلوب سينمائي تجريبي.

 وقام عبد السلام بتصوير فيلمه في مرحلتين خلال صيف 2023 وفي شتاء 2024، لرغبته في أن يكون الجزء الذي يحمل عنوان “فتاة حزينة تحت قمر باهت”، وتسرد فيه هند قصتها لعلاء والتي تتميز بالألوان الواضحة، بينما الفصول الأخرى التي ترصد اللقاءات المتعددة لهند مع علاء تكون في ليالِِ مظلمة وباردة تحت المطر.

وكشف الكلاعي في تصريحه للجريدة أيضا عن تحضيره لفيلمين سينمائين في الوقت الحالي، إلى جانب فيلم تلفزيوني آخر.