التسويق الفوضوي لأدوية الضعف الجنسي “قنبلة صحية” تهدد حياة المغاربة

عبّر عبد الكريم الشافعي، نائب رئيس الجمعية المغربية لحماية المستهلك، عن استياء وقلق شديدين من تنامي ظاهرة وصفها بـ”التسويق الفوضوي” لأدوية ومكملات مجهولة، يدّعي مروجوها علاج الضعف الجنسي وأمراض البروستات.
وأوضح أن هذه الظاهرة تنتشر يوميًا على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يلجأ بعض الأشخاص، ممن سماهم بـ”تجار الأزمات”، إلى استغلال الوضعية الصحية التي يعيشها عدد من المواطنين، خاصة من يعانون من ضعف جنسي أو مشاكل البروستات، لتسويق منتجات غير مرخصة، عبر وعود مضللة وأقسام تؤكد فعاليتها المزعومة.
وأشار الشافعي إلى أن هذه المواد غالبًا ما يتم تصنيعها في أماكن غير مؤهلة، مثل الكراجات أو المحلات العشوائية، دون احترام أي معايير أو شروط للسلامة الصحية، وتستهدف هذه التجارة بالأساس الفئات القاطنة في الأحياء الشعبية والمناطق المهمشة، التي تنتشر فيها الأمية، ما يجعلها أكثر عرضة لشراء هذه الخلطات.
وشدّد عبد الكريم الشافعي، نائب رئيس الجمعية المغربية لحماية المستهلك، في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، على أن كل الأدوية المروجة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تُعتبر غير صحية وخطرة، وينبغي عدم اقتنائها إلا بوصفة طبية ومن الصيدليات المعتمدة.
وحذّر المتحدث في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، من المخاطر المرتبطة بنقل هذه المنتجات في ظروف غير مناسبة، مثل غياب التبريد، وعدم معرفة مكوناتها أو مدى صلاحيتها، وهو ما قد يؤدي إلى تسممات خطيرة أو حتى وفيات، مؤكداً أن الجمعية توصلت بالفعل بحالات من هذا النوع.
ودعا الشافعي إلى ضرورة وضع إطار قانوني واضح لمراقبة التجارة الإلكترونية في المجال الصحي، مع إلزام الجهات المعنية بتتبع الإعلانات والتحقق من مصادرها.
وذكّر بوجود القانون المغربي رقم 31.08 المتعلق بحماية المستهلك، الذي يتضمن تدابير لحماية المواطنين من النصب والاحتيال، مبرزًا أن ما يقوم به هؤلاء المروجون يندرج ضمن ممارسات “تجار الأزمات” الذين يستغلون معاناة المرضى لتحقيق أرباح غير مشروعة، بدل توجيههم نحو الأطباء والصيادلة المؤهلين.