خزان مواهب الجالية الكروية يشعل المنافسة بين المغرب وإسبانيا

يتجدد السباق بين الاتحادين الإسباني والمغربي لكرة القدم على ضم المواهب الكروية الشابة التي تحمل الجنسية المزدوجة.
وذكرت صحيفة “آس” الإسبانية أن المنتخبين الإسباني والمغربي وضعا اسمي رشيد فتال وتياغو بيتاريش في القائمة الأولية التي أرسلاها إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، استعدادا لخوض منافسات بطولة كأس العالم للشباب تحت 20 عاما، المقررة الشهر المقبل في تشيلي.
ويتعيّن على فتال وبيتاريش اللذين يلعبان في صفوف ريال مدريد للشباب -المعروف باسم “الكاستيا”- اتخاذ القرار النهائي قبل يوم 27 شتنبر المقبل، وفق الصحيفة ذاتها، وهو موعد انطلاق البطولة.
ويأمل الاتحاد الإسباني في أن يسير الثنائي الشاب على خطى لامين جمال جوهرة برشلونة، ويختارا تمثيل منتخب “لاروخا”، في وقت يقوم فيه نظيره المغربي بجهود كبيرة من أجل إقناعهما بارتداء قميص “أسود الأطلس”.
اللافت أن القرعة أوقعت المنتخبين الإسباني والمغربي في المجموعة الثالثة إلى جانب البرازيل والمكسيك، ما يعني أنهما سيتقابلان وجها لوجه يوم 28 شتنبر 2025 ضمن الجولة الأولى من دور المجموعات.
سر التنافس بين إسبانيا والمغرب
من جانبها، أوضحت صحيفة “ماركا” الإسبانية سر التنافس بين إسبانيا والمغرب على ضم المواهب الكروية من حملة الجنسية المزدوجة.
وقالت إن “الصراع على اللاعبين بين المنتخبين ليس جديدا، بل يزداد حدة مع مرور الوقت، وهذا بسبب التركيبة الاجتماعية الناتجة عن هجرة الأسر المغربية إلى إسبانيا”.
وأضافت “بناء على ذلك برز عديد من اللاعبين الموهوبين والمولودين في إسبانيا ولهم أصول مغربية، مما يعني أنهم يملكون حق اختيار تمثيل المنتخب الذي يريدونه”.
ووُلد رشيد فتال (20 عاما) في مورسيا لأبوين مغربيين، وسبق له ارتداء قميص منتخبي إسبانيا والمغرب.
ففي يناير الماضي، لعب مع منتخب إسبانيا ضد إيطاليا وسجل الهدف الثالث في تلك المباراة (3-1)، ولاحقا نجح المنتخب المغربي في إقناعه بالانضمام إلى فريق الشباب تحت 20 سنة، حيث خاض معه 7 مباريات وأحرز هدفين.
وحسب “ماركا”، فإن تجربة فتال مع المغرب لم تكن جيّدة، وهو ما قد يدفع اللاعب إلى اختيار إسبانيا في الفترة القادمة.
أما بيتاريش، فقد ولُد عام 2007 في حي فونلابرادا الواقع في العاصمة مدريد، ويحمل الجنسية المغربية نظرا لأصول جدّه.
يُذكر أن رشيد فتال يلعب في مركز المهاجم وقد حجز مكانا أساسيا في تشكيلة المدرب ألفارو أربيلوا، بينما يشغل بيتاريش مركز خط الوسط، وكلاهما من المواهب الواعدة.
المغرب وإسبانيا.. منافسة تتجاوز التنظيم المشترك
رغم الشراكة في استضافة مونديال 2030، فإن الرؤية تختلف حين يتعلق الأمر بالمنتخبات الوطنية.. المغرب، مدعومًا بأكاديمية محمد السادس الطموحة، يكثف جهوده في أوروبا، خاصة إسبانيا، لإقناع أبناء الجالية بارتداء قميص “أسود الأطلس”.
وفي المقابل، تعمل إسبانيا على حماية “جواهرها” من الاستقطاب، مدركة أن خزانها البشري لم يعد حكرًا عليها.
حكيمي.. رمز الاختيار القلبي
قصة أشرف حكيمي تجسد هذا الصراع بأوضح صورة.. فقد تدرّج في أكاديمية ريال مدريد، وكان على رادار منتخب إسبانيا، لكنه اختار في النهاية تمثيل المغرب، بلد والديه.
هذا القرار كانت نقطة تحول تاريخية، أسهم في بلوغ “الأسود” نصف نهائي كأس العالم 2022، وصار حكيمي رمزًا لمشروع مغربي متصاعد يجذب المواهب الموزعة بين ضفتين.
الجالية المغربية.. كنز استراتيجي
يتجاوز عدد المغاربة المقيمين في إسبانيا المليون نسمة، وهو ما تعتبره الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم خزانًا استراتيجيًا.. ويتابع الكشافون البطولات السنية عن كثب، بحثًا عن أي موهبة قادرة على حمل قميص المنتخب.
كما أن فوز المغرب بكأس أمم إفريقيا لأقل من 17 سنة سنة 2023 كان خير دليل: ثلاثة من عناصر التشكيلة وُلدوا في إسبانيا.
ومع مرونة قوانين الفيفا التي تسمح بالتحول من منتخب إلى آخر قبل خوض أكثر من 3 مباريات مع الفريق الأول، تشتد المنافسة بين المغرب وإسبانيا في “معركة غير مرئية” على مواهب الغد، معركة تُذكّر بالصراع التاريخي بين فرنسا والجزائر على لاعبي الجالية.