مجتمع

تمحروشت.. كنز ساحلي مخفي في المغرب

تمحروشت.. كنز ساحلي مخفي في المغرب

على بعد بضعة كيلومترات جنوب ميراللفت، يتوارى شاطئ “تمحروشت” بين المنحدرات الصخرية والمحيط الأطلسي؛ هذه الوجهة الهادئة المفضلة لدى عدد قليل من الناس.

وظل هذا الموقع الساحلي، الذي لطالما عُرف باسم “الشاطئ البري”، خارج نطاق المسارات السياحية التقليدية، محتفظا بذلك بطابع الاصيل.

ويتميز شاطئ تمحروشت، الذي يقع في إقليم سيدي إفني بجهة كلميم واد نون ويمكن الولوج إليه عبر مسلك ساحلي، بطابع خاص يجمع بين شكله الهادئ وتناغمه التام مع الطبيعة المحيطة به، مما يزيد من جاذبيته لدى من يبحث عن الهدوء ، بعيدا عن الشواطئ كثيرة الاكتظاظ.

وعلى الرغم من عدم تجهيزه بشكل كبير، فإن الشاطئ يعرف إقبالا منتظما بفضل الاهتمام المتزايد بالمناطق الطبيعية التي ما تزال بمنأى عن السياحة الجماعية.

كما يجذب الشاطئ، الذي تحده منحدرات صخرية تميل الى الحمرة، السباحين وعشاق ركوب الأمواج، الى جانب أنه يوفر لزواره، خلال فصل الصيف، الشعور بالأمان بفضل تواجد رجال الإنقاذ.

بالنسبة لمنى، القادمة من مدينة المحمدية، فقد اختارت شاطئ تمحروشت لما يوفره من هدوء يساعد الزوار على الاستمتاع بجمالية المكان، بعيدا عن صخب المناطق الساحلية الكبرى.

وقالت في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، “أشعر بالأمان في هذا الفضاء السياحي خاصة أنه آمن ومراقب، وهذا أمر مهم جدا بالنسبة لي مع أطفالي”.

“الأجواء هادئة، والتجهيزات كافية لتلبية احتياجات العائلة. لقد تمكن أبنائي من بدء تعلم رياضة ركوب الأمواج في ظروف مواتية”، تضيف هذه الأم، التي أعربت عن ارتياحها لكون أطفالها يتعلمون في جو آمن مما سمح لهم بالاستمتاع بعطلتهم.

وبالنسبة لحسن، وهو مدرب ركوب الأمواج في المنطقة، فيرى أن سحر شاطئ تمحروشت يكمن في كونه لم يكشف بعد عن مؤهلاته و أسراره بشكل كامل، مضيفا أنه “قبل بضع سنوات فقط، كان عدد قليل جدا من الناس يعرفون هذا الشاطئ. واليوم نرى زوارا يعودون كل صيف، تحديدا لأن المكان لا يزال بسيطا وطبيعيا، من دون ضجيج ولا اكتظاظ”.

ويؤكد حسن أن ظروف ركوب الأمواج في تمحروشت تناسب جميع المستويات، مما يجذب زوارا متعددين، من المبتدئين إلى المحترفين، مشيرا إلى أن هذا المكان يحتفظ بجو أصيل يجذب الزوار الذين يسعون للمحافظة عليه.

من جهته، يشيد بشير، وهو مصطاف من الدار البيضاء، بهدوء المكان الذي يربطه ببيئة آمنة بالنسبة للعائلات، معربا عن ارتياحه لوجود رجال إنقاذ، وعن إعجابه بجودة المياه والرمال، التي وصفها بـ”النظيفة”.

ويرى أن هذه المزايا، إلى جانب غياب الضوضاء، تجعل من تمحروشت فضاء مميزا للراحة وللأنشطة العائلية.

وفي وقت تعرف فيه العديد من الشواطئ المغربية تهيئة متنامية، تُجسد تمحروشت مقاربة مختلفة للسياحة الساحلية، باعتباره فضاء هادئا، يمكن الولوج إليه بسهولة للاستمتاع بنقاء وجمالية الطبيعة في ملاذ سياحي يستقطب السياح بعيدا عن الأضواء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News